عفوا ايها الشريف... الانتصار للكرامة لا يستوجب برنامجا واجندة سياسية!!
![عفوا ايها الشريف... الانتصار للكرامة لا يستوجب برنامجا واجندة سياسية!! عفوا ايها الشريف... الانتصار للكرامة لا يستوجب برنامجا واجندة سياسية!!](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/37627.jpg)
المدينة نيوز - في اول رد فعل مفاجئ بالنسبة لمن يعرف وزير الدولة لشؤون الاعلام وما تورط به من تصريح غريب وعجيب ادلى به مساء امس حول اضراب المعلمين ما كان له ان يخرج عن وزير اعلام مخضرم، عرفه الناس قائدا ومعلما واعلاميا حرا.
فقد اشتمل التصريح على العديد من المغالطات والاخطاء من خلال التهديد والوعيد حيال من ينتصرون لكرامتهم والقول انهم خالفوا نظام الخدمة المدنية! باعلانهم الاضراب حتى استقالة الوزير، واعتبر الاضراب اساءة للمعلم والتعليم!!
ان المتابع لتلك التصريحات يعرف تماما ان الرجل الاعلامي المخضرم تناسى ان زميله وزير التربية قد خالف اولا نظام العمل الاخلاقي قبل ان يخالف المعلمون نظام الخدمة المدنية، وما كان للمعلمين تجاوز نظام الخدمة لولا شعورهم بالاهانة والتحقير التي هانت على طاقم الوزراء جميعهم دون استثناء واعتبروا بصمتهم ان الوزير لم يرتكب اي حماقة تذكر .
والخطأ الاخر الذي وقع فيه الوزير عبر تصريحه الغريب العجيب انه اتهم المجروحين بكرامتهم من المعلمين ان هناك من يدير اضرابهم بسبب اجندة سياسية!
والذي لا يعرفه الوزير ان الانتصار للكرامة لا يستوجب برنامجا سياسيا للرد عليه، فما كان عليه ان يزج الاحزاب او القوى السياسة بهذا الأمر لعدم ثبوته اصلا، وحتى لو ثبت ان بعض القوى والاحزاب قد ناصرت وساندت المطالب المهنية للمعلمين فذلك هو دورها في قيادة الجماهير لتحقيق اهدافها، والا لماذا نتبنى سياسة تعميم التجربة الحزبية وافردنا لها وزارة لتطوير عملها؟ وهل يعيب الدولة ان تنشط الاحزاب لدعم مطالب الناس، ام ان ذلك التصريح يعد مؤشرا واضحا على موقف الحكومات السلبي من وجود الاحزاب اصلا في بلادنا، وان ما تشيعه عن دعم التجربة الحزبية والديمقراطية لا يعد اكثر من لعبة الضحك على اللحى.
ولقد عانى المعلمون وعلى مدار عقود طويلة من ضيم وظلم تغييب حقوقهم النقابية والمعاشية وقيمتهم الاجتماعية فما انتصروا لها بالقدر الذي ينتصرون الان لكرامتهم، فلا داعي للحديث بموضوع الاجندة السياسية واتهام تلك الجهة او غيرها من اجل اخفاء قدرة الحكومة على ادارة الازمة من جهة، والحاق الاذى بالمعلمين الذين ينتصرون لكرامتهم من جهة اخرى.
فاستقالة او اقالة الوزير ستعيد بلا شك الامور الى ما كانت عليه قبل التصريح لأن الاضرابات بدأت مباشرة بعد التصريح الطبقي المشين الذي تفوه به الوزير الارستقراطي والمعلم اولا في الجامعات قبل ان يكون وزيرا، وهذا يثبت ان الاجندة السياسية التي يتحدث وزير الدولة لشؤون الاعلام غير صالحة للاستهلاك الشعبي، بل وجد فيها المعلمون فرصة للتندر تنسيهم لحظات الجرح النازف، لكنه في النهاية لا وسيلة ناجحة في ادارة الأزمات.
يضيف الوزير بتصريحه ان القلة القليلة!! هم من ينفذون الاضراب دون بقية المعلمين في محاولة للتقليل من حجم الاضراب وحجم المطالبين باستقالة الوزير وحجم الجرح الذي تسبب به الوزير بحق اكثر من 70 الف معلم يدينون وعلى الملأ تصريحاته الاستفزازية المهينة سواء اكانوا مشاركين في الاضرابات ام يعدون العدة للمشاركة فيه ان استمر الوزير على كرسيه خلال الايام القادمة.
علي الحراسيس