محاضرة في المكتبة الوطنية حول "مقدمة ابن خلدون"
![محاضرة في المكتبة الوطنية حول "مقدمة ابن خلدون" محاضرة في المكتبة الوطنية حول "مقدمة ابن خلدون"](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/4f77596c9385ca4eb2b66b271e5d9e2a.jpg)
المدينة نيوز:- استضافت دائرة المكتبة الوطنية مساء امس ضمن نشاط كتاب الاسبوع عبد القادر حداد للحديث عن "مقدمة ابن خلدون" بحضور عدد من المهتمين.
وقال حداد ان ابن خلدون جمع عصارة فكره في كتابه "مقدمة ابن خلدون" الذي اطلق عليه اسم "كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر، في ايام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الاكبر".
وعمل ابن خلدون في مناصب رفيعة عند ملك غرناطة، "وحيثما ذهب وجد له حسادا واعداء، كما انه مفكر ذو ثقافة عربية اسلامية، عرف الحق وتخلص من عواطف ضيقة، مكنته من النقد الذي يبدو جارحا نتيجة الغيرة الشديدة على العرب، وإحساس بالمرارة كعربي، ولذلك انتقد العرب في سياستهم وحضارتهم".
واشار حداد الى أن الهدف ليس محاكمة ابن خلدون حتى لا تضيع فائدة فكره، فقد تطرق ابن خلدون في مقدمته الى مواضيع شتى وتحدث في كل شيء حتى في السحر، ولذلك لا يفهم ابن خلدون الا في كلّيته ولا يؤخذ مجزأ والا ضاعت ثمرة فكره، مؤكدا ان ابن خلدون يعتبر بحق مؤسس علم الاجتماع باعتراف بعض الفلاسفة الاوروبيين.
وقال الدكتور فيصل غرايبة ان تجارب ابن خلدون الخاصة بالحياة برحلاتها وجولاتها بين القصور والكهوف، وبين البسطاء والكبراء، والرفاهية والحرمان، مكنته كما استنتج "اشمدث" من ان يتوصل الى افكاره الرفيعة حول المجتمعات الانسانية، كما ان نشأته في اسرة ذات زعامة علمية وسياسية جعلت منه انسانا راغبا بالحصول على حظوة فيهما.
وقد اعتزل ابن خلدون الحياة العامة اربعة اعوام بعيدا عن السياسة متخليا عن الشواغل ما اتاح له التأمل والتفكير بصورة متجردة.
واشار في تعقيبه الى ابن خلدون طرح قانون التدرج الاجتماعي، فالناس داخل المجتمع يعيشون على درجات متفاوتة في مصفوفة البداوة والحضارة، وهو لا يبدي ذما لأهل البادية بل يعتبرهم اقرب الى خصال الدين والخير، واهل المدن الذين تلوثت نفوسهم بأخلاق مذمومة ابتعدوا عن مسالك الخير حتى ذهبت عنهم الحشمة، كما امتدح الهجرة إن كانت من اجل نصرة الدين.
وعارض ابن خلدون الفارابي حول المدينة الفاضلة اذ جعل الجانب المادي يطغى على الجانب المعنوي، ووفقا لمقولة ابن خلدون فـ "ان الكامل في المعرفة محروم من الحظ" بينما اتفق مع ابن سينا صاحب مقولة "ليس بالإمكان أبدع مما كان".
(بترا)