المجالي يحاضر في جامعة الزيتونة عن التحديات الراهنة
المدينة نيوز :- قال النائب عبد الهادي المجالي إن علينا جمعيا أن نقر بحجم وتنوع التحديات والصعوبات التي نواجهها، وان هذه التحديات بكل تشابكاتها وتداخلاتها معقدة ومركبة، وتحتاج إلى جهد استثنائي في تفكيكها، وتصميم استراتيجيات متنوعة وفعالة وقادرة على ان تكون استجابات واقعية لكل هذه التحديات.
واضاف خلال محاضرة الثلاثاء في جامعة الزيتونة بعنوان: الاردن والتحديات الراهنة، بحضور رئيس مجلس الامناء عيد الفايز وعدد من النواب والأعيان والوزراء السابقين، إن الاصل تشخيص المرض والأصل في مواجهة التحديات ومخاطرها ان نفهمها فهما عميقا دقيقا، وان نسبر اسبابها ونفككها الى جزئيات صغيرة ونحلل معطياتها وكل الحيثيات المحيطة بها ومعرفة اطراف هذه التحديات والمحفزات التي ادت بهذه الاطراف لتكون فاعلا اساسيا او ثانويا في كل ما يجري بالمنطقة والاقليم.
واشار المجالي إلى ان الاردن عليه ان يبادر للتحرك ببناء جسور للتواصل مع دول منتقاة ومنسجمة معه في فهم الواقع الراهن، وبجهده الذاتي وان يوجه كل مقدراته وامكاناته للاستفادة منها بأقصى طاقة لحماية ذاته من عواصف المنطقة والاقليم.
وأبرز المجالي نوعين من التحديات الثقيلة والصاعدة التي تواجه الإقليم، أخطرها عصابة داعش الأرهابية، ثم تنظيم القاعدة، فيما التحدي الآخر هو التمدد الإيراني وتوسع نفوذ طهران ذاتيا او عبر قوى فعالة وكيلة عنها.
وقال المجالي: لا شك ان الاردن مستهدف من التنظيم المتطرف الذي يدّعي انه يمثل الاسلام، فسيطرته على مساحات كبيرة في سوريا والعراق وتمدده الى دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا عبر مبايعات من تنظيمات اخرى تزيد المخاطر على الاردن، والذي يضاعف هذه المخاطر ان استراتيجية مواجهة هذه التنظيمات لا تبدو محكمة ومنسقة على نحو كاف.
وأعرب المجالي عن خشيته أن تتحول عصابة داعش الإرهابية بعد هزيمتها الى العمل بأنماط تنظيم القاعدة، اي العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة واختطاف الرهائن وغيرها، مشددا على ضرورة مواجهة تلك الأخطار بمحاربة الفقر والبطالة والفساد في البيئات التي قد لا تكون معنية بمواجهة مثل هذه التنظيمات والتضييق عليها.
وبين المجالي ان التحدي الاخر الايراني لا يقل اهمية عن تحدي التنظيمات المتطرفة، فايران تملك نفوذا حقيقيا في العراق وستحافظ على مستوى ما من النفوذ في سوريا في ظل اي تسوية، ولها نفوذها في لبنان واليمن، لافتا الى هذا النفوذ اساسي في ازمات العديد من هذه الدول بما فيها البحرين وبمقدورها ان تؤزم الاوضاع في كل دول الخليج.
وشدد المجالي على ضرورة أن يبدأ الاردن فعليا في فهم وتشخيص هذه التحديات ووضع الاحتمالات والفرضيات لها، لافتا إلى أهمية أن يوازن الاردن في علاقاته الخارجية بما يحفظ وجود الدولة ويقلل من فرص تعرضها للأسوأ.
واعتبر المجالي زيارة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، الى طهران خطوة ذكية وضرورية لفهم التفكير الايراني والى اي مدى هو ذاهب.
وكان رئيس محلس امناء الجامعة وزير الداخلية الاسبق عيد الفايز بين الواقع الديمقراطي في الاردن وما وصل إليه من دعم للحياة الديمقراطية وتشجيع الدخول في الأحزاب بفضل الرعاية الهاشمية الموصولة التي تسعى دائما الى احداث نقلة نوعية في مختلف الميادين.
بدوره أشاد رئيس الجامعة الدكتور رشدي الحسن بالحياة الديمقراطية في الاردن، ودور جلالة الملك عبد الثاني في تعزيز الاصلاحات السياسية والاقتصادية.
وفي نهاية المحاضرة أجاب المجالي على استفسارات الحضور.
(بترا)