على هامش الاحتفال بالزرقاء مدينة للثقافة الاردنية

المدينة نيوز – هشام عود ة - ضمن مشاريع الاحتفال بالمدن الثقافية الاردنية، فقد حطت الاحتفالية رحالها لهذا العام في رحاب مدينة الزرقاء، بعد ان طافت في مدن اربد والسلط والكرك، ويرى الادباء الزرقاويون ان مدينتهم قادرة على تقديم نفسها بحلة ثقافية متميزة، نظرا لوجود عدد من الادباء المبدعين من ابناء المدينة، ووجود اكثر من جامعة فيها.
هنا نقرا امنيات وتطلعات عدد من مثقفي الزرقاء وهم يحتفلون بمدينتهم ثقافيا، في وقت نقف فيه عند رؤية اللجنة العليا للاحتفالية من خلال ما قدمه منسقها العام الشاعر عبدالله رضوان.
وحول رؤيته للزرقاء مدينة للثقافة الاردنية يقول القاص سعادة ابو عراق، أريد أن أنوه بمشروع المدن الثقافية، وأؤكد على أنها فكرة سامية وطموحة، يمكن لها ان تؤدي إلى نتائج أكثر مما هو متوقع، إذا ما أحسن فهمها وتنفيذها، وأعتقد أن مدينة الزرقاء كانت بحاجة ماسه لمثل هذه الخطوة أو الدفقة المنعشة، وأنها جاءت في وقت يحتاج فيه المبدعون في الزرقاء من كتاب وفنانين وصحفيين وعيرهم إلى يد ترعاهم وأذن تسمعهم .
واللجنة العليا التي تبدو منسجمة، تجعلنا نستبشر بالخير و نتفاءل به، ويجعلنا نحن كمثقفين نصبو كما غيرنا في هذه المدن الأردنية إلى شيء ملموس، وليس احتفالية صيف ، بمعنى أن نؤسس لحالة ثقافية مستدامة، وأعتقد أن اللجنة العليا فيها من النوايا الطيبة والقدرة والإخلاص ما بجعلنا نتمنى عليها، ونعمل معها لطموحات نرنو إليها .
ويقدم القاص ابو عراق رؤيته لبعض التطلعات العامة التي يريدها لمدينته من الوجهة الثقافية، وهي المحاولة قدر الإمكان لإعطاء الزرقاء هوية غير تلك الشائعة عنها، من خلال النشاطات التي تعطي الفكرة الحضارية اللائقة بها ، ولا نقصد هنا المبالغة والتهويل، ولكن إظهار النواحي الإيجابية في البيئة وفي الإنسان معا، وهي موجودة وواضحة ولا تحتاج إلى من يشير إليها .
وكذلك الحد من نزوح الأدباء والفنانين إلى العاصمة، نزوحا جسمانيا أو معنويا، أو إيقاف تطلعه للنزوح، وهذا لا يمكن أن يتم بمحاضرة بل يجب أن يستند الى بنى تحتية ثفافية، تؤسس حالة ثقافية متميزة.
ويطالب ابو عراق بالعمل على ترطيب الجفاء القائم بين المثقف والناس، وبناء ألفة بينه وبين مجتمعه، من خلال حض مؤسساتها الاقتصادية على دعم الثقافة كما تفعل كل المدن الحضارية ، لأن المجتمع أي مجتمع يفخر بمبدعيه وهذا يؤدي بالضرورة إلى تجانسه وتحويله إلى حالة ثقافية.
ويعتقد ان دعم التجمعات الثقافية القائمة على المبادرات الفردية والجهود المحدودة، كالصالونات والنوادي والروابط وغيرها، وجعلها لوحة فسيفسائية نابضة، بدل هذا التشرذم النابع من الشخصانية ، سوف تسهم في تقديم صورة لائقة لمدينة وهي تبرز وجهها الثقافي.
واخيرا يعتقد أن إنشاء متحف ثقافي لمبدعي الزرقاء من الذين ولدوا بها أو عاشوا أو ماتواعلى ارضها، سيجعل من اهالي الزرقاء أكثر إيجابية وهم ينظرون لأنفسهم، إذ لا يكفي أن يسمع طالب المدرسة وطالب الجامعة الهاشمية وطالب جامعة الزرقاء بأن هناك أديبا في جناعة مثلا ، بل يذهب إلى المتحف ليرى صورته ويقرأ إنتاجه المنشور والمخطوط، ويشاهد مقتنياته الشخصية والتي ستصبح بعد عشرات السنين ذات معنى وقيمة .
فيما يذهب الناقد والاديب محمد المشايخ الى تلخيص تطلعاته لمشروع الزرقاء مدينة للثقافة الاردنية بمجموعة نقاط يراها مهمة وهي:
*الإعلاء من شأن النخب الفكرية والابداعية في محافظة الزرقاء وتفعيل دورها في المجتمع والدولة.
* وتفعيل دور الثقافة في إحداث التنمية الثقافية في المحافظة.
*وترويج الأعمال الإبداعية الخاصة بأبناء الزرقاء، وتعميمها على مستوى المملكة.
*وتفعيل الحراك الثقافي في المحافظة ليمتد إلى المحافظات الأخرى.
*وتحقيق أكبر قدر من تبادل الخبرات بين منتجي الثقافة في الزرقاء والعاصمة عمان.
هذا على الصعيد العام، أما على الصعيد الخاص فان المشايخ يتمنى أن يتمكن من إنجاز أنطولوجيا الزرقاء الابداعية التي ستشتمل على السيرة الذاتية لأدباء الزرقاء مع نماذج من أعمالهم الابداعية.
في وقت يرى فيه الشاعر موسى الكسواني ان الاحتفال بالزرقاء مدينة للثقافة الاردنية يحمل الادباء والمثقفين الزرقاويين مسؤولية مضافة، في العمل على ابراز الجانب الحضاري لمدينة تضج بالحياة، خاصة ان المدينة تحتضن مبدعين وكفاءات ثقافية واكاديمية لها حضور بارز في الحياة الثقافية الاردنية.
وتمنى الشاعر الكسواني ان لا تتحول المناسبة الى مجرد مهرجان احتفالي استعراضي، لان مثقفي الزرقاء بحاجة لبنى تحتية لثقافة جادة تساعد في نكريس وعي مجتمعي مختلف، مطالبا بقراءة سير المدن الثقافية التي سبقت الزرقاء والاستفادة من انجازاتها.
في هذا السياق قال المنسق العام لاحتفالية الزرقاء مدينة للثقافة الاردنية 2010 الشاعر عبدالله رضوان ان هذه المناسبة تمثل فرصة ذهبية لتحقيق مجموعة من الاهداف منها ماهو استراتيجي طويل المدى، ومنها ما هو مباشر، وفي الجانب الاول اشار المنسق العام الى ضرورة استثمار المناسبة لتاكيد اهمية التنمية الثقافية باعتبارها اساس التنميات مجتمعة، لانها تؤسس معرفيا وعلميا واعلاميا لباقي التنميات المختلفة، هذا بالاضافة الى تعميق وتاسيس برامج ثقافية دائمة لعل ابرزها تاكيد استمرار مهرجان ثقافي يشيع ثقافة الفرح والانحياز الى الحياة على ان يكون سنويا ومتجددا بعنوان مهرجان الزرقاء الثقافي وليكون جزءا مهما من مهرجان الاردن السنوي، ولا ننسى ايضا اهمية استغلال المناسبة لتحقيق جانب توثيقي مهم على شكل مجموعة من الاصدارات تغطي مختلف جوانب الحياة في محافظة الزرقاء لتظل مراجع ومصادر للباحثين لاحقا .
وعلى المستوى اليومي والمباشر يرى الشاعر عبدالله رضوان ان الاحتفالية فرصة لاقامة مئات الانشطة الثقافية وبمشاركة جمهور واسع من اهالي الزرقاء للتعرف على الابداع والثقافة العربية اردنيا وعربيا، مما يتطلب مشاركات مؤسسات المجتمع المدني قاطبة عبر مشاريع ثقافية، وكذلك مشاركة المبدعين الاردنيين وعدد من المبدعين العرب مع اعطاء الاولوية هذا العام لابناء الزرقاء.