راشد الغنوشي وجورج سوروس

تساءل أحد القراء الاعزاء عن تناولي أو إشاراتي المتكررة للشيخ راشد الغنوشي، الذي يعتبره بعضهم واحدا من رجال "النهضة الإسلامية" المتنورين، وطلب مني تحري الموضوعية بشأن شخصية الغنوشي.
وها أنا أولًا استجابة للقارئ العزيز أتجاهل وثيقة نوح فيلدمان الصادرة عام 2002 التي "تنبأ فيها" بالربيع الاسلامي وبدور مرحب به امريكيا !! للاسلام التركي وللشيخ الغنوشي، والشيخ القرضاوي وانور ابراهيم من ماليزيا، والسيد عزمي بشارة، أما فيلدمان لمن لا يعرفه فهو احد "المهندسين" اليهود لعلاقات واشنطن مع الاسلام السياسي، كما لدساتير الفدراليات الطائفية "العراق بعد العدوان عليه ومشروع الدستور المصري أيام مرسي…".
وها أنا ثانيا، أعود لتناول الشيخ الغنوشي من زاوية موضوعية لا لبس فيها، متمنيا على القارئ العزيز فتح الصفحة الخاصة باسم الشيخ الغنوشي على الفيس بوك والمتمعن فيها بموضوعية مفرطة..
فعلى صفحة الشيخ نقرأ مجموعة من الأخبار التي تتعلق بمواقفه ونشاطاته وعلاقاته، منها على سبيل المثال:
1.فوزه بجائزة شاسام هاوس التي سبق ان منحت لزعيم الثورة البرتقالية الاوكرانية ورئيس اوكرانيا بعد الثورة، فكتور يوشنشينكو، وللسيدة موزا المسنود من قطر، وللباحث الاسرائيلي "الموضوعي" يوسي مكلبورغ والسيدة الموضوعية للغاية "هيلاري كلينتون" التي اعترفت بدور بلادها في انشاء "مجاهدي داعش". ودعم مرسي في مصر والاسلام الامريكي عمومًا.
أما مؤسس الجائزة والمعهد البريطاني الملكي الذي يمنحها فهو رئيس الوزراء البريطاني الاسبق، الماركيز روبرت ادوارد وابنه ادغار "تولى رئاسة الحكومة أيضًا"، وقد أشرفا على ادارة الاستعمار البريطاني لمصر والسودان.
2.فوزه أو تسلمه درعًا من السيد جورج سوروس في مقر حركة النهضة في تونس… ولمن لا يعرف سوروس "الموضوعي"، فهو ملياردير يهودي أمريكي من أصل مجري، وقد تحول من مهتم بفلسفة كارل بوبر الى مضارب كبير ومحترف في البورصة.
وقد جمع أموالا طائلة، خصص قسما منها للاعمال الخيرية، ودعم الديمقراطية باسم استعاره من معلمه بوبر وهو صندوق "المجتمع المفتوح".
وقد عبر سوروس عن الأعمال الخيرية والديمقراطية بالعمل المثابر لإسقاط المعسكر الاشتراكي، ودعم الثورات البرتقالية بالتنسيق المباشر مع المخابرات الامريكية. ولم ينكر سوروس أبدا محاولاته إسقاط مهاتير محمد في ماليزيا وشافيز في فنزويلا.
والحق أنه أعلن موقفا ضد بوش ونتنياهو ايضا، ولكن من موقع ال غور المرشح اليهودي للبيت الابيض، ولشمعون بيريز، حمامة السلام التي أشرفت على مذبحة الأطفال في مدرسة قانا اللبنانية، وقبلها على المشروع النووي الاسرائيلي بدعم فرنسا "الديمقراطية".

(العرب اليوم 2015-04-06)