ثقافة اﻻختﻻف وادابها
كلما كان اﻻنسان واسع اﻻفق ..مثقف وعلي علم اكثر ...كلما كان اختﻻفه راقي ..ﻻنه يبني افكاره ومعتقداته علي علم ومعلومات ..وينتصر للعلم ...وللحقيقة وليس لشخصه...كلما كان اﻻنتصار للعلم والحق يكون اﻻختﻻف مجدي ونافع وغير جارح لﻻشخاص ...ولكن اذا كان اﻻختﻻف بقصد اﻻنتصار للشخص وافكاره الخاصة وللشهرة سيكون اﻻختﻻف غير مجدي ويفتقد الي اﻻخﻻق ...وبالتالي سيكون جدال ﻻ فائدة منه .
تمر مصر والمنطقة العربية بالكامل بمرحلة يتبادل فيها الجميع اﻻتهام والتطاول ..ولﻻسف تعدي هذا اﻻتهام والتناحر من الجدل السياسي الي التطرق ﻻمور دينية ...يري الكثير انه تطاول غير مقبول علي علماء اﻻسﻻم وكتبه الصحيحة ..؟...وهنا يكمن السؤال هل التعرض للقضايا الخﻻفية الدينية ممنوع ...وهل تجديد الخطاب الديني ومراجعة بعض المصادر مرفوض ..؟ اﻻجابة بالطبع ستكون ﻻ ...والخﻻف في اﻻمور الفقهية ليس بجديد ...وﻻ توجد مقدسات اﻻ كتاب الله وسنة نبيه محمد صل الله عليه وسلم اما مادون ذلك قابل للبحث والنقد...
هل اسلوب النقد المتبع علي شاشات اﻻعﻻم نقد هادف ويؤدي الي النتائج المرجوة منه ...؟ بالطبع نتائجة عكسية ...وستؤدي الي النقيد من تمسك بهذه اﻻفكار والكتب ...ﻻن النقد كان فاقد لﻻخﻻق وادب النقد كان تطاول وتشكيك ...وصاحب ذلك قيام احد مديريات التعليم بحرق كتب دينية ..بفناء مدرسة....ﻻ نعلم ماهي هذه الكتب وما تحتوي ولكن ما قدم للعامة انها كتب دينية حرقت في فناء مدرسة شئ محزن ومخزي ويدعوا الي الغيرة والحمية ﻻنه قدم بطريقة خاطئة ...دعوة احد الكتاب لمظاهرة خلع الحجاب ...اي التحرر ...واريد ان اوجه سؤال لهذا الكاتب وماذا اضرك الحجاب ومرتديه...؟ لم يعترض احد علي الغير محجبات فلماذا التحدي لمشاعر اﻻخرين ...من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ..لكم دينكم ولي دين.. هذه افكار ..ومبادئ اﻻسﻻم ..ﻻ اجبار علي شئ وﻻ عقيدة ..ﻻن العبادة لله وليس للبشر ...وان لم يكن فيها اخﻻص لله ...ليس له منها شئ ...ولكن ما نراه رغبة حقيقية لخلق حالة من البلبلة واثارة المشاعر ...وقد تكون دعوة للتطرف....في ظروف نحن احوج فيها الي الوحدة في المواقف لمواجهت اخطار تهدد اﻻسﻻم والمسلمين .
لماذا لم يذهب اصحاب الفكر والدعوات للتجديد الي اﻻزهر او قاعات العلم واهله لمناقشة افكارهم وما يعترضون عليه .. ؟
هذه الدعوات والهجمة علي اﻻسﻻم وصحيح كتبه بهذه الطريقة لن تزيد المسلمين اﻻ تمسكا بهذه الكتب وحبا ﻻئمته وماقدموا ﻻنهم لم يجدوا اﻻ حالة غل وحقد علي هؤﻻء العلماء وبزاءة فكرية ..وليس نقد واختﻻف هادف يهدف الي مواجهة افكار متطرفة ...نريد التخلص منها.
ولذلك ما احوجنا كشعوب عربية الي التقارب ومد الجسور فيما بيننا لننتصر علي التحديات التي تواجهنا ..سياسية اﻻقصاء وامتﻻك مفاتيح اﻻسرار واﻻمور والحقيقة سياسة متخلفة ﻻ تنتج اﻻ تطرفا وارهبا..وايضا لسنا في حاجة الي الخوف من الحوار والنقاش والمكاشفة ﻻن من يخاف يكون بسبب نقص الحجة والبرهان والدليل والبينة والسند لديه... اضافة للتعصب والتشدد الديني او الفكري او السياسي فنحن متعصبون ومتشددون احيانا لدرجة النعامة التي تغرس رأسها في التراب حتى لاترى الحقيقة وجسمها مكشوف ومفضوح وكأن المختلف اصبح غير مرغوب فيه او عدوا او خصما او ممنوعا او محرما او محذورا ...ﻻ ولكن شريطة ان يلتزم المختلف ادب الحوار واﻻختﻻف ..وﻻ يجب اقصاء او تهميش وتحقير المختلف سواء سياسيا او دينيا.. . حيث ان الاختلاف موجود عبر التاريخ وقد اختلف الناس ومازالوا مختلفين وسيظلوا مختلفين فهو موجود في الاديان والعقائد والمذاهب والفكر والقوميات والرغبات والميول وغيرها وان الاختلاف المتنوع والتعدد تقتضيه الطبيعة البشرية ومبدا الحرية بعيدا عن التسلط والتفرد والهيمنة والاقصاء والدكتاتورية ...حيث العقل والمنطق يقولان لا احد يمتلك الحقيقة المطلقة لانها نسبية خاصة في القضايا السياسية والاجتماعية والفكرية والدينبة وكذلك لا احد يستطيع تبرئة نفسه وتخطئة الاخرين طول الوقت لكن اسلوبه وطريقته وتعامله في الوصول للحقيقة تفرز قيمة الاختلاف ... والايام والتاريخ كفيلة بكشف كل الحقائق .. اننا بأمس الحاجة الى نشر وتعميق وممارس ثقافة الاختلاف وتعدد وجهات النظر والمواقف والاراء بطريقة ديمقراطية وشفافة لانها تهيئ فرصة للثراء والابتكار والتقدم والتنوع ....ولكن ليس باﻻسلوب الوقح الذي ينتهجه البعض اﻻن تحت مسمي التطوير وتجديد الخطاب الديني ومواجهة التطرف وهم من انتهجوا التطرف في فكرهم وطرحهم باسلوب ارهابي بزيئ وهم في حاجة الي تجديد وتطوير ﻻسلوبهم وحوارهم ...فاقد الشئ ﻻ يعطية ...طبال يريد ان يطور الفكر الديني بانشاء مدارس للرقص الشرقي ...اي اسفاف واستخفاف هذا ...؟