شعراء اردنيون يدعون في اليوم العالمي للشعر الى رد الاعتبار للقيم الجمالية والانسانية

المدينة نيوز - يدعو شعراء اردنيون الى اعادة الهيبة للقصيدة بمناسبة اليوم العالمي للشعر الذي أقرته منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو ) في العام 2000 وتحتفل به في الحادي والعشرين من آذار من كل عام .
حول هذه المناسبة يقول الشاعر حيدر محمود لوكالة الانباء الاردنية ( بترا) ان اليوم العالمي للشعر هو احتفال على مستوى العالم وليس فقط على المستويين العربي والمحلي ، ويرى ان ثمة تقصيرا من قبل المؤسسات التي تعنى بالحركة الثقافية في احياء هذا اليوم على نحو يليق بهويتنا وحضارتنا .
ويعتبر صاحب ديوان عباءات الفرح الأخضر , وزير الثقافة السابق ان الحفاوة بالشعر هو تقدير اللغة العربية التي تغربت كثيراً عن أهلها وينبغي إعادة الاعتبار اليها لأنها أساس الثقافة العربية وآخر حصن من حصونها الثابت في وجه الريح والاقتلاع من الجذور .
ويتمنى الشاعر محمود صاحب ديوان (في البدء كان النهر) على الجهات المعنية والمهتمين بالشأن الادبي عامة والشعري خاصة المزيد من الاهتمام والاحتفاء بيوم الشعر وتكريم قاماته الابداعية وتشجيع الجيل النابه في كتابة القصيدة .
في ذات السياق يدعو أمين عام وزارة الثقافة الشاعر جريس سماوي الشعراء إلى العودة لمنابع الشعر الاولى المتمثلة بالضمير الانساني والمشاعر البسيطة المحملة بالقيم الجمالية والانسانية .
ويعتبر ان اليوم العالمي للشعر يمثل اختزالاً لتجليات الحالة الشعرية في الحياة مبينا ان كل أيام الحياة بالنسبة للشاعر الحقيقي هي أيام شعر لأنه يمثل حالة نفسية وشعورية وجزءاً من الحياة من خلال ممارسة تفاصيلها كحالة وجدانية .
ويؤكد سماوي ان هذا اليوم يشكل دافعا لكتاب القصيدة للتأمل في منجزهم الشعري وربما الى اعادة النظر في التجارب الشعرية من خلال القراءة النقدية وإعادة تقييمها من جديد.
ويتساءل سماوي عن اسباب تضاؤل عدد قراء الشعر رغم ان الشعر هو جزء من وجدان الانسان قد تتغير أدوات التعبير عنه وأشكال صياغته , لكن الشعر يبقى ثابتاً في تفاصيل الحياة الانسانية .
ويقول استاذ الأدب الحديث في جامعة فيلادلفيا الشاعر الدكتور محمد عبيد الله ان العرب اعتادوا على الاحتفال بتراثهم البعيد والقريب لافتا الى أنهم كانوا يقيمون احتفالات لأيام عندما يولد الشاعر أو يظهر نبوغه , وهذا يعني تقديرا لمكانة الشعر واهميته في حياتهم ومجتمعاتهم ,فقد كان للشعر وظائف متعددة ابعد من القيمة الجمالية.
ويؤكد عبيد الله صاحب ديوان (مطعوناً بالغياب) ان الشعر فقد الكثير من ألقه عند الجمهور العام , فما الشعر دون جمهور أو قارئ أو متلق , فالشاعر لا يكتب عن نفسه ولنفسه.
ويعتبر أن احتفالات اليونسكو في عصرنا والأيام التي تحددها غالبا ما تتعلق بامور تشهد انهيارات أو تراجعات وتسعى المنظمة العالمية لترميمها والمحافظة عليها , ولعل الاحتفال بيوم الشعر العالمي هو من هذه الأمور الآيلة للغياب وللشحوب ويأتي يوم الشعر مناسبة لاستذكارها ومحاولة استرجاعها .
وتقول الشاعرة سميرة عوض صاحبة ديوان ابجدية القوس انه على الرغم من نبل فكرة تخصيص يوم الشعر العالمي , لكن ذلك لا يعني التغني بالشعر في يوم أو مناسبة سنوية فحسب وانما هو أسلوب حياة ينظم علاقة الشاعر بنفسه وبالآخر لان الشعر وصفة أسطورية امام تحديات الحيرة والقلق لنصمد في وجه القلق .
ويبين الشاعر إسلام سمحان ان احتفال العالم بيوم الشعر يدل على ان الكتابة تعد من اكثر الفنون تقريبا لوجهات النظر في الحوار بين الحضارات منوها ان الشعر بالذات يجسد الحالة المشتركة بين الانسانية , فالحب قاسم يشترك فيه جميع البشر في كل انحاء العالم وكذلك الحزن والقهر والفرح والسعادة والوطن وغيرها من الاحاسيس والمشاعر التي يستطيع ان يكتب عنها شاعر في آسيا وان تهتز مشاعر شخص في اميركا اللاتينية مثلا .
ويدعو سمحان صاحب المجموعة الشعرية ( برشاقة ظل ) جميع شعراء العالم لان يسخروا اقلامهم ومشاعرهم واحاسيسهم للدفاع عن الانسانية التي تمر باسوأ حالاتها في التاريخ المعاصر , فالحروب والاقتتال والصراعات تكاد لا تخلو منطقة في العالم الا ويعاني منها الابرياء من المدنيين والاطفال والنساء .
ويصف الشاعر طارق مكاوي الشعراء بانهم الطيبون الذين ما يزالون يحلمون بحياة مؤثثة بالحب فوق رؤوسهم لا بد أن تكون لهم احتفالية كسرا لهذا الإيقاع الذي يستفيقون عليه دائما.
ويشير مؤلف ديوان (نبتة مهملة) الى الشعراء امرؤ القيس وعمرو ابن كلثوم والمتنبي الذين ملأوا الدنيا قصائد رصعت على جبين الكتابة مبنيا ان الاحتفال باليوم العالمي للشعر تعبير عن حالة حلم لا يستطيع الشاعر الافلات منه.
ويشير الشاعر سعد الدين شاهين صاحب ديوان (مرتفعات الظل) ان الاحتفال باليوم العالمي للشعر بمراسم هنا وأخرى هناك شيء جميل ويعتبر انه من الأجمل أن يلتقي أصحاب الإبداع الواحد كالشعراء مثلا في مثل هذا اليوم أو في غيره على كلمة يعلنون من خلالها إعادة الشعر إلى هيبته وجمهوره وإعادة جمهور الشعر الذي بدأ ينقرض إلى شغفهم لسماع قصائد .
وترى الشاعرة عائشة الخواجا الرازم ان الشعر درة العقل والقلب معاً وانه بمثابة البلسم الشافي لامراض هذا الكوكب . (بترا)