امسية موسيقية تمتزج فيها الثقافات وتعلي من المشترك وقيم المحبة
المدينة نيوز:-احيت فرقة "بابريكا" القادمة من بريطانيا بمشاركة فرقة اردنية والمغنية الفلسطينية ليلى صباغ، مساء امس السبت في الساحة الهاشمية،امسية موسيقية بعنوان "بلقان فيوجن" امتزجت فيها ثقافات منطقتي الشرق الاوسط والبلقان واعلت من المشترك وقيم المحبة والتواصل.
واستهلت الامسية التي جاءت ضمن فعاليات يوم اوروبا وحضرتها سفيرة الاتحاد الأوروبي في الأردن يؤانا فرونيتسكا، ورئيس شبكة معاهد الاتحاد الأوروبي الوطنية للثقافة في الأردن روبين ريكارد، بعرض موسيقي ومقطوعات غنائية للفرقة الاردنية، والمغنية الفلسطينية، حيث قدمت صباغ التي اقامت في اسبانيا عشرة اعوام، عددا من كلاسيكيات وموروثات الغناء العربي ومنها "يا مسافر وحدك" للموسيقار محمد عبدالوهاب، و"البنت الشلبية" للمطربة فيروز و"طالعة من بيت ابوها" لناظم الغزالي و"يا ستي يا ختيارة" للأردنية طروب بالإضافة الى عدد من الاغاني العربية الحديثة، كما أدت بصوت لاتيني مميز، اغنية اسبانية ذات ايقاعين ممتزجين من الاندلسي والتانجو بعنوان "حبيبي/mon amour" نالت استحسان الجمهور الاردني والاوروبي المتواجد في الساحة الهاشمية، لتختتم هذه الوصلات الغنائية المتنوعة بــ"وين ع رام الله" التي رددها الجمهور معها.
فيما قدمت فرقة "بابريكا" عددا من المقطوعات الموسيقية التي نهلت من الموروث الموسيقي في عدد من دول البلقان وتنوعت بين الريتم السريع والهادي البطيء، ومنها "سبليت ميلي/ تشبيك" و"تسيجانسكي ستاكاتو/ مقطع غجري" من صربيا و"كوني ليست لي، مايكو" من بلغاريا وتعود لعام 1116 ميلادي، و3 مقطوعات من رومانيا احداها بعنوان "دوينا" تتحدث عن اشواق الحب ولوعة فقدانه.
وفي ختام الامسية قدمت الفرقتان بمصاحبة المغنية صباغ وصلات موسيقية وغنائية مشتركة تعبيرا عن امتزاج الثقافات في بوتقة الموسيقا التي تمثل لغة مشتركة بما تحمله من معاني وقيم تلتقي فيها الثقافات.
وعبر احد مؤسسي فرقة بابيريكا عازف الكمان بوغدان باكيرسكو (رومانيا) عن سعادته بالمشاركة في تقديم امسيات موسيقية في الاردن، معربا عن امتنانه للشعب الاردني ولجميع القائمين على اقامة هذا الحفل الموسيقي، للحفاوة التي استقبلوا بها، والترحيب الحار من الجمهور بما قدموه، اضافة الى تعامل المواطن الاردني الحميم والمضياف معهم وهو ما لمسوه خلال تجوالهم بالأسواق.
وقال باكيرسكو لوكالة الانباء الاردنية(بترا) ان الفرقة تضم ستة موسيقيين الا ان اثنين لم يتمكنا من المشاركة في هذه الرحلة لظروف خاصة وهما عازفا الاكورديون تلك الالة التي تمثل روح الموسيقا البلقانية، معربا عن رغبة الفرقة بالمشاركة في مهرجان جرش الدولي الذي سمعوا عنه كثيرا .
وبدوره اعتبر عازف الايقاع الغربي (الدرامز) راستكو راشيتش من صربيا ان هناك قواسم مشتركة كثيرة تجمع بين ثقافات دول البلقان ومنطقة الشرق الاوسط إذ ان المنطقتين جمعهما منذ القدم تاريخ مشترك نتيجة وجودهما في مراحل منه كأجزاء من امبراطوريات حكمتهما وهو ما سمح بتواصل ثقافي مجتمعي تاريخي بينهما وهيأ لقواسم مشتركة جامعة.
ولفت الى ان عملية التواصل بين الفرقتين كان سهلا رغم عدم معرفة اعضاء الفرقتين بلغات بعضهما البعض، إذ ان هناك الكثير من الاغاني والوصلات الغنائية المشتركة في ذات الايقاع والكلمات بين ثقافتي المنطقتين خصوصا اغنيتي "كان الزمان وكان" و"غزالي" التي قدمتها الفرقتين بأداء المغنية صباغ، مشيرا الى وجود اغنية مطابقة للأغنية الاخيرة بالصربية وهي "آي روسه كوسه/ ما اجمل الشعر المتهدل للأسفل".
وفرقة بابريكا التي تعمل على إعادة إحياء الموسيقا البلقانية المفقودة والنادرة، تضم كذلك بيتر باكايا(باص) من هنغاريا وفلاديمير شتركلي (جيتار كلاسيك) من صربياحملت اسمها الذي يعني الفلفل الحار المادة التي تعتبر وصفة مشتركة في الموائد البلقانية، وقدمت عروضا موسيقية في ابرز القاعات والمهرجانات في جميع انحاء اوروبا واستراليا ونيوزيلاندا واليابان وابو ظبي علاوة على بريطانيا حيث مقر اقامتهم.
فيما ضمت الفرقة الاردنية نور أبو حلتم (ناي)، منذر جابر (باص)، محمد جابر (ايقاع)، همام عيد (قانون/بزق)، وعماد قاقيش (جيتار).
--(بترا)