رئيس الاعيان: الاصلاح لا يتوقف ولا ينتهي ما دامت الحياة
![رئيس الاعيان: الاصلاح لا يتوقف ولا ينتهي ما دامت الحياة رئيس الاعيان: الاصلاح لا يتوقف ولا ينتهي ما دامت الحياة](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/b89ec82911907f0325f47ddc6e25576a.jpg)
المدينة نيوز:- قال رئيس مجلس الاعيان الدكتور عبد الرؤوف الروابدة ان الوطن بحاجة لآراء واقعية تساهم في التطوير والحوار البناء، معتبرا ان الاصلاح ضرورة مستمرة لا يتوقف ولا ينتهي ما دامت الحياة.
واضاف اليوم الاحد في افتتاح الورشة الحوارية التي اطلقها مركز نيسان للتنمية السياسية بالتعاون مع مؤسسة كونراد ادناور الالمانية وشارك فيها أعيان ونواب وممثلون عن أحزاب سياسية ومؤسسات مجتمع مدني، ان الاصلاح هو مواجهة المستجدات الداخلية والخارجية والظروف المتغيرة، داعيا الجميع للدخول في صلب مناقشة اوراق الملك النقاشية وعدم قراءة العناوين فقط.
وتابع قائلا، ان الاصلاح يعني تحسين العملية الديمقراطية للوصول الى الحكم الرشيد، وتوسيع قاعدة المشاركة بتحريك الأغلبية الصامتة، وتمتين المجتمع ضد عوامل التفتت، وتطوير الخدمات المقدمة للمواطن، وتطوير الاجهزة التنفيذية.
ونوه رئيس مجلس الاعيان الى أن عملية الاصلاح عملية متدرجة، وفي هذا السياق أشار الى أن الاسراع في الاصلاح واجب لكن التسرع قد يقود الى الاستفراد.
وواصل قائلا، ان الاردن بدأ الاصلاح بقيادة جلالة الملك قبل الربيع العربي، ثم تم تتويج ذلك بالإصلاحات الدستورية التي ادت للتوسع في مجال حقوق الانسان، وانشاء مؤسسات دستورية.
وتساءل هل انجزنا كل الاصلاحات المطلوبة؟، موضحا ان الاجابة "بالايجاب تشويه لمحتواه، فالإصلاح لا بد ان يستمر وما زالت له ميادين كثيرة".
واعتبر الروابدة ان الاوراق النقاشية التي طرحها جلالة الملك هي مبادرة اصلاحية تعتبر الاولى من نوعها، وغير مسبوقة بأن يتولى رمز الدولة طرح افكاره للنقاش الموضوعي، طالبا من جميع الفعاليات الوطنية بدء حوار حولها، وتقديم وجهات النظر بشأنها.
وقال إن مجلس الاعيان من منطلق مسؤوليته الدستورية درس بعناية وعلى جلسات عدة الاوراق النقاشية التي عرضها جلالة الملك خلال عامين، وتضمنت قضايا اصلاحية اساسية، معلنا ان مجلس الاعيان يعد حاليا تقريرا حول محتوى الاوراق بعناية والاجابة عليها.
وكان مدير عام مركز نيسان العين بسام حدادين قال، في بداية الحوار النقاشي ان مركز نيسان ارتأى ان يجلس الجميع على طاولة حوار فكري لمناقشة مبادرة اصلاحية اطلقها جلالة الملك تضمنت افكار وروى لجلالته عبر اوراق نقاش، حث الجميع على الحوار حولها، منوها الى ان الاصلاح عملية دائمة ومستمرة، ولا بد من اطلاق حوار نقاشي للسير قدما الى الأمان، حوار يؤسس لتقبل الاخر واحترام الاختلاف.
وقال المدير المقيم لمؤسسة كونراد أدوارد اوتمار أورنج ان مركز نيسان يضع عنوانا مهما للنقاش اساسه الحوار والنقاش حول مفهوم الاصلاح، معتبرا ان ذلك من شانه تعزيز مفهوم الحوار، والرأي الاخر.
وفي الجلسة الحوارية الاولى التي شارك فيها أمين عام حزب التيار الوطني صالح ارشيدات والعين موسى المعايطة ويسرها النائب عدنان السواعير قال ارشيدات، ان حزبه ناقش الاوراق النقاشية الملكية، وأصدر بيانات عدة اشاد فيها بفكر جلالته المتقدم وما تضمنته الاوراق من افكار، معتبرا ان الاوراق النقاشية برنامج عمل شامل.
وقال ان الاوراق النقاشية دعوة للحوار ولكنها في مضمونها ورؤيتها تعكس فلسفة الحكم في النظام السياسي للدولة والتأكيد على المنهج الديمقراطي وشروط وثقافة التحول الديمقراطي الذي يمر به بلدنا.
واعتبر ان تلك الاوراق تشكل إطارا لفكر جلالة الملك العصري التقدمي لأردن المستقبل في مضمون الدولة المدنية التعددية تحت سيادة القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية والمواطنة الفاعلة التي يسعى الاردن لتحقيقها.
وقال ان مشكلتنا تكمن بوجود تيار الشد العكسي، وقال لقد شاهدت ذلك وعاينته بقوة اثناء عضويتي في لجنة الحوار الوطني، وهؤلاء لا يريدون احزابا ولا ديمقراطية، ولهم مصالح وهم في مراكز متقدمة في الدولة.
واعلن ارشيدات ان حزبه يعارض بشدة تخفيض عدد المؤسسين في قانون الاحزاب، رافضا هذا التخفيض، ومعربا عن امله ان لا يتم ذلك.
بدوره قال العين والوزير الاسبق موسى المعايطة ان اوراق جلالة الملك تضمنت اهدافا مختلفة أبرزها تطوير الممارسات الضرورية الديمقراطية واحترام الرأي، والراي والآخر.
وقال لا يمكن ان يكون هناك مواطنة حقة بدون وجود حق في المساءلة وممارسته، منوها الى ان المواطنة الصحيحة تفرض على الجميع المشاركة في آليات صنع القرار والانتخابات هي جزء منها، وان اوراق الملك النقاشية جاءت للتأطير لعقد اجتماعي اصلاحي جديد، ومتضمنة ملامح الرؤية الاصلاحية لجلالته والتي تعكس رغبته في إحداث التغيير المنشود والذي يتضمن استمرار عملية الاصلاح السياسي وتوسيع قاعدة المشاركة في صنع القرار.
ونوه الى ان اوراق جلالته تضمنت الانتقال من العام الى الخاص، وتحفيز المواطنين على المشاركة في الانتخابات وفتح حوار معمق مع المرشحين المواطنين أنفسهم، وتفعيل الديمقراطية ومفاهيم الحوار وكيفية الوصول لمرحلة تشكيل الحكومات البرلمانية وتوضيح دور المؤسسات السياسية في هذه العملية وضرورة تطوير ثقافة ديمقراطية في المجتمع.
وكان النائب السواعير استهل النقاش بمداخلة مقتضبة عبر فيها عن ايمانه بالديمقراطية والتعددية كوسيلة حوار فكري يفضي الى افق وفضاء ديمقراطي.
وفي الجلسة الحوارية الثانية التي شارك فيها رئيس الائتلاف النيابي خالد البكار ومنسق مبادرة زمزم ارحيل الغرايبة وعضو حزب الجبهة الموحدة اسامة تليلان، ويسرها العين اسامة ملكاوي، الذي قال "ان مبادرة جلالة الملك هي الاولى من نوعها على المستوى العالمي"، مؤكدا ضرورة التقاط ما جاء في المبادرة الملكية والاوراق النقاشية.
وقال تليلان ان نسبة المنتمين لأحزاب في الاردن تعادل النسبة في الولايات المتحدة، وبالتالي فإن الحديث بأن نسبة الاحزاب في المجتمع ضعيفة يجب ان تتغير.
وقال انه يتوجب ان يتمكن البرلمان من الانتقال من برلمان يستند الى افراد الى برلمان يستند الى الكتل والتجمعات، لافتا الى ان متطلبات التحول نحو الحكومات البرلمانية يتطلب برلمانا فاعلا، وتعددية سياسية وفكرية متوازنة، وثقافة ديمقراطية مجتمعية تساهم في عملية التحول، وان المتطلبات تلك غير موجودة حتى الان.
وقال ان المجالس البرلمانية دخلت في الفترة الماضية بأزمة ثقة بينها وبين المواطن، معتبرا ان ذلك ليس بسبب النائب او المواطن، ولكنه لضعف التشريعات الناظمة للحياة السياسية.
وشدد على أهمية تطوير التشريعات، وتطوير المؤسسات وفي المقدمة منها البرلمان والاحزاب السياسية، وان ذلك هو بداية الطريق للتحول نحو المسار السياسي المطلوب.
وطالب بالتحول من النقاش السياسي الى مأسسته، وجعل البرلمان اكثر تمثيلا، وزيادة قدرته الاستيعابية، ووجود نظام برلماني يستند لحياة سياسية تعددية.
من جهته قال النائب خالد البكار ان الترد في الاصلاح لا يعني شراء وقت وإنما يعني استغلاله، وعدم التسرع، ولا يعني التوقف عن الاصلاح، منوها الى ان الاوراق النقاشية جاءت لتحديد البوصلة لمعرفة اين نحن ذاهبون، واستشراف المستقبل بشكل واضح.
وقال ان قانون الانتخاب المقبل يجب ان يتضمن عتبات معينة للأحزاب حتى تدخل تلك الاحزاب الى البرلمان، داعيا الاحزاب السياسية الى التقدم بوجهات نظرها حول قانون الاحزاب الموجود في التشريع عند النواب.
واقترح منسق مبادرة زمزم ارحيل الغرايبة انشاء مؤسسة وطنية للحوار، وقال ان الاوراق النقاشية الملكية لم تحظ حتى الان بحقها في النقاش من مختلف المشارب السياسية، معتبرا ان زمزم ترى في تلك الاوراق مادة ايجابية وغنية واستجابة جريئة لبعض مطالب القوى السياسية والشعب الأردني بالإصلاح الشامل الذي يشكل نقلة متقدمة.
وقال ان مبادرة زمزم وجدت الكثير من التقارب مع ما تطرحه مبادرة زمزم، لافتا الى ان المبادرة طرحت ان الاسلام ليس مفهوما ضيقا، وانما هو مفهوم جامع يمثل الجميع.
وقال علينا ان نؤمن اننا نمر بمرحلة انتقالية والمرحلة الانتقالية يتطلب فيها البحث عن صيغ توافق وتشابك وحوار، بغض النظر عن الاديان والمذاهب والافكار باعتبار ان المرحلة الانتقالية تتطلب عبورا جمعي للمجتمع لها.
وقال كلنا شركاء في الوطن والمسؤولية، هذا الشعار يعتبر من اهم الشعارات التي يتوجب التركيز عليها، وقال نحن جميعا على مختلف مشاربنا الفكرية معنيون بحماية الاردن من التأثر من المحيط الملتهب، وحماية المجتمع من الانزلاق نحو الفوضى والاستقرار السياسي الذي يتمتع به الاردن.
وفي نهاية الندوة دار حوار ونقاش موسع بين المتحدثين والحضور، حيث عقب امناء عامو الاحزاب، ونواب واعيان سابقون وحاليون، حول نقاط اثيرت من خلال المحاضرين.
وشكر مدير مركز بيسان العين بسام حدادين المشاركين في الحوار معلنا ان مركز بيسان سيقوم بتفريغ الحوار وطباعته وتوزيعه على الجميع.