انطلاق فعاليات مؤتمر الخطاب الاعلامي التوعوي بين الشريعة والقانون
المدينة نيوز :- قال العين سمير الرفاعي ان الإعلام يعمل على ربط الفرد بثقافته، وتراثه، ويربط حاضر ومستقبل أي أمة بماضيها وتاريخها، ويلعب دورا رئيسا في رفع الصدام بين الأفكار والاتجاهات إلى مستوى النقاش.
واضاف خلال افتتاحه فعاليات مؤتمر "الخطاب الإعلامي التوعوي بين الشريعة والقانون" في جامعة الزرقاء اليوم الاربعاء، إن الإعلام جزء لا يتجزأ، من ثقافة أي أمة، وهو، بذلك، ليس مجرد سلعة، تخضع لمعايير السوق والربح والخسارة، جدير بمنْ يتصدى لها أن يكون على درجة عالية من الكفاءة والأهلية والوعي.
واشار الرفاعي الى انه ومع ثورة الإعلام الالكتروني، ودخولنا عصر إعلام التواصل الاجتماعي، ازدادت أهمية الإعلام، وخطورته، وتأثيره في عمليات التشبيك والنشر والترويج للأفكار.
واكد ان أكثر منْ استثمر هذه الثورة التكنولوجية الكبيرة، هم دعاة التطرف والفكر التكفيري والذين امتلكوا أدوات الإعلام الحديثة، ووظفوا أحدث تقنياتها، لترويج أكثر الأفكار تخلفا وظلامية، وهذه المفارقة العجيبة، تستدعي منا أن نمتلك الجرأة الأدبية لمناقشة واقع إعلامنا الرسمي والتقليدي، والذي يمتلك الأفكار المستنيرة.
واكد أن أي جهد إعلامي تنويري موجه للشباب، يجب أن يوازيه جهد تنموي، وإصلاح اقتصادي يكفل توفير فرص العمل الكريمة واللائقة، وتوسيع الطبقة الوسطى ودعم دورها الرائد في المجتمعات، وهذا واجب الحكومات المتعاقبة.
وأشار الى ان جلالة الملك عبدالله الثاني، قام بتبني ودعم وتوجيه مجموعة من المبادرات التنويرية، النوعية, من أبرزها "رسالة عمان"، والتي جاءت في وقت مبكر، استشرافا، للخطر الذي داهم أمتنا وأدى خلال خمس سنوات الماضية إلى تفتيت وحدتها وتدمير مجتمعات عديدة، وتهجير وقتل وتشريد مئات الآلاف.
من جهته، بين رئيس الجامعة الدكتور محمود الوادي، ان هذا المؤتمر جاء لتسليط الضوء على خطورة ترك الخطاب الإعلامي بلا ضوابط تحكمه وتحدد مساره من مختلف الجوانب، والخروج بتوصيات تسهم في الوقاية والعلاج لمشكلة الفكر المتطرف وآفة الإرهاب، والتمسك بمبادئ الإسلام، ونبذ خطاب الكراهية والتطرف والإرهاب، وتوصيل رسالة الإسلام للعالم أجمع.
وأوضح رئيس المؤتمر وعميد كلية الصحافة الدكتور ابراهيم ابو عرقوب، ان الخطاب التوعوي يعاني من الفوضى وتعدد المرجعيات والاجتهادات والمصادر، وعدم الالتزام بأخلاقيات الخطاب الفعال ومعايير حرية التعبير عن الرؤى الإعلامية والشرعية والقانونية، مبينا أن الهدف المنشود من المؤتمر تسليط الضوء على القضية من مختلف جوانبها، والخروج بتوصيات تدعو الى تجديد الخطاب الإسلامي ليكون خطاباً راشداً يحمل رسالة الإسلام السمحة الى العالم كافة.
من جهته أوضح العلامة الدكتور زغلول النجار المتحدث باسم المشاركين في المؤتمر، ان الاعلام اليوم فقد رسالته الحقيقية لفقده الضوابط الشرعية بالرغم من كثرة القوانين والتشريعات والضوابط المهنية التي وضعت لذلك، مبينا ان الخطاب الاعلامي التوعوي المعاصر يركز على المكاسب المادية العاجلة ويتجاهل أمانه الكلمة وأدب الخطاب.
وأشار الى ان الاعلام اصبح يعاني من تضارب الآراء وتباينها، فيما أطلق العالم الغربي الاعلام بدعوى الحرية من منطلقات مادية بحتة من غير ضوابط دينية او اخلاقية، وانبهارا بنجاح الغربيين انتقل الخلل في السلوك للعديد من وسائل الإعلام، لافتاً الى الفوضى التي تسود الاعلام اليوم نتيجة الحرية غير المنضبطة للضوابط التشريعية.
ويتضمن المؤتمر الذي يعقد على مدار يومين والذي تنظمه كليات الشريعة والحقوق والصحافة والاعلام، محور الخطاب الاسلامي، والمحور القانوني للخطاب الاعلامي، والمحور الاعلامي العربي والغربي.، ويترأس جلساته مفتى عام المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونه، ورئيس هيئة الاعلام المرئي والمسموع الدكتور أمجد القاضي.