مدير الأباريق

تم نشره الخميس 07 أيّار / مايو 2015 01:41 صباحاً
مدير الأباريق
سميح المعايطة

حكاية شعبية قديمة يعرفها بعضنا ونتداولها لكن اعادة روايتها احيانا يبدو ضروريا ومفيدا ، والحكاية تخص شخصا كان يبحث عن وظيفة في بلد ما من عالمنا العربي، وكان له قريب مسؤول بحث له حتى وجد له وظيفة في احد المساجد ، وظيفة لا علاقة لها بالصلاة ورفع الاذان ولا حتى تنظيف المسجد بل بأباريق الوضوء التي كان الناس يستعملونها من البلاستيك للوضوء ، وصدر القرار بتعينه مديرا للأباريق.
اندهش الرجل من الوظيفة التي نقلته من عاطل عن العمل الى مدير وسأل قريبه المسؤول عن واجبات الوظيفة ، فالاباريق موجودة منذ زمن بعيد ويستعملها الناس دون ان تحتاج لمدير او حتى رئيس قسم او حتى لمستشار للامام لشؤون الاباريق ، لكن المسؤول وهو من صنف الاذكياء الذين يتقنون « اللف والدوران » ، ومن الذين يعتقدون انه كلما كانت كمية ما يقذفونه من حديث امام الجمهور كلما كانت امكانية تصديقهم أكبر ، وهي وجهة نظر تحتاج الى اختبار مع نماذج مشابهة.
هذا المسؤول اخبر قريبه ان عليه ان يجلس على كرسي بجانب الاباريق وكلما جاء شخص لأخذ ابريق وتعبئته بالماء فان عليك ان تطلب منه أن يأخذ ابريقا بلون مختلف ، فاذا حمل مثلا ابريقا اخضر فاطلب منه ان يتركه ويأخذ ابريقا احمر ، وهكذا تصبح لك مهمات ولوجودك ضرورة وكل قادم للمسجد يريد الوضوء لن يمد يده الى ابريق الماء حتى ينظر في وجهك ليستأذنك في لون الابريق الذي يأخذه ، وتصبح اقامة فريضة الصلاة لا تكتمل الا بوجودك فلا وضوء دون ان تحدد لون الابريق ولا صلاة دون وضوء.
هي حكاية لا ندري هل ما زالت مستمرة وما زال داخل ذلك المسجد مديرا للأباريق يختار لكل راغب في الوضوء لون الابريق ، وحتى بعد نهاية « عهد الاباريق « هل ما زال هناك مديرا للحنفيات يختار لكل قادم للوضوء أي حنفية يفتح ويتوضأ منها ، ربما وربما لا ، لكن ما هو مؤكد انه لا كتب الفقه الاسلامي ولا كتب الادارة فيها وظيفة مدير الاباريق ، وان الصلاة مستمرة قبل تعيين المدير وبعد تقاعده او رحيله بقدر الله تعالى او بقرار بشري.
ولعل فئة من مدراء الاباريق من الذكاء والفهلوه بحيث يمكنك الاستماع الى محاضرات منهم حول اهمية دورهم ، ، وربما اعتبار عمله جزءاً من شروط صحة الوضوء ، وربما في تنمية الاوطان والدول والانسانية.

(الرأي 2015-05-07)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات