الروابدة : الولاء السياسي لاية جهة خارج الوطن يتنافى مع المواطنة الحقة
![الروابدة : الولاء السياسي لاية جهة خارج الوطن يتنافى مع المواطنة الحقة الروابدة : الولاء السياسي لاية جهة خارج الوطن يتنافى مع المواطنة الحقة](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/7f2c62f1c20b60edca59b86d71c46d74.jpg)
المدينة نيوز:- اعتبر رئيس مجلس الاعيان الدكتور عبد الرؤوف الروابدة ان تقديم الولاء السياسي لاية جهة خارج الوطن او حتى لجزء معين منه "يتنافى مع المواطنة الحقة"، مؤكدا "ان علينا الاعتراف والاعتزاز بهذا الوطن ومنحه الحقوق الواجبة تجاهه، ومن ثم الادعاء باننا نمارس الوطنية بمساراتها الصحيحة".
وقال الروابدة خلال محاضرة القاها مساء امس في فندق الاردن بدعوة من الاندية الروتارية حول مفهوم المواطنة، ان "المواطنة تستند في اساسها الى الانتماء للارض والمساواة والمشاركة، وتعتبر هذه المفاهيم مكونا رئيسيا لمعناها الحقيقي".
واوضح ان المواطنة تتحدث عن حقوق تقع على عاتق الفرد ويقابلها واجبات تسمى بالوطنية اولها الفخر بالانتماء للوطن والاعتزاز بالهوية الاردنية والموروث الحضاري واللغة والعادات والمبادئ والقيم والحفاظ على سيادته واستقلاله والمشاركة في عملية الاصلاح التدريجي وتقبل التغيير الذي يسعى لمصلحة الفرد والجماعة والدولة بشكل عام .
وأشار رئيس مجلس الاعيان الى ان الدولة ايضا تقوم على عناصر رئيسية تتمثل بالاقليم والشعب والسلطة الحاكمة، مضيفا ان الاراء اختلفت حول كون الانتماء اتجاها أو شعورا أو حاجة نفسية أو دافعا أو حتى ميلا ولكنها جميعا تتفق على اهمية الانتماء وعلى استحالة حياة الفرد بدونه باعتباره يمنح الشعور بالامن والامان والمكانة والدور والقدرة على العمل والانجاز .
وحول منبع قوة الاردنيين ووحدتهم في ضوء الظروف الاقليمية، قال الروابدة " ان القناعة بوجود هوية جامعة يؤمن بها الجميع ويغلبوها على الهويات الفرعية هي سر القوة والتمتين الداخلي الذي تمكنا خلاله من مواجهة المخاطر الخارجية والتي هي بالاساس متواجدة وجاهزة للاختراق ان وجدت الثغرات التي تساعدها على ذلك " .
واشار الى ان "الوطن حين يصبح بهوية واحدة يكون بالضرورة اقوى وان الهويات الفرعية قد تكون مصدر اعتزاز من حيث العرق او الدين اوالثقافة ولكنها ليست مدعاة للتعصب اوالتطرف".
وحول المعنى الحقيقي لمفهوم الديمقراطية، قال الروابدة انها تختلف من حيث التطبيق من دولة الى اخرى باختلاف الحاجات والثقافات والمعتقدات واننا في الاردن علينا صنع او اختيار الديمقراطية التي نريدها ورسم النموذج الانسب للسير عليه بما يحقق مصالحنا ورغباتنا ويراعي مكوناتنا الثقافية وقيم ومبادئ ديننا الاسلامي الحنيف المعتدل".
وقال "ان الاردن صنع في التسامح مالم يصنعه العالم حين اعلن العفو والسمح عن من انحرفت مساراتهم باتجاه طرق لا تريد له خيرا واحتواهم ووضعهم في مراكز مكنتهم من الاطلاع على كيفية اتخاذ القرار وتداعياته واتاح لهم المجال للمساهمة في عملية الاصلاح بدل ان يقصيهم كما فعلت دول كثيرة ".
وتابع " ان هذه السياسة الحكيمة والراشدة التي انتهجتها قيادة الاردن الهاشمية جعلت الاردن اكثر قوة ومنعة وصلابة وبتنا قد نرى الغاضب والناقد ولكننا لانرى حاقدا على هذا الوطن الاغلى والأبهى" .
وحذر الروابدة من الصراع العربي العربي الدائر بقوله "انه اصبح اعنف من الصراع العربي الاسرائيلي"، مبينا أنه "يجب علينا ان لا نغفل عن قضيتنا الفلسطينية والمطالبة بحق العودة وان نمارس دورنا الدولي في هذا المجال".
وفي معرض رده على اسئلة واستفسارات الحضور من اعضاء الاندية الروتارية، قال ان "ارض الاردن كانت ولا زالت مجمعا لكل احرار العرب وان التاريخ شاهد على قومية ملوكها العربية منذ تأسيس الدولة حين نذروا جيوشهم لخدمة العروبة وقضاياها".
واضاف ان الحقبة الزمنية بين الاعوام 1920 الى 1950 شهدت تولي 5 شخصيات عربية رئاسة الحكومات الاردنية، كما بلغ عدد الوزراء العرب ما نسبته 70 بالمائة من وزراء تلك الحكومات الى جانب تسمية الجيش الاردني بالجيش العربي واستقبال الاشقاء العرب ممن ضاقت بها الظروف بجميع اشكالها وتقاسم لقمة العيش، مؤكدا ان ذلك خير دليل على نبل شعب الاردن السامي وسعة صدر قيادته وايمانها ان للعروبة والاسلام شأن عظيم في نفوس الجميع .
واتفق الروابدة مع المشاركين في ان الاصلاح ينطلق من التربية السليمة والى اهمية تطوير قطاع التعليم وعدم انكار دور القوات المسلحة والاجهزة الامنية والتي لها الفضل الكبير في بقاء الاردن واحة امن واستقرار وسط محيط ملتهب وحماية الارض والانسان من اية مخاطر محتملة .
ودعا في ختام حديثه الى تشكيل احزاب وطنية تعنى بقضايا الاردن اولا وتنطلق بعدها الى العربية والعالمية والانسانية وليس العكس .
وكان رؤساء اندية الروتاري اكدوا ان انديتهم تسعى لخدمة المجتمعات بشكل طوعي والتركيز على الفئات الاقل حظا ودعمها الى جانب الاهتمام بالقضايا الصحية وتوفير الاجهزة لمرضى شلل الاطفال والسل .
واضافوا ان الروتاري العالمي تأسس سنة 1905 م وهو يعمل من ذلك الحين لخدمة الانسانية دون وجود اهداف سياسية وينتسب اليه نحو مليون و200 الف عضو في اكثر من 200 دولة وبواقع 34 الف نادي في العالم، مشيرين الى ان اندية الروتاري في الاردن قامت بمشاريع صحية وتعليمية بكلفة بلغت نحو خمسة ملايين دينار .
وفي ختام المحاضرة قدم رؤساء الاندية درعا تقديريا للدكتور الروابدة تقديرا لجهوده الوطنية .
(بترا)