مذكرات زيد حمزة سيرة الانسان والمكان

المدينة نيوز- خاص - هشام عودة - يمكن النظر الى هذا الكتاب على انه يمثل سيرة مدينة، وليس سيرة ذاتية لشخص بعينه، فالمدن لها سيرة ذاتية ايضا، بهذه الكلمات وصف الشاعر حيدر محمود في كلمة افتتاحية القاها في حفل التوقيع نيابة عن امين عمان الكبرى، كتاب مذكرات الدكتور زيد حمزة " بين الطبابة والسياسة" المحتفى به في مكتبة سليمان الموسى بمركز الحسين الثقافي مساء الاثنين.
واضاف الشاعر ان الدكتور حمزة يعرف عمان حجرا ًحجرا ًووردة وردة، مشيرا ًان السيل الذي كان يروي عمان ماءً في سنوات مضت، يرويها الآن فكرا ًوفنا ًوثقافة، في اشارة الى مركز الحسين الثقافي الذي يقع على ما كان يعرف في السابق بسيل عمان، وهو سيل يعرف الدكتور حمزة ملامحه جيدا ً.
وفي كلمة احتفالية لها بالمناسبة قالت الكاتبة والقاصة بسمة النسور "قدم الدكتور زيد حمزة ضمن لغة شديدة التكثيف قصة حياته الغنية المتنوعة المشتبكة حكما بقصة الوطن وهو العاشق له، حد الغيرة، والغيور عليه حد العشق متمسكا بالوضوح كمبدأ حياة .
مثيرا ًالاعجاب بذلك الاصرار اللافت على قيم الحق والجمال والحرية التي تربى عليها كاتبنا، وهو يرصد مفاصل كبرى من تاريخ الوطن وضعها بين يدي القراء كشاهد عدل"
واضافت النسور ان الدكتور حمزة تمسك بالامل وبشر به، وظل رهانه على الدوام قائما على الوطن كحضن دافئ وفضاء متسع لكل الاحلام مهما بدت مستحيلة، ارتبط بالاماكن الاولى وظل وفيا لها، يستمد من رحيقها العالق في ذاكرته الطاقة على الحب والعطاء، احتفل بالحياة واعتبرها فرصة استثنائية لا ينبغي أن نبددها بالشكوى والتذمر، متمسكا بأهمية العمل والانجاز في كل مراحل حياته بفعل تركيبته النفسية القائمة على الحيوية والتجدد والتنوع "
فيما تحدث المحتفى به وبكتاب مذكراته الدكتور زيد حمزة موجها ًالشكر الى كل من اسهموا باصدار هذا الكتاب، الذي اصبح منذ اليوم ملكا ًللقراء ليقولوا فيه كلمتهم، ويتعرفوا الى شيء من اسرار عمان واسرار حياة ابنائها في تلك السنوات البعيدة .
"بين الطب والسياسة " هو عنوان مذكرات الدكتور زيد حمزة، وزير الصحة الاسبق، التي جاءت في 284 صفحة من القطع المتوسط، وضمت بين صفحاتها ما يقرب من مائة وثلاثين صورة ووثيقة ولوحة فنية، ربما اعطت تفسيرا إضافيا ًللنص، أو سحبت شيئا من ًبريقه، وجاء الكتاب في عشرة فصول مرتبة حسب التسلسل الزمني للاحداث التي تبرز فيها مواقف وصفحات تتحدث عن شيء من تاريخ الوطن ورجالاته في العقود الماضية .
من جهته قال الكاتب سامر خير احمد مدير دائرة الثقافة في امانة عمان الكبرى في معرض تقديمه لحفل التوقيع أن هذا الكتاب هو الاصدار الاول في سلسلة المذكرات الشخصية لعدد من رموز الفكر والثقافة والفن في الاردن، مشيرا ًان الاصدارين القادمين في حقل المذكرات سيكونان من نصيب الناشطة الاجتماعية هيفاء البشير والفنان التشكيلي الرائد رفيق اللحام، وكان سامر خير قد عمل على تحرير كتاب الدكتور حمزة وكتب له مقدمة بعنوان " ابو الطبابة" في اشارة الى دوره في انشاء المراكز الصحية في البلاد عندما حمل حقيبة وزارة الصحة في نهاية الثمانينيات .
مثقفون اردنيون حضروا حفل التوقيع اشاروا أن مثل هذا المشروع على اهميته الوطنية، سيسهم في توثيق جانب من حياة عمان، ما يتطلب توسيع دائرة الاختيار بحيث تشمل مختلف مكونات المجتمع السياسي والفكري والثقافي والاجتماعي، وان لا تقتصر الاختيارات على لون او اتجاه واحد، لان من شأن ذلك إثراء المشهد الثقافي للعاصمة وتوثيق تاريخها وتاريخ رجالاتها بمختلف مشاربهم الفكرية والسياسية .
وحضر حفل التوقيع جمهور من النخبة الثقافية والسياسية في مقدمتهم رئيس مجلس الاعيان طاهر المصري، وعدد كبير من اصدقاء المحتفى به من الوسطين الطبي والسياسي .