صندوق النقد " مكيف " على النسور بسبب قراره رفع أسعار الخبز
المدينة نيوز - خاص - المحرر الثقافي - : أكد رئيس الحكومة ، فال الله ولا فاله ، أن حكومته سترفع أسعار الخبز قريبا لأن الحكومة " تخسر " سنويا مبلغ وقدره دعما للخبز .
وقال النسور في مؤتمر صحفي عقده الإثنين في المركز الثقافي الملكي : " دعم الخبز يكلفنا 180 مليون دينار سنويا، ونحن نبحث عن آلية تضمن وصول الدعم إلى المواطن الأردني بشكل مباشر، وهذه الآلية تعني رفع سعر الخبز في الاسواق وتعويض المواطن نقدًا من خلال بطاقة او دفع نقدي".
ما لم يقله النسور أن دعم الخبز نهج تعتمده كل دول العالم الرأسمالي بلا استثناء ، ونعني به الدول المتقدمة مثل أوروبا وأمريكا ودول آسيا التي لحقت بركبها ، حيث إن الخبز والمنتوجات الزراعية هي من صميم الامن الغذائي لأي دولة ، وإذا أخذنا فرنسا مثالا ، فإن الحكومة تدعم المزارعين بأضعاف أضعاف ما ينتجونه من مواد غذائية ، لأن المقصود من الدعم ليس دعم المزارعين ، بل دعم المواطن وأمنه الغذائي " الوطني " .
إلا أن الأمر الذي لم يتحدث عنه النسور ، وسبق لوزير مالية أن كشفه ، هو أن رفع الدعم عن لخبز جاء بأمر من صندوق النقد الدولي الذي أجبر الحكومة سابقا على تعويم أسعار المواد الإستهلاكية ، وإلغاء وزارة التميين .
هذا الأمر لا يعني أن الحكومة واقعة تحت ضغط الصندوق الذي لا فكاك منه ، ولكن القضية بما فيها هي أن الفلوس التي يستقرضها الأردن من الصندوق لا يعرف عنها المواطن شيئا ، بمعنى آخر : أن المديونية التي وضعت الأردنيين تحت نير الصندوق تسببت بها الحكومات الاردنية المتعاقبة ولم يتسبب بها المواطن الذي يراد رفع الدعم عن رغيف خبر أبنائه .
والمضحك في القصة ، أن النسور ، مؤتمره أكد أن حكومته لم تزد المديونية دولارا واحدا ، وهو ما اضحك كل مطلع على واقع الحال ، خاصة وان رفع الأسعار كانت سنة من سنن حكومة دولته ، وأن صندوق النقد " مكيف " عليه .
إذن : فإن الأردنيين على موعد مع رفع أسعار الخبز ، كما وعد رئيس الحكومة ، الذي يريد أن يختتم عمله في الحكومة بغضب شعبي يضاف إلى غضب الأردنيين على رجل منذ جاء إلى الحكم وليس في جعبته سوى رفع الأسعار وخراب الديار .
هكذا يقول الأردنيون .