فياجرا خاصة لمن فوق الـ 90
بالأمس التقيت صدفة بعجوز كهل تجاوز عمره التسعين ؛ اسمه الحاج " أمين " ، استوقفني فجأة في شارع طويل مزدحم بالسيارات والمحلات والدكاكين ؛ لكي يسألني عن أقرب صيدلية تبيع حبوب "الفياجــرا " التي يتناولها بعض كبار السن والبالغين :
فقلت له بعد أن ارتسمت دهشة على وجهي فوق الجبين :
لماذا تسأل عن هذه الحبوب يا حاج يا مسكين ؟؟
: فقال بصوت فيه بحـّـة وألم وأنين
لقد تعوّدت على تناولها منذ سنين ؛ في كل وقت وحين ؛ لكني نسيتها بالأمس عند أحد الأصدقاء المقرّبين ، ولا أريد أن أتعرض للإحراج أمام زوجتي " صــابرين " لأن اليوم هو يوم " الخميس" ؛ يوم العُـشّــاق والمُحبـّـين . !!؟؟
فقلت وفي قلبي شفقة على هذا الحزين :
ألا زلت تمارس الجنس على الرغم من مرور كل هذه السّـنين ؛ مع أن عمرك قد اقترب من التاسعة والتسعين ؟؟!!
ألا تعلم يا حاج "أمين" ؛ أن "الفياجـرا " قد قضت على حياة الكثيرين ؟؟ وأنها قتلت الحاج " تحسين " والحاج " عابدين " ، كما أنها قتلت الكثيرين ؛ من الذين كانوا عن نزواتهم الصّبيانية وشهواتهم الحيوانية باحثين ؟؟
فقال وكلّـه اعتزاز في النفس وثقة ويقين : أنا لست من هؤلاء المساطيل والمجانين ؟؟!!
: فقلت وأنا أنظر الى عينيه المتعبين
كيف تفسر لي ـ إذن ـ سؤالك عن " الفياجرا " الذي قلته لي أمام كل هؤلاء الناس المتواجدين ؟؟
فقال وهو يلتفت شمالاً ويمين :
أريد أن أنجب صبياناً وبناتاً كثيرين !! ؟؟ لكي أحرّر من خلالهم " فلسطين " ، ولكي أحرّر المـُحتـل من بلاد العرب والمسلمين ، وحتى أقضي على كل العملاء والصهاينة والمستعمرين :
فقلت وأنا أرى حركات يديه ورجليه المرتجفين :
حسناً ، ولكن ؛ هل لك أن تخبرني يا " صلاح الدّين " !!! أين تقع فلسطين ؟؟
فقال وقد ظهر في عينيه رُعبٌ و خوفٌ دفين :
أرجو أن تعذرني يابنـيّ عن إجابة سؤالك في هذا الحين ؛ فصوتي متعب الآن من كثرة التـدخين ، فضلاَ إنني لم أذق طعم النوم منذ شهور وسنين ، كما إني لا أريد أن أتأخر عن زوجتي " صابرين " !!؟؟ لأنها طلبت منـّي أن أشتري لها بعض العطور و الشـّـلحات والكلاسين ، وأخشى إن تأخرت عنها أن تسـتغفلني وتقوم بطعـني بخنجر أو سكــّـين !!؟؟.