ما احوجنا الى الكبار
المدينة نيوز - قال المثل العربي أو العبارة المشهورة (إلي ما له كبير يدور على كبير)، نسمعها كثيرا وما أحوجنا إليها في أزماتنا الاجتماعية ومشاكلنا الحياتية.
فاولئك الكبار بكل شيء جميل بالعقل والخلق والحكمة هم الحكماء العقلاء، أصحاب الرأي السديد الذين قدموا الكثير لفلذات أكبادهم ومجتمعهم، أولئك نور الفجر الذين يستيقظون مع (الله اكبر الله اكبر)، وهم يسبحون ويحمدون ويهللون حتى مطلع الفجر ليبدأ نهارهم بالتوكل على الله بعد سجود وركوع ورفع الأكف بالدعاء أن يعطيهم ويعطي من حولهم خير ذلك اليوم وكل يوم ويكفيهم شره.
حقا إنهم (البركة) و(النعمة) التي لا يعرفها إلا من فقدها، إنهم الشجرة وارفة الظلال التي يتفيأ بها الكثير ويأكل من ثمرها الكثير الكثير.
بأيديهم زرعوا الأرض وبأجسادهم حموها وبعرقهم ودمائهم الزكية رووا ترابها ولطالما سهرت عيونهم النيرة لتنام عيون من حولهم آمنة مطمئنة.
خرجوا أجيالا وأجيالا ومن تحت أيديهم الطاهرة خرج المعلم الذي قال فيه أمير الشعراء (قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا)، ومن تحت أيديهم خرج الطبيب منقذ الأجساد والأرواح العليلة بأمر الله، ومن تحت أيديهم خرج المهندس والطيار والضابط والممرض والنجارو... و....
منهم أولئك الكبار العظام من توفاه الله وكل الدعاء أن يكون عند ربه راضيا مرضيا ومنهم مازال يبارك من حوله وكل الدعاء أن يطيل الله عمره ليستمر شلال الحكمة والحب والحنان.
يجب علينا أن لا ننسى فضلهم وان لا نعلق أي انجاز على جهودنا الشخصية وحدها، فلولاهم ما صرنا وما تعلمنا وما عملنا وإذا كان البعض يعتقد انه صنع نفسه بنفسه فهذا (ناكر للجميل وعاق) وسيحصد ما يزرع، ومهما ارتفع فسيسقط مرة واحدة لأنه لم يحترم ويوقر أساسه وجذره.
إن آباءنا وكبارنا هم الماضي والحاضر والمستقبل..........
ويبقى رجاؤنا في هذه الدنيا أن لا نعقهم، وان نتمكن من أن نؤدي جزءا من الدين في رقابنا لهم، قد لا نستطيع أن نكون مثلهم في التضحية لكن جزءا يسيرا من واجبهم علينا هو شرف لنا.
كل الحب لهم والتقدير لهم والتواضع لهم والانحناء أمامهم في لحودهم ممن توفاهم الله وفي أي موقع كانوا من الذين لا زالوا نهرا متواصلا لا ينضب بمعطاءة وماءه الزكي.
GHARAIBEH9911@YAHOO.COM