لماذا يتأخر تشخيص فتيات التوحد مقارنة بالصبيان؟
تساءل البروفيسور بول ليبكين من معهد كينيدي كريجر في بالتيمور عن جذور هذه الظاهرة في دراسته التي نشر موقع مجلة "تايم" نتائجها، وهل هي جذور بيولوجية، أو اجتماعية، أو أنها ترتبط بقصور في نظام الفحص الطبي؟
درس ليبكين وزملاؤه بيانات أكثر من 10 آلاف شخص مصاب بالتوحد، كانوا قد خضعوا في وقت سابق للفحص، و5 آلاف آخرين تم فحصهم مؤخراً، وتم رصد بعض الأعراض لديهم مثل نقص القدرات الاجتماعية.
رصد الباحثون أنه تم تشخيص أعراض نقص التنمية الناتج عن طيف التوحد لدى الفتيات في متوسط عمر 4 سنوات، بينما تم تشخيص الحالة نفسها لدى الفتيان في عمر 3.8 سنة، وتم تشخيص متلازمة اسبرجر لدى الفتيات في متوسط عمر 7.6 سنة، بينما تم تشخيص نفس المتلازمة لدى الفتيان في عمر 7.1 سنة.
المثير للاهتمام أن الأعراض المُبْلغ عنها اختلفت لدى الجنسين، فبينما تميل الفتيات إلى وجود ضعف في قراءة الإشارات الاجتماعية، يوجد لدى الفتيان مشاكل أكثر في سن 10-15 سنة تتعلق بالتواصل الاجتماعي. ويتشابه الجنسان في المشاكل المتعلقة بخفقان اليد.
تشير مثل هذه الأعراض إلى أن السلوكيات المرتبطة بالتوحد أكثر وضوحاً لدى البنين مقارنة بالبنات. ويعتقد البروفيسور ليبكين أن "الاعتراف بالمشاكل لدى الفتيات أصعب، فالقضايا التي تجد الفتيات فيها صعوبة بسبب التوحد تحتاج إلى فرص اجتماعية، وقد لا تتوفر الفرصة لملاحظة الأعراض والمشاكل حتى المرحلة الابتدائية".
تنبه نتائج الدراسة إلى أن اختلاف الأعراض بين الجنسين قد لا يتسبب في تأخر التشخيص فقط، بل إلى غيابه بالكامل، وأن هناك حاجة إلى فهم الطرق المختلفة التي يعاني الأطفال بها من مرض التوحد لتفادي ذلك.