بدء فعاليات مؤتمر الطابع العمراني للمدن العربية
المدينه نيوز - بدأت فعاليات المؤتمر الدولي حول التحول في الطابع العمراني للمدن العربية منذ أواخر القرن الماضي الاربعاء الذي نظمته الجامعة الألمانية الأردنية بالتعاون مع جامعة برمنجهام البريطانية .
وقال مدير المدينة في أمانة عمان الكبرى المهندس فوزي مسعد مندوب أمينها عقل بلتاجي إن الهوية الحضارية هي ناتج التعبير عن مدى تفاعل الانسان مع البيئة ،والزمان والمكان ،وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالفكر الانساني وتحقيق حاجات الفرد لينتج شكلاً عمرانياً وحضارياً فيزيائيا لافتا الى ان هناك عدة عوامل تؤثر على الهوية العمرانية منها العوامل السياسية ،الاقتصادية والفكرية التي رافقت تيارات الحداثة في القرن العشرين الماضي .
لفت مسعد في كلمة الامين التي القاها بالإنابة ان مدينة عمان يعود موروثها التاريخي لأكثر من 12 ألف عام ويعود تاريخها الاداري والحضري لبدايات القرن الماضي (أنشئ أول مجلس بلدي فيها عام 1909 )فقد تحولت من تجمعات لمستوطنات صغيرة الى مدينة حضرية كبيرة على رقعة جغرافية متسارعة النمو وشهدت خلال تطورها فترات من التقدم والازدهار عبر تاريخ الاردن بفضل الرعاية الهاشمية الموصولة في مختلف الميادين .
وأضاف ان عمان من اكثر المدن تأثراً في الاحداث السياسية والاقتصادية في المنطقة ما ادى الى تغيير في الهوية الحضرية للمدينة من خلال الهجرات المتعددة ،لافتا الى ان الهوية الحضارية لمدينة عمان بدأت تأخذ صفة العالمية فقد تم تصنيف عمان بعام 2010 كمدينة عالمية ضمن 14 مدينة عربية وفقاً لدراسات العولمة والمدن العالمية .
وقال رئيس الجامعة الالمانية الاردنية الدكتور نظير أبو عبيد إن انعقاد هذا المؤتمر الدولي يأتي انطلاقاً من توجهات الجامعة وانفتاحها المحلي والدولي على طريق تبادل الخبرات في ميدان المدن والبيئة معاً بما يعود على الاردن ودول المنطقة بخبرات علمية يستفيد منها الباحث في ميدان المدن فيما يتعلق بالتخطيط في كل ابعاده الشمولية التنموية والخدمية والاقتصادية بما يخدم طرفي المعادلة داخل المدن العربية التي أصبحت تعاني اكتظاظ السكان وأزمات المرور ،لافتاً الى أهمية التخطيط الإقليمي بما يخدم المدن العربية في كل أبعاده .
وبين دور الجامعة في المحافظة على الهوية المعمارية لمدينة واهتمامها على الحفاظ على التراث المعماري وتطوير العمارة في الاردن بشكل عام رغم حداثتها ،لافتاً الى نقل كلية هندسة العمارة والبيئة المبنية الى دارة عثمان بدير في جبل عمان والتي أصبحت نموذجا واقعيا في الحفاظ على الموروث العمراني وانعاش وسط عمان بحيث يتم انتاج الابداع من قلب العاصمة .
وأكد أبو عبيد ان الجامعة وقعت مع امانة عمان مذكرة تفاهم لإعادة إحياء وترميم منزل رئيس الوزراء الاسبق ابراهيم هاشم بما يخدم اهداف الجامعة والأمانة في المحافظة على وسط عمان ،كما تمنى على الباحثين في المؤتمر الخروج بتوصيات علمية موضوعية تفيد عملية التخطيط في المدن العربية ودول الاقليم .
وقال رئيس المؤتمر عميد كلية هندسة العمارة الدكتور محمد ياغان ان الجامعة ومن خلال كليتها تسعى بطابعها الاكاديمي الى الحفاظ على الهوية العمرانية لمدينة عمان كجزء اساسي في الحفاظ على التراث المعماري وتطويره وهذا ما تسعى اليه الجامعة من خلال تخطيطها ومحاور المؤتمر التي تعزز الحفاظ على الهوية والتخطيط المستقبلي بما يخدم المدن العربية وعلى رأسها مدننا الاردنية.
وقال المنسق العام في جامعة برمنجهام محسن بيرمان يجب علينا أن نكون عصريين في بيئة تعدنا ومجتمعاتنا بالنمو والتطور الواعد ،لافتاً ان مشروع الحداثة لاقى قبولا عالميا دون تقييم لشرعيته وارتباطه بالثقافة المحلية وخلق حالة من التفكير المزدوج بين الرغبة للحفاظ على الهوية الثقافية المتعلقة بالمجتمع وماضيه ومكانته في التاريخ وبين الرغبة المفرطة للتخلي عنه وتجاهله.
ويشارك المؤتمر 63 باحثاً من دول الاردن ومصر وسوريا والامارات والجزائر وبريطانيا والمانيا.
وسيناقش المؤتمر على مدى 3 أيام عدة محاور تتعلق بإشكاليات التنمية المستدامة وآفاق التطور للرؤيا المستقبلية لنمو المدن الحضرية بشكلها الشمولي والحفاظ على الهوية العمرانية للمدن العربية واهمية الادارة والتخطيط المسبق في عملية نمو وتوسع المدن العربية. بترا