لماذا إيران والعرب فقط ؟؟

المدينة نيوز - نصف قرن ويزيد على امتلاك الكيان الصهيوني للأسلحة النووية ( اسلحة الدمار الشامل وسط المنطقة العربية ) والصمت المطبق يخرس صوت العالم اجمع ويجبرهم على عدم الحد من الجدل الدائر حول المفاعل النووي لايران ، وشكوك الغرب بأنها تسعى إلى امتلاك هذه الأسلحة، ومخاطر هذه الأسلحة النووية على الاستقرار والبعد عن التهديدات ، لكن للأسف الحديث عن السلاح النووي الإسرائيلي يتم تجاهله تماماً عن التصريحات والبيانات ، وكأن هذا السلاح النووي الإسرائيلي لا يشكل خطراً أو تهديداً أو تقويضاً للسلام والأمن في المنطقة التي تعد أكبر المناطق في العالم التهاباً وتوتراً بسبب الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة . وكذلك الأرض الفلسطينية المحتلة.
والحقيقة أن اسرائيل التي تعربد وتتوعد وتعتدي على الفلسطينيين وتقتل وتدمر وتصادر الأراضي وتعتقل الشباب والشابات والشيوخ والأطفال ولا تحسب حسابا لا للفلسطينيين ولا للعرب ولا للمجتمع الدولي او منظماته الانسانية ويعود ذلك لمجرد انها تلقى الدعم والمساندة من امريكا وبعض الدول الكبرى التي تغض النظر عن امتلاك اسرائيل للسلاح النووي وهذا الصمت يعد سابقة خطيرة تشجع هذا الكيان الغاصب على التهديد وعلى اختلال التوازن الاستراتيجي والعسكري. ومن ثم رفض الانصياع إلى القرارات الدولية لأن الأطراف المعتدى عليها ـ لا تملك المقدرة العسكرية ـ ومنها النووية ـ على رد التهديد. ومن هنا فإن هذا السكوت والتجاهل سيجر المنطقة إلى أهوال وإلى ضياع الفرص في السلام العادل والدائم .
صمت الولايات المتحدة الأمريكية ومعظم دول اوروبا الغربية وعدم الاشارة او حتى مجرد الحديث عن مخاطر هذا السلاح بصورة عامة وإذا كان هناك خطوات لإنتاج السلاح النووي عند بعض الدول الأخرى في المنطقة فأن المنطق يؤكد على كشف حقيقة ما تسعى اليه هذه الدول بهدف الحد من انتاج مثل هذه الأسلحة الخطيرة ، حتى تكون المنطقة كلها خالية من الأسلحة النووية وتكون الكفة متعادلة بين كل الأطراف ، ولكن وفي الوقت نفسه لايجوز استثناء بعض الأطراف ، وتركها تعربد وتحتل وتهدد لمجرد أنها امتلكت اسلحة نووية في غفلة من جوارها ودول المنطقة .
والغريب أن الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا دخلت الحرب على العراق بحجة نزع أسلحة الدمار الشامل لدى النظام العراقي ، وهي حجة بدأت في الاختفاء بعد انهيار النظام العراقي إذا ما أخذنا في الاعتبار الكثير من القضايا والسيناريوهات التي قيلت من قبل الكثير من المسؤولين والسياسيين الأميركيين والبريطانيين حول اتهام العراق بامتلاك أسلحة دمار شامل التي أصبحت الآن أكذوبة القرن بعد 8 سنوات على احتلال العراق. وعلى الرغم إن الولايات المتحدة نفسها تتبنى منذ فترة قضية حظر أسلحة الدمار الشامل إلا أنها أي الولايات المتحدة رفضت منذ عدة سنوات التصديق على معاهدة حظر إجراء التجارب النووية ، بل إن الولايات المتحدة لم تتخذ موقفاً مناهضاً لامتلاك إسرائيل أسلحة الدمار الشامل ، وتجاهلت المواقف العربية الرافضة للسلاح النووي الإسرائيلي ، حيث يمتلك الكيان الإسرائيلي أخطر الأسلحة النووية ، وتهدد المنطقة العربية بأسرها ، وقد رفضت باستمرار الدخول في اتفاقية حظر إنتاج وتطوير التجارب النووية أمام سمع العالم وبصره وصم أذنيه عن ما يجري في مفاعل ديمونا وغيره من المفاعلات السرية !
فقد قامت إسرائيل منذ عدة عقود بصناعة وتخزين القنابل النووية حسب ما ذكرت التقارير الإخبارية في صحراء النقب ، وإذا كان الإسرائيليون قد أخفوا في بداية تنفيذهم لبرنامجهم النووي بستار كاذب بأنهم يستخدمون الطاقة النووية للأغراض السلمية ، فإن الرفض الإسرائيلي للتوقيع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية يبرز المخطط الإسرائيلي الغامض والنوايا السرية لامتلاك أسلحة الدمار الشامل.
والغريب أن هذه التحركات الإسرائيلية نحو امتلاك أسلحة الدمار لم تجعل النظام العربي يتحرك لمواجهة التحدي النووي الإسرائيلي ، ولم يتغير أيضاً بعد الإعلان الإسرائيلي غير الرسمي عن هذا الامتلاك ، وهذا هو الخطر الكامن للوجود العربي وللسلام والأمن في المنطقة العربية.
ما تمتلكه اسرائيل من اسلحة نووية سواء من ناحية الكم او النوع او وسائل ايصالها تعتبر الأخطر على العالم عامة وعلى المنطقة العربية خاصة ، وتكمن خطورته بعدم امتلاك العرب لأسلحة قادرة على مواجهة ترسانة السلاح النووي الاستراتيجي .. الولايات المتحدة الأمريكية تسعى وبكل نفوذها لتجنيد العالم من اجل محاصرة جمهورية ايران الاسلامية التي شرعت بانتاج الوقود النووي للأغراض السلمية كما تؤكد القيادة الايرانية باستمرار ،وكما اكد محمد البرادعي اكثر من مرة وبعد زيارات عدة قامت لجنة لجانة من هيئة الطاقة الدولية للمفاعلات النووية الايرانية ومعها دول غربية تتجاهل ما تمتلكه اسرائيل من اسلحة نووية وتقوم بتأليب العالم على ايران مصورة اياها بأنها مصدر الخطر الداهم للمنطقة العربية وانها تهدد امن اسرائيل وهو خط احمر لدى الادارة الأمريكية التي تعتبر امن اسرائيل من امنها ، وقد تابعنا جولات الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة العربية مؤخرا والتي تهدف الى تخويف العرب من الخطر الايراني مطالبة دول المنطقة بدعم امريكا واسرائيل من اجل منع ايران من الاستمرار في سعيها لامتلاك الأسلحة النووية العسكرية ، وبدا اهتمام امريكا وحليفاتها من اجل محاصرة ايران وفرض اشد العقوبات الدولية عليها خلال الجولات المتواصلة لمسؤولين امركيين كبارللمنطقة والضرب على الوتر الحساس وهو خطر ايران المدمر على اسرائيل والعرب معا .
ان تحذيرات امريكا واسرائيل للعرب من خطر ايران على المنطقة لا هدف له سوى الحفاظ على امن وسلامة ودعم القدرات العسكرية الأسرائيلية في المنطقة باكملها فهل نعي ما تخطط له كل من امريكا ضد العرب والمسبلمين عموما ؟ .