بلورة موقف عربي واضح ومسؤول امام القمة العربية المقبلة

تم نشره الأربعاء 17 آذار / مارس 2010 10:09 مساءً
بلورة موقف عربي واضح ومسؤول امام القمة العربية المقبلة
عبد الرحيم غنام

المدينة نيوز- لايمضي يوم على جلالة الملك عبدالله الثاني الا ويلتقي زعما دول عربية وغير عربية ممن يزورون الأردن او يقوم جلالته بزياراة لهم في اوطانهم ويعقد معهم ومع كبار المسؤولين في الدول التي يزورها  مباحثات ومشاورات حول قضايا العالم عموما والمنطقة والقضية المركزية العربية ( قضية الصراع العربي ـ الاسرائيلي ) خصوصا مؤكدا للجميع ان استقرار وامن المنطقة يعتمد اساسا على حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ومن خلال اقامة دولة فلسطينية في حدود 1967م تكون قابلة للحياة الى جانب دولة اسرائيل ، دولتان جارتان تعيشان جنبا الى جنب بسلام وتفاهم واستقرار يخرج المنطقة بأكملها من دائرة الصراع الذي لم يقدم للمنطقة سوى القتل والتشريد والدماروعدم التقدم والتطور الذي حرمت منه المنطقة بسبب التعنت والاستبداد وعدم تفكير اسرائيل ولمجرد التفكير بالانصياع لقرارت المجتمع الدولي ولا للقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بسبب الحماية الأمريكية والبريطانية في الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى.

 العرب كل العرب بلا استثناء يعلمون جيدا ان امريكا الداعم الأول للاعتداءات التي تقوم بها اسرائيل على العرب والمسلمين وانها تجاهر بهذه الحماية امام العالم اجمع وقد اعلن مؤخرا الرئيس الأمريكي الجديد باراك اوباما بان حماية وسلامة امن اسرائيل خط احمر ومن المحرمات ، وكذلك اعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية  هيلاري كلنتون وفي اكثر من مناسبة ان أمن وسلامة اسرائيل مسؤولية امريكية ، ولم يخف نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن انه صهيوني وانه سيعمل وبكل امكنه من اجل حماية الدولة العنصرية الصهيونية الارهابية وهو القادم من بلاد العم سام ليشجع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس حكومة اسرائيل على البدء بالمغاوضات غير المباشرة كما اقترحت الادارة الأمريكية على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وتدوم لأربعة اشهر.

جاء جورج ميتشل واجرى مشاوراته مع الطرفين المتنازعين واتفق معهما على العودة لبدء المفاوضات غير المباشرة وكذلك حال بايدن الذي التقى نتنياهو ومحمود عباس ولكنه قبل ان يغادر المنطقة اعلنت اسرائيل عن مخططاتها لزرع الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية عامة وفي القدس خاصة وكأن لابايدن ولا ميتشل قد زارا المنطقة واجريا مبحثاتحول المفاوضات غير المباشرة.

 جلالة الملك عبدالله الثاني اكد وفي اكثر من مناسبة مع الأمريكان ودول الاتحاد الأوروبي والروس وغيرهم عن خطورة قضية الصراع العربي الاسرائيلي وضورة حلها وباسرع وقت ممكن وقبل ان تفلت الأمور بالنطقة ويختلط الحابل بالنابل وحينها لن يسلم احد في المنطقة ابدا   ، وهذا حال كل الزعماء العرب الساعين لنزع فتيل حرب جديدة في المنطقة قبل ان تندلع حينها لاينفع الندم ، وسيكون تأثيرها سلبيا لابل كارثيا على المنطقة كاملة  واقادة والزعماء والمسؤلين يعلمون ذلك جيدا لذا يعمل جميعهم على التهدءه قبل ان تنجر المنطقة بأكملها الى حرب غير تقليدية هذه المرة ، ولتلافي الزعماء والملوك والأمراء العرب وهم على ابواب قمة عربية تعقد اواخر هذا الشهر في ليبيا فهم جميعا يحاولون تهدءة الأوضاع وعدم الانجراف وراء اسرائيل وعندما سألت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الرئيس سعد الحريري كيف نساعدكم، رد بالقول: "تساعدوننا عبر تحقيق تقدم فعلي لحل القضية الفلسطينية وانهاء الصراع العربي الاسرائيلي".


يشكّل جواب الحريري الرد العربي شبه الموحد ، وهو بحق نواة جيدة وممتازة لاظهيار موقف عربي موحد و صلب وواضح خلال القمة العربية التي ستعقد في نهاية هذا الشهر من شأنه ان يضع الاسرة الدولية امام مسؤولياتها، عبر التأكيد ان المساعدة الاجدى والانفع التي يمكن تقديمها هي تحقيق السلام في الشرق الاوسط عبر اقامة الدولة الفلسطينية وطي ملف النزاع الاكثر مرارة ودموية في التاريخ.


واذا كان الحريري قد اضاف في سياق رده على ميركل ان لبنان كان وسيبقى من اولى ضحايا فشل حل الصراع العربي الاسرائيلي، فان العلاقات العربية مع دول العالم كما العلاقات بين الاسلام والغرب ستبقى ايضا من ضحايا الفشل المذكور.


في اي حال، سيكون الوضع المتفجر في فلسطين المحتلة وما قد يسببه من تداعيات اقليمية محتملة موضع نقاش مستفيض(اليوم الاربعاء) امس، خلال الاجتماع الذي ستعقده "الرباعية الدولية" في موسكو للنظر في ما آلت اليه مسألة التسوية في الشرق الاوسط. ولعله من المفيد ايضا ان يكون كلام الحريري مدخلا لمقاربة مسؤولة من اطراف "الرباعية الدولية" حيال خطورة ما يجري في فلسطين وما يمكن الاسرة الدولية ان تقدمه لانهاء ذلك المستنقع الدموي الملتهب الذي يحركه الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين.


واضح تماما ان بنيامين نتنياهو يواصل سياسة تحدي الادارة الاميركية في مسألة الاستيطان. وقد بدا من خلال موقفه يوم الأحد الماضي  انه يرفض وضع قيود على الاستيطان في القدس، ان الامور تتجه نحو مزيد من التعقيد بين واشنطن وتل ابيب.

 

(والله اعلم )، واذا كان السفير الاسرائيلي في واشنطن قد اعتبر ان العلاقات بين البلدين تمر باسوأ ازمة منذ 35 عاماً، فإن الخروج من هذه الازمة قد لا يكون عبر الردود التي ينتظرها الرئيس باراك اوباما من نتنياهو في ما يتعلق باربعة طلبات قيل إن البيت الابيض ارسلها الى اسرائيل، معتبرا ان لا تنازل عنها، وهي:


اولا: الغاء قرار انشاء 1600 وحدة سكنية في القدس.


ثانيا: اجراء تحقيق جاد حول هذا القرار وظروفه.

ثالثا: القيام بخطوات تدل على وجود نيات حسنة تجاه الفلسطينيين!
رابعا: الاعلان رسميا عبر الحكومة الاسرائيلية ان المفاوضات ستعاود مع الجانب الفلسطيني.


لكن وكما يقول مثل عربي متداول بي ابناء القرى (الفلاحين ) ان حساب الحقل لايتناسب مع حساب البيدر وخاصة ان لدى نتنياهو مجموعة من الأفكار البغيضة والمعطلة ، وخاصة تدشين (كنيس الخراب ) والذي يتبعه تنفيذ مخطط اجرامي جديد لعلى الحرم القدسي  ، وقد يؤدي ذلك الى اشعال انتفاضة فلسطينية جديدة للدفاع عن الحرم القدسي تشمل الاراضي الفلسطينية المحتلة كلها،

لذا قد  يحتاج العالم العربي الذاهب الى مؤتمر القمة في ليبيا الى بلورة موقف صارم ومسؤول يضع الاسرة الدولية امام مسؤولياتها،



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات