الاضطرابات الزواجيه " شبح الطلاق "
مقدمه :
الحمدلله الذي أحل النكاح وحرم السفاح وجعل الزواج أيه من آاياته الداله على قدرته وعظيم صنعه بقول الحق جل وعلا قال تعالى " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم ازواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم موده ورحمه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون "
يتضمن الزواج إختيار الزوج أو الزوجه والاستعداد للحياة الزوجية والدخول فيها والاستقرار وتحقيق التوافق الزواجي وحل المشكلات التى قد تطرآ قبل وأثناء وبعد الزواج !
من المتوقع ان تفيد العلاقه الزواجية التى تبدأ بإحترام وثقه واعتبارات إنسانية أخرى في الاستمرار في العلاقة الزوجية , حيث يفيد التواصل والإقناع فيما بين الطرفين إلى الوصول الى حياة هادئة وسليمة نفسيآ , ونتائج إيجابية في العلاقة الزوجية .
وقد تكون تلك المشكلات بسيطه جدآ ولكن يكون أثرها واضح مُخِيم على الحياه الزواجية ويؤدي الى تنغيصها وكثيرآ ما يحدث طلاق وهذا ما يخشاه ديننا الحنيف لأن " أبغض الحلال عند الله الطلاق "
أسباب الاضطرابات الزواجية " الطلاق " :
أسباب نفسيه تتمثل في : الخبرات العاصفه الأليمه نتيجه لفشل حب أو خطوبة او زواج سابق سريع فاشل ! أو صدمات عاطفية .
وأيضا تشمل الاسباب النفسيه " العُزله " بحيث يعتاد أحد الطرفين قبل الزواج على العزله وحينما يتم الزواج لا يستطيع التكيف مع الشريك الآخر حتى في مشاركه السرير ما يؤدى الى نفور الطرف الاخر والوصول الى المحكمه !
آيضآ اسباب بيئية تتمثل في : العادات والتقاليد مثل زواج الأقارب بدون رغبة الطرفين خوفآ على الميراث من الذهاب الى عائله غريبة !
وزواج البدل حيث يكون أحد الطرفين كارهآ للأخر أو ربما الطرفين لا يستطيعون التكيف سويآ حيث أن شرط الحياه الزوجية القدرة على التكيف والاستمرار في حياه هادئه .
أسباب الطلاق من وجهة نظر دائرة الارشاد والاصلاح الاسرى في القضاء الشرعي :
-عدم الوعي الديني وانعدام الضمير حيث يعتبره الكثير من الناس الاساس في حالات الطلاق.
-تدخل أهل الزوج أو الزوجه في حياة الزوجين .
-سوء الاختيار من كلا الطرفين .
-عدم التكافؤ بين الطرفين .
المشاكل الاقتصاديه " بخل الزوج أو اسراف الزوجه "
-العجز الجنسي للزوج والبرود الجنسي للزوجه.
عدم إنجاب الاطفال .
وهذه الاسباب الكثيره لها دور سلبي جدآ على صحه ونفسية الأطفال والام المطلقه أيضآ خاصه وأن الاطفال في هذا السن المبكر بحاجه إلى الأم والحياه الاسريه الهادئه حتى يتم تنشئتهم تنشئه سليمة ..
نذكر من هذه الأثار السلبيه لحدوث الطلاق :
-إصابه الأطفال بالامراض النفسيه والجسمية والانحراف في السلوك والتشرد والاهمال .
-اصابه المطلقه بالامراض النفسيه .
-تفشي الجرائم السلوكيه والأخلاقيه المجتمعية .
-الفشل الدراسي للأولاد بسبب الاكتئاب والنبذ الملوس وعدم تكيفهم في علاقاتهم مع من حولهم .
-تأثيره السلبي على الاقارب خاصه اذا كان الزوجين من العائله نفسها .
*مشاكل واسباب الطلاق هي جزء من عدم التكافؤ الانساني بين الرجل والمرآه فمنذ الطفوله علينا أن لا نربي البنت على انها زوجه وأم فقط , بل نربيها على انها إنسانه أولا وإمرأه لها دورها الفاعل في المجتمع ثانيآ , هذا بالاضافه الى دورها السامي إذا كانت زوجه أو أم .
يعتبر الطلاق من أسحله الدمار الشامل فلا يجوز للرجل ان يهدد زوجته كلما تعكر الجو بينهما : انتِ طالق !! ولا ان تهدد المرأه زوجها كلما بادرة خلاف : طلقني !! فذلك خروج عن جادة الصواب , لأن الصواب أن الطلاق لم يشرع ليلتهى به اللاهون , ويعبث به العابثون ! وإنما استنفاذ جميع وسائل التفاهم والإصلاح والعتاب وبعد تدخل الحكام والاصلاح لإصلاح ذات البين من أهل الزوج او الزوج وإلا فإلى دفتر المأذون ليفك عرى ما وثق . فلا تقل أنت طالق إلا اذا تعذر عليك العيش مع زوجتك وأسرتك .
ولا تطلبيها سيدتي .. لا .. تطلبيها طلقني !! ؟ إلا اذا تعذر عيشك مع زوجك وإلا تكونى قد شردتي اطفالك لتعيشي في مجتمع لا يرحم!
وبناء على الاحصائيات التى حصلت عليها من دائرة الارشاد والاصلاح الاسرى في ديوان القضاء الشرعي حول نسبه الطلاق في قطاع غزه حيث تبين أن نسبه الطلاق في قطاع غزه عام2014 وصلت الى 16.3% حيث كانت أعلى نسبة طلاق في محافظه رفح وصلت إلى 17.3 وهي نسبه ليست بسيطه ولعل الاسباب تكمن في زواج المراهقين , سوء التكيف في بيت العائله من قبل الزوجه ونذكِر بأنها صغيره السن ! اخذ الزوجه كخادمه في بيت زوجها ! مشاكل الحماة والكنه !!
فلنتخيل حجم الخسائر البشريه والخسائر الاقتصاديه التى تنتُج عن الطلاق.
ومن هنا يتضح حرص ديننا الاسلامي الحنيف على سلامه الاسرة المسلمه لأنها أساس المجتمع ونواه التى تحفظ للمجتمع استمراريته.
وفي الختام يعد الطلاق أزمه في المجتمع تبدو هذه الازمه قانونية في لحظه ,وقد تبدو اقتصاديه في لحظه أخرى, ولكنها في الواقع أزمه إجتماعية , لأن نظرة المجتمع الى المطلقات هي الاساس ولكوننا نعيش في مجتمع ننظر فيه الى غيرنا اكثر مما ننظر إلى أنفسنا , وننظر فيه إلى عيوب الغير أكثر مما ننظر إلى عيوبنا ! .