فرقة عمان للموسيقى العربية تشيع الفرح بـ"ربيع الاردن"

المدينة نيوز :- في الوقت الذي يغيب فيه الدعم المالي لاسيما الرسمي عن فرقة عمان للموسيقى العربية التي تمثل احدى ادوات ترسيخ الفكر التنويري واشاعة الفرح وخلق وعي حضاري وعصري متمدن، تعلن الفرقة إنحيازها للحياة وللانسان وتستعيد إطلالتها وايام عطائها قابضة على عسر الحال، لتعيد صياغة وجدان الامة من خلال امسية غنائية بعنوان "ربيع الاردن" أطلقت عبرها اربعة مواهب شابة مميزة أضاءوا مساء امس الاربعاء، مسرح مركز الحسين الثقافي.

فرقة عمان للموسيقى العربية، وكورال المعهد الوطني للموسيقى اللذان يتبعان لمؤسسة الملك الحسين واحييا الامسية، يمثلان بالاضافة الى فرقة اوركسترا عمان السمفوني سابقا والتي اصبحت جمعية الاوركسترا الوطنية الاردنية حاليا، مخرجات جهد المعهد منذ اكثر من 25 عاما، تعرضت للغبن في السنوات الاخيرة نتيجة لكثير من اللغط الذي لحق بالمعهد، ما نتج عنه غياب الدعم المادي الرسمي الذي قيد كثيرا من ابداعات هذه الفرقة التي تسعى لاعادة احياء الطرب الاصيل المحمل بالمعاني الجميلة والقيم العميقة، المستمدة من الموروث الغنائي العربي، علاوة على أنها تعمل على تحويل الحالة الفردية من خلال صقل المواهب لخلق شخصية متوازنة متفائلة بالحياة، إلى حس فني تنويري يرتقي بالذائقة الجمعية.

لم تكتف الحناجر الشابة الاربع، زيد قندح ويارا النمر ويزن الجرف ونتالي سمعان، التي صدحت أمس باصواتها الجميلة واحساسها المرهف وقوة ادائها، بأن تحيل المسرح إلى حالة من التجلي إقترب من "النيرفانا" لدى الجمهور التي اكتظت به جنباته، حال سماع شدوهم المتميز من اغاني الزمن الجميل "فكروني" و"مستنياك" و"يامالكا قلبي" و"اوعدك" و"على حسب وداد" و"عيون القلب" و"كان يا ما كان" و"ياعيني عالصبر" وبشكل جماعي بمصاحبة الكورال التي تقوده الفنانة ليندا حجازي، مجموعة من "الاندلسيات"، بل دعت المؤلف والشاعر والمنتج المصري الكبير الدكتور مدحت العدل الذي كان ضيفا مفاجئا على الحفل بأن يصرح لوكالة الانباء الاردنية(بترا) بانه ذهل بقدرات هذه المواهب الشابة ليكشف عن استعداده لتبني هذه الحناجر الاربعة لاقامة مشروع فني بالتعاون مع المنتج محمد المجالي، لتقديم اوبريت غنائي في الثاني من حزيران المقبل بمناسبة عيد الاستقلال .

الدكتور العدل الذي قال انه في زيارة للاردن لتنفيذ فيلم تسجيلي عن المدينة الوردية احدى عجائب الدنيا السبع "بترا" لمصلحة فضائية "سي بي سي" المصرية ومدته 30 دقيقة، عبر عن اعجابه بالمواهب الشابة في الامسية الغنائية التي رغم انقطاع التيار الكهربائي عن منطقة راس العين خلالها الا ان استمتاعه بها دعاه ليبقى جالسا في مقعده الى حين عودة التيار. ورأى مؤلف مسلسلات "محمود المصري" و"العندليب حكاية شعب" و"الداعية" وغيرها الكثير من الافلام ان هذه الحفلات وهذه المواهب هي الرد العملي والوحيد على عصابات داعش الارهابية ومروجي الافكار الظلامية، داعيا الى تعميم هذه الحالة الابداعية على جميع محافظات الاردن.

وعبر الدكتور العدل احد مؤسسي شركة "العدل جروب ملتي ميديا"، عن سعادته لوجوده في الاردن حاليا الذي يرى فيه في كل زيارة يقوم بها اليه "حاجة حلوة" عن المرات السابقة وهو ما جعله "ينبهر" بحسب وصفه لحالة التطور الحضري والحضاري الذي يشهده الاردن في كل مناحي الحياة، مشيرا الى مشاركة سابقة له في لجان تحكيم مهرجان موسيقي اقيم في الاردن.

واشاد بالفنانين الاردنيين خصوصا الذين استطاعوا ان يحظوا بمحبة الجمهور المصري وثناء النقاد في مصر ومنهم المخرج محمد عزيزية والفنان اياد نصار الذي يصور حاليا ضمن فريق عمل مسلسل "حارة اليهود" الذي كتب نصه وسيعرض خلال شهر رمضان المقبل بالإضافة الى مسلسلين اخرين من انتاج الشركة هما "تحت السيطرة" و"بين السرايات".

نائب مدير المعهد قائد الفرقة المايسترو صخر حتر من جهته قال ان هذه الحفلة تعد انطلاقة للفرقة لاعادة الامسيات كما في السابق، لافتا الى انها ليست فقط للاستمتاع والارتقاء بالذائقة الفنية وانما تمثل مختبرا فنيا خصوصا للفنانين الشباب من خلال مواجهتهم للمسرح والجمهور، علاوة على اعادة الاعتبار للغناء العربي الاصيل لمواجهة ازدحام المشهد مما تعانيه الحالة الغنائية العربية من هبوط حاليا.

لازالت الفرقة خصوصا والمعهد بشكل عام ومختلف مفرداته، يعانون من قلة دعم المشروعات الفنية لاسيما مثل هذه الحفلات التي تتطلب نفقات اضافية لا تتكفل عوائد بيع التذاكر بتغطية تكلفتها من اجور فنانين وموسيقيين ومطبوعات واعلام بحسب المايسترو حتر الذي لفت الى ان الفرقة لا تتلقى دعما ماليا من اي جهة فيما المعهد لا يكفيه الدعم المالي القليل الذي يتلقاه لتعميم مشروعاته، والدعم اللوجيستي من امانة عمان الكبرى.