جحا والإصلاح وخط الفقر
من طرائف جحا أن ابناً له أصابه المرض، فجلب له الطبيب لعلاجه. دخل الطبيب غرفة ابن جحا وبعد دقائق قليلة خرج مطأطىء الرأس ليبلغه بأن ابنه قد توفاه الله. هرع جحا إلى جثمان ابنه يبكيه ويندب حظه العاثر بفقدان أحد أعز أبنائه إلى قلبه. وبينما كان يواصل العويل والصراخ، استيقظ الابن على صوت أبيه وقال له فرحاً: أبي انا لم أمت. فما كان من جحا إلا أن وبّخ ابنه قائلا: اخرس ياكلب .. انت ميت .. يعني بدك تفهم أكثر من الدكتور!!!
ذكرتني هذه الطرفة بتصريحات رئيس وزرائنا الخبير في شؤون البلاد والعباد "الدكتور" عبدالله النسور وتابعه "الطبيب" خالد الكلالدة وزير الشؤون السياسية والبرلمانية، هذه التصريحات التي تؤكد على "القفزات" التي حققتها الحكومة في مجال الإصلاح السياسي وتوأمه الإقتصادي.
نعم نحن في عصر الإصلاح السياسي والإقتصادي دون ادنى شك فمنذ الانتخابات البرلمانية في2013 وحتى اللحظة ارتفع سقف الحرية ليصل إلى فضاء شبكات التواصل الإجتماعي، فلم تعد عزيزي جحا –أقصد المواطن- بحاجة لتنظيم مسيرة غير مرخصة تخترق السقوف بهتافاتها كي يتم اعتقالك، فيكفي أن تكتب بوست على الفيسبوك أو تغريدة على التويتر تنتقد فيها جارك "أبو إبراهيم" ليتم اعتقالك ..
ويكفي أن تعرف بأن الأسر التي يقل دخلها عن 700 دينار شهرياً دخلت بهمة حكومتنا خط الفقر بعد أن كنا نتحدث سابقاً عن 500 دينار شهرياً وقبلها كان الرقم لا يتجاوز ال300 دينار. فيما لا يزال مسلسل رفع الأسعار و"عدم النمو الإقتصادي" يسيران على خط واحد وبسرعة جنونية –تقول داخلين سباق الشباب- والحمد لله.
نعم عزيزي المواطن أنت تعيش في رخاء إقتصادي وترف سياسي وحرية سقفها السماوات "والأرض" وفق تصريحات حكومتنا الرشيدة، وعليك أن تقتنع بذلك تمام الإقتناع .. واللا لا يكون مفكر حالك بتفهم أكثر من "الدكتور"!!! #والله_من_وراء_القصد.