خطاب عباس في القمة العربية .. حماس والمناهج!

تم نشره الإثنين 30 آذار / مارس 2015 01:57 صباحاً
خطاب عباس في القمة العربية .. حماس والمناهج!
ياسر الزعاترة

لم يغادر عباس في خطابه بالقمة العربية لعبة النكاية مع حركة حماس، ليس فقط لأن تلك هوايته منذ انتخابات 2006 ولغاية الآن، بل أيضا لأنه يدرك أن من بين الحضور من ينتظرون منه ذلك، وهو معني بإبعادهم عن خصمه اللدود محمد دحلان عبر القول إنه أكثر عداءً للحركة من الأخير، وإنه أفضل لهم منه في خدمة مساراتهم السياسية حيال الحركة التي أصبحت بمثابة عدو في وعيهم، وبالطبع مجاملة لنتنياهو.
بعد يوم من تصريحات مستشاره المقرّب جدا (أعني محمود الهباش)، والذي يقول بصراحة ما يقوله الرئيس بشيء من اللف والدوران، والتي طالب فيها بـ”عاصفة حزم” أخرى ضد حركة حماس في قطاع غزة.. بعد يوم من تلك التصريحات، لم يبتعد عباس كثيرا عن السياق، إذ ذكّر المجتمعين أيضا، بأن هناك دولا أخرى تعيش انقسامات وخروج على “الشرعية”، وقد تحتاج إلى عواصف حزم، مشيرا إلى حماس وقطاع غزة. ولولا بقية خجل، لطالب بشكل مباشر بأن تُجيَّش الجيوش ويبدأ قصف الطيران “لاستعادة المحتل من الأرض”!! ربما لأنه يفضل أن يسحق الحركة ويستولي على القطاع ليضمه إلى الضفة الغربية في لعبة التعاون الأمني بأيدٍ عربية، وليس بأيدٍ إسرائيلية، لاسيما أن الأخيرة لن تضحي بما لا يمكن توقعه من أبنائها لأجل مشروع لا يبدو ملحا على نحو سريع؛ مع أن نزع سلاح قطاع غزة يُعد هدفا بالغ الأهمية، ولكن ليس بثمن باهظ، بخاصة وأن هناك من يطمئنها من العرب بأنه سيقوم بالمهمة من دون الحاجة إلى تضحية من قبلها، وإن بوقت أطول.
والحال أن حماس قدمت الكثير على مذبح المصالحة مع عباس، وهي جاهزة للمزيد، لكن الرجل لا يريد إلا سيطرة كاملة تمنحه القدرة على القول لاحقا إنه لا يجوز أن يكون في قطاع غزة سلاح غير سلاح الشرعية، الأمر الذي يعني سلاح حماس وكل الفصائل، فيما يعلم الجميع أن سلاح الشرعية المشار إليها هو سلاح بعقيدة أخرى أسس لها الجنرال دايتون، ولا صلة له أبدا بمقاومة الاحتلال، بل بتثبيت الأمن الداخلي فقط، على اعتبار أن السلطة (الدولة) الموجود حاليا تلبي الحد المقبول من الشروط حتى لو استمرت المفاوضات ألف عام!!
في الخطاب أيضا، استعاد عباس حكاية قديمة رددها سنوات طويلة، وتوقف عن ذلك خلال العامين الأخيرين، إلا وهي حكاية الدولة المؤقتة، وفصل القطاع عن الضفة، واتهم حماس ضمنا بذلك، بل طالب بتجريم المشروع في بيان القمة، فيما هو يدرك أن ذلك محض دعاية سياسية لا أكثر، ومن يقيم الدولة المؤقتة على الأرض حتى لو يسمها بذلك إنما هو شخصيا، وإلا فما معنى السلطة (الدولة) القائمة حاليا، بينما يعلم الجميع أن أحدا في الكيان الصهيوني لن يقبل بتحويلها إلى دولة كاملة السيادة على حدود 67، وإن أقصى ما يمكن الحديث عنه هو دولة في حدود الجدار الأمني تصبح في حالة نزاع حدودي مع جارتها.
موقف مؤسف بلا شك، أن يحرّض زعيم شعب على جزء من شعبه؛ حمل السلاح في وجه العدو وخاض حروبا ومواجهات انحاز إليها الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، ورفعت رأس الأمة عاليا، أما الأسوأ فيتمثل في وضعه حماس جنبا إلى جنب مع الاحتلال كسبب في تأخير إعمار قطاع غزة!!
كان لعباس موقف آخر مثير في القمة، إذا انسجم مع المضيفين، وربما آخرين في حكاية الإرهاب الذي يجب أن يتم تغيير المناهج لوقفه، ويبدو أن على السيد الرئيس أن يطلب من مستشاره الشرعي أن يبادر إلى صياغة برامج دراسية “معتدلة” تحول بين الشباب وأفكار الإرهاب، بما في ذلك مواجهة العدو الصهيوني الذي دخل مسمى الإرهاب أيضا في عُرفه!!
هذه هي قضيتنا المقدسة تعيش في تيه مقيم مع هذا الرجل منذ أكثر من عقد من الزمان، ولن يخرجها منه سوى انتفاضة شعبية تتمرد عليه وعلى برنامجه ومنطقه؛ ما دام أن حركة فتح ستبقى عاجزة عن استعادة ذاتها كحركة تحرر، وبالطبع بعد أن كرّسها رئيسها حزب سلطة تحت الاحتلال، بل سلطة تعمل ليلا ونهارا في خدمته.

(الدستور 2015-03-30)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات