زليخة تهاجم الاسلاميين والمعلمين والمناهج
المدينة نيوز- نشرت الزميلة الغد هذا اليوم مقالا غير مسبوق للكاتبة زليخة ابو ريشة هاجمت فيه الاسلاميين والمعلمين، وعلمت المدينة نيوز ان استنكارات غاضبة من قبل الحركة الاسلامية ومن قبل المعلمين سيشتعل اوارها ضد الكاتبة وضد الزميلة الغد بحسب مصادر مطلعة..
وتاليا النص الحرفي للمقالة (القنبلة) التي يقول المراقبون انها انفجرت ولا مجال لاعادة صاعقها حيث كان:
"لا شكَّ أنَّ جهاز التعليم برمَّته في الأردن في قبضة الحركات الإسلامية وأولاها الإخوان المسلمون. ومهما نظَّف الوزراء الليبراليون الوزارة، يبقى التجمع الأكبر (المعلمون) هو الأداة التي تملكها بلا منازع تلك الحركات. فبعد أن (أُسلِمت) المناهج على يد كبار الإخوان في ستينيات القرن الماضي، حُشيت المدارس بمن هبَّ ودبَّ من ضعيفي الموهبة في التعليم، وفاسدي الضمير المهني، على خلفية التدين الذي يُظهرونه، من أنقبةٍ ولحىً، وعلى خلفية “هذا يصلّي وذاك لا يُصلي”.
وإذ رأينا بأمِّ العينِ كيف تدهور التعليمُ بما أنتجه من أجيالٍ أبعدَتْها (الأسلمةُ) عن جادةِ التفكيرِ الحرِّ والمبدعِ، تأكَّدْنا أنَّ التديُّنَ هذا الذي التطى به المعلمون ومناهجُهم طوال نصف قرنٍ من الزمان، لم يُؤَدِّ إلى أكثر من تظاهرٍ بالدين (لحيةً ونقاباً وحِجاباً وتزويغاً من العمل بحجة الصلاة)، ولم يذهب إلى أبعدِ من تزييفه. وعليهِ فإنَّ المعلمين والمعلِّمات وجهازَ الإشرافِ التربويِّ هم أول من تنبغي مساءلتهم عن التدهور المروع في قيمة التعليم، والتمزُّق الخطير في نسيجه. وهم، في رأيي، آخر من يحق لهم التشدُّق بالديمقراطية وحقوق المعلم ما داموا لم يرعوا حريةَ التفكير في التعليم وحقوقَ الطلبة في بيئةٍ تربوية سويَّة. بعبارة أخرى، ما دامت مسؤوليةُ هؤلاء عن انحطاط الناتج التعليمي جسيمةً، فما المقصودُ بالاعتصامات الأخيرة على خلفية انتقادِ لحيةٍ، سوى التلويحِ السياسيِّ للحكومة بأنَّ “معظم موظفيكِ في قبضتنا”. وهذا دليلٌ جديدٌ على أنَّ أجهزة التربية والتعليم ما تزال فعلاً في قبضة الإخوان.
ولا أرى من خروجٍ من مأزق التربية هذا غيرَ خِطَّةٍ مُحْكَمةٍ، يشتركُ في وضعِها حكماءُ البلدِ وخبراء وطنيُّون مُنزَّهون عن الهوى السياسيّ، تطمَحُ (الخطَّةُ) أن تنظِّف وزارةَ التربية ومناهجَها وجهازَها التعليميَّ من مخلِّفات السيادةِ الأيدولوجيَّة المقيتة التي ما تزال يرزحُ تحتها التعليم. وإني لأرى أنَّ السيد وزير التربية – بوصفه مفكراً حراً وخبيراً من أرفع طرازٍ، ولا أجندة لديه – أهلٌ لهذه المهمة. وليخجل المعلمون المقصرون والخائبون في أولى مهماتهم، من إقحام الطلبة والشارع في صراعهم على السلطة. فليست “نقابة المعلمين” سوى أداة جديدة تضافُ إلى ما لدى الحركات الإسلامية من أدوات، أولاها إعلان “الإسلام حاكماً ومرجعاً ودستوراً” لكي تتمُّ السيطرة السياسية باسم الدين. ولكنَّ السؤال الأهم هو: أيُّ إسلامٍ؟ “إسلامُ” جبهة العمل الإسلامي؟ أم “الإسلام” الصحراوي؟ أم “إسلام” التكفير وطالبان وابن لادن؟ أم “إسلام” العقلاء من أهل الاعتدال؟ وهل ثمَّة من وصفةٍ سحريةٍ “إسلاميَّةٍ” لدى هؤلاء تُخرجُنا من هذا الانحطاط الفكريِّ والسياسيِّ والاجتماعيّ والاقتصاديِّ والعلميّ والتعليميّ لم تجربْها الشعوب العربية حتى الآن؟" (زُلَيْخة أبوريشة)
الاخوة الاعزاء: نستقبل التعليقات التي تلتزم بقواعد النشر فقط، مع الشكر.