جاد شويري : شهرتي جاءت بسرعة والآن وقت الجوائز
24 تحدث مع الفنان اللبناني في حوار مطول تطرقنا من خلاله للعديد من الأسرار حول طبيعة عمله وطريقة تفكيره، فكان هذا الحوار:
بداية، لماذا بوسي بالذات لتقديم ديو غنائي معها؟
أولاً، لأنني حين كتبت الأغنية مع الملحن محمد يحيى شعرنا أنها تميل إلى اللون الشعبي، وهنا اتجهنا بأنظارنا إلى مطربي الغناء الشعبي واخترنا بوسي، ليس فقط لأن صوتها ملائم للأغنية وإنما أيضاً لتمتعها بصوت غنائي جيد "حلو"، أضف إلى شعبيتها الكبيرة بمصر، فوجدنا أن التركيبة ستكون جديدة ومفيدة للطرفين، ومن هنا كان اختيارنا لبوسي.
وماذا عن أصداء هذا العمل حتى الآن؟
الأصداء جيدة للغاية، وتعتبر بالنسبة إلي من أفضل ردود الفعل التي تلقيتها على عمل لي منذ ما يقرب من خمس أو ست سنوات، خاصة أن كلها إيجابية، فالناس لا يتحدثون عن الأغنية فقط بل أعجبتهم أيضاً وأحبوها، ولذلك أؤكد لكَ أني أفكر جدياً في تكرار التجربة، بالأخص لأني أحضر لألبوم جديد الآن وأتعاون فيه مع موهوبين ومبدعين كثر بمجال التلحين والتأليف والتوزيع، ومن الممكن أيضاً أن يضم "ديو" آخر، لأني من النوعية التي تفضل اشتراك الفنانين فيما بينهم في أعمال كثيرة.
رغم العودة بهذا الكليب، إلا أن الكثير من جمهورك يشعر بأنك تحاول الابتعاد عن الغناء، بالفعل، قبل الكليب الأخير، ما صحة ذلك؟
كنت أفكر بشكل جدي في الابتعاد عن الغناء، خاصة في ظل الظروف السياسية التي مرت بمعظم البلدان العربية في الفترة الأخيرة، إلى جانب أن شركة الإنتاج السابقة أغلقت وأوقفت نشاطاتها، فقررت التركيز فقط على الإخراج الذي كنت قد بدأت أخطو خطوات جيدة وثابتة فيه.. ولكن، مع تحقيق نجاحات بمجال الإخراج، بدأت أعود لحلمي الآخر وشعرت أني في حاجة لتحقيق ذاتي بالغناء أيضاً، ومن الآن فصاعداً لن أبتعد عن الغناء، ولكن سيكون ذلك بإطار وفكر مختلفين، من خلال شخصية جديدة وهي شخصية المنتج الفني الذي يقدم بعض مقاطع من الغناء، ووضعي على المسرح أيضاً وفي حفلاتي سيختلف كثيراً لأني سأحاول مزج الإخراج والغناء معاً من خلال تقديم الأغاني بموسيقى جديدة وعرض مبتكر.
أكثر من 60 كليباً حتى الآن، لماذا لا نرى جاد مخرجاً لعمل درامي أو فيلم سينمائي مثل سعيد الماروق والمصري محمد سامي؟
بالفعل، تلقيت قبل ذلك عدة عروض لإخراج أعمال سينمائية، ولكني لم أوافق عليها لأني لا أُخرج كليبات لهذا الهدف ذاته، ولكن لشغفي وحبي بالموسيقى، فأحاول ترجمة هذه الموسيقى لصورة بالكليب، لذلك أحب أكثر العمل بالكليبات. وإذا حاولت أن أقدم تجربة للسينما، أفضل أن تكون من تأليفي بسيناريو من كتابتي، لكني لا أفكر في ذلك الآن، لأن السينما بالنسبة لي تختلف كثيراً عن الكليبات التي أفضل أن تكون بسيطة وشبابية وإيقاعية أكثر، أما السينما فأنظر لها بعمق أكثر، لذلك حين تقديمي لتجربة سأعتمد على العمق وليس البساطة.
معظم هذه الكليبات أيضاً كان مع نجمات غناء، بخلاف بعض التجارب مع الراحل وديع الصافي وإيوان، فهل هذا عن قصد؟ أم أنه مجرد صدفة عملية؟
لا، بالتأكيد ليست صدفة، ولكن ليس اللوم علي في ذلك، إنما هو اعتقاد البعض أن كوني مطرباً ومخرجاً في نفس الوقت يجعل البعض من المطربين الشباب يعتقدون أن بإخراجي لكليباتهم سأحاول أن أعمل على سقوطهم وعدم نجاحهم حتى أتميز أنا من بينهم، لكن هذا ليس حقيقياً بالمرة، والدليل هو التجارب التي أشرت لها أنت، ولا أتصور كيف يفكر أحد في ذلك، لأن فشل الأغنية هو فشل لي أيضاً كمخرج، ولا أعتقد أن هناك من يريد الفشل لنفسه، فأنا لا أملك هذه العقلية من الأساس وأحاول أن أثبت ذلك للجميع حتى يصبح هناك فنانون ذكور أكثر متحمسين للتعاون معي.
مرة أخرى تُرشح لجوائز الموركس دور، فماذا يعني لكَ ذلك؟
يعني لي الكثير، فأنا أعترف أن شهرتي جاءت بسرعة، لذلك أصبحت تشغلني الآن كثيراً مسألة الجوائز والتقديرات، لأنها تكسبك احتراماً لما تقدمه وتتأكد أنك تسير على الطريق الصحيح، لأن كل جائزة تزيد من معنوياتي وتسعدني كثيراً.
وهل ترى أن أحداً تدخل بنتائج السنوات الماضية؟
أتصور أن هناك استحساناً يذهب لفنان أكثر من غيره، لكن لا أعتقد أن يصل لدرجة أن ينجح فنان لا يستحق هذه الجائزة من الأساس، لأن العالم أصبح مفتوحاً على بعضه، وإذا رشحت عملاً ليس على المستوى ولا يتحدث عن نجاحه أحد، فأنت من سيخسر الكثير، لأنك بذلك تفقد مصداقيتك كجهة منظمة.
مغنٍ وراقصٌ وملحنٌ ومخرجٌ، أي من كل هؤلاء يجد جاد نفسه أكثر؟
فنان يحاول تقديم رؤية مختلفة بكل مجال يعمله، سواء إخراجياً أو غنائياً أو غير ذلك. ففي كل مرة، أحرص أن أقدم شيئاً جديداً ومختلفاً، وإن كنت تريدني أن أحصر نفسي بخانة واحدة فأستطيع أن أقول إني "creative"، أستطيع تنسيق الأفكار بذوق ورؤية إن كان ذلك على أغنية أو كليب أو إدارة فنان وإخراجه بصورة جيدة، وبكل تلك المجالات لا أعتبر نفسي الأحسن ولكني بي ميزة في كل خانة من هؤلاء، بتجميعها تجد نموذجاً مختلفاً عما هو موجود على الساحة.
نهاية، ماذا ينتظر جمهور جاد منه؟
أتصور أن الكلمة التي تلخص كل شيء هي الصدق، فأنا أفضل دوماً أن تكون هناك فئة من الجمهور تحبني على حقيقتي وطريقة تفكيري وتعاملي مع الأمور، أفضل بالنسبة لي أن يكون كل العالم يحبني، لأني أستطيع التزيف والظهور بغير حقيقتي، فهذا ما أتصور أن كل الجمهور ينتظره ويريده من فنانه المحبب.