المسلمون والعرب ما هم فاعلون ؟
![المسلمون والعرب ما هم فاعلون ؟ المسلمون والعرب ما هم فاعلون ؟](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/37928.jpg)
منذ عودة جورج ميتشل الى المنطقة مجددا للتباحث مع حكومة نتنياهو ألأسرائيلية اليمينية المتطرفة من جهة ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من اجراء مفاوضات غير مباشرة بين الصهاينة والفلسطينيين حسب رؤية واشنطن قد تستمر لأربعة اشهر تنتهي بأجراء مفاوضات مباشرة لحل قضية الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي ، ولكن جولة ميتشل توقفت قبل ان تبدأ بسبب اعلان حكومة نتنياهو عن مخطط لبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في القدس الشرقية 0 كشف النقاب عن هذا المخطط الاستيطاني الخطير اثناء الزيارة الأولى لمسؤول امريكي رفيع المستوى للكيان الصهيوني الاحتلالي في فلسطين المحتلة جوزف بايدن نائب الرئيس أوباما الذي زار الأردن والتقى جلالة الملك عبدالله الثاني واعرب عقب اللقاء من عمان استيائه من اعلان اسرائيل عن مخططاتها الاستيطانية في القدس الشرقية والأراضي الفلسطينية المحتلة وبسبب التصعيد الاسرائيلي في القدس والتصدي للفلسطينيين العزل ومنعهم بالقوة من الدخول الى المسجد ألأقصى لأداء الصلاة واطلق النار على ابناء القدس الذين احتجوا على التحركات الاسرائيلية الساعية الى تغيير معالم القدس وتهويدها بالكامل 0
منذ اسبوعين تقريبا وعلى اثر فشل مهمة المبعوث الأمريكي المكلف من قبل الرئيس الأمريكي بالعمل مع الفلسطينيين والاسرائيلين للتوصل الى ايجاد السبل الكفيلة بحلحلة الأوضاع المتأزمة في المنطقة العربية وفشل بايدن باقناع نتنياهو بوقف او تجميد الاستيطان في القدس الشرقية ظهرت على السطح اشارات تشير الى حدوث ازمة بين الادارة الأمريكية وحكومة نتنياهو بسبب تعنت الأخير وعدم تجاوبه مع المقترحات الأمريكية في تجميد الاستيطان ولو لفترة محددة مما ادى الى تفاقم النزاع بين إسرائيل والولايات المتحدة حول المستوطنات في القدس الشرقية تعدت حدود القوة الأميركية للضغط على القادة الإسرائيليين لاتخاذ قرارات يعتبرونها لا يمكن الدفاع عنها من الناحية السياسية ، بيد أن هذا النزاع يظهر أيضا أن العلاقة بين الحليفين آخذة في التغير ، بشكل مقلق لأنصار إسرائيل ، وخاصة ان .الرئيس باراك أوباما ومساعدوه ينظرون إلى تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ، وليس فقط العلاقة مع إسرائيل، باعتبارها تصب في مصلحة الامن القومي الاميركي ، وهذا ما عبر عنه الجنرال ديفيد بتريوس، رئيس القيادة المركزية العسكرية ، بشكل صارخ في شهادته الأخيرة في الكابيتول هيل ، حيث قال: "إن الصراع يذكي المشاعر المعادية لاميركا بسبب تصور ان الولايات المتحدة تحابي إسرائيل. " ولقد أثارت تعليقاته الدهشة في واشنطن الرسمية ـ والخارج ـ لأنها تشي بأن المسؤولين العسكريين الاميركيين يتبنون فكرة أن الفشل في حل الصراع قد بدأ يعرض حياة الاميركيين للخطر.
ظهر هذا الخلاف جليا عندما رفض نتنياهو صراحة مطالب الولايات المتحدة لوقف بناء المستوطنات في الجزء المتنازع عليه في القدس ، وعلى الرغم من ذلك فقد قوبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصفيق حار في لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (ايباك) كما استقبل استقبال الابطال عندما زار الكابيتول هيل.
ولكن الادارة الاميركية التزمت الصمت بشكل لافت للنظر في استقبالها له ، فلم يدع صحفيون ، أو حتى مصورون عند لقاء نتنياهو مع وزير الخارجية هيلاري كلينتون ونائب الرئيس جو بايدن أو عندما التقى مع اوباما في اليوم التالي، ولم يكن هناك حفل كبير في روز جاردن ، ولم يصدر المتحدثون الرسميون سوى بيانات عديمة النكهة.
هذا البرود في العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل يشكل على ما يبدو تعميقا لعزلة إسرائيل الدبلوماسية ؛ وخاصة في ظل مشاعر الغضب التي نمت في أوروبا في أعقاب قيام إسرائيل بإساءة استخدام جوازات سفر أوروبية لقتل الناشط الفلسطيني محمود المبحوح في دبي ، بدولة الامارات العربية المتحدة.
وإذا كان أوباما ومساعدوه تعهدوا بشدة بتقديم الدعم لأمن إسرائيل ـ بما في ذلك التأكيد من جانب كلينتون عندما تحدثت أمام مؤتمر ايباك ـ لكنهم استمروا في انتقاد سياساتها الاستيطانية بعبارات قاسية. بل لوحظ إن كلينتون لم تسحب كلماتها اللاذعة بشأن هذه المسألة عندما تحدثت أمام المجموعة الموالية لإسرائيل ، محذرة ، سواء شاء الإسرائيليون أم أبوا ، من أن "الوضع الراهن " ليس مستداما. وقد لوحظ هذا التمييز من قبل الإدارة في الشرق الأوسط.
وهذا مادفع عددا من الاعلامين في امريكا والاتحاد الأوروبي والمنطقة العربية الىالتأكيد على "إن السياسات الإسرائيلية تجاوزت الإهانة الشخصية أو الإحراج للمسؤولين الاميركيين وتسبب للولايات المتحدة ألما حقيقيا يتجاوز المشهد العربي الإسرائيلي ، وهذا شيء جديد ، وبالتالي فإن الولايات المتحدة ترد بانتقادات قوية متكررة علنية بشكل غير معتاد لسياسات إسرائيل الاستيطانية وموقفها العام من مفاوضات السلام العام.: وفي ذلك كتب رامي خوري المحرر في صحيفة ديلي ستار البيروتية يقول " في الوقت نفسه والذي تؤكد فيه واشنطن التزامها الصارم بأمن إسرائيل الأساسي في حدود عام 1967 ، مما يوحي بأن الولايات المتحدة في نهاية المطاف توضح ان دعمها لإسرائيل لا يتضمن دعما غير مشروط لسياسات إسرائيل الاستيطانية. "
لقد سعت إدارة أوباما من البداية إلى إيجاد سبل كفيلة بحل قضية الصراع العربي الاسرائيلي عموما والاسرائيلي الفلسطيني خصوصا فقام أوباما بتعيين مبعوث خاص هو السناتور السابق جورج ميتشل ، في اليوم الثاني في منصبه. ولكن بعد ذلك حاولت الإدارة الضغط على إسرائيل لتجميد كافة الانشطة الاستيطانية وفشلت ، بل ان الولايات المتحدة فقدت مصداقيتها عندما تبنت كلينتون مقترحات نتنياهو للتسوية ، والتي كانت اقل من التوقعات الفلسطينية ،
وكان على الادارة الاميركية ان تعمل على اجراء محادثات غير مباشرة ، من خلال رحلات ميتشل المكوكية بين الجانبين ، وجاء الخلاف الأخير نكسة لهذا الجهد..
القادة العرب منذ فترة طويلة يرون ان اتفاق السلام لن يكون ممكنا الا اذا مارست الولايات المتحدة ضغوطا على إسرائيل ، لكن خبراء كثيرين يقولون إن مثل هذا الأمل هو في كثير من الأحيان في غير محله ؛ ففي حالة القدس الشرقية ، يؤكد نتنياهو انه لا يمكن لأي قدر من الضغوط الاميركية أن يقوده إلى فرض تجميد البناء ـ على الأقل حتى يصل الى اللحظات الاخيرة من محادثات السلام.
امام هذا الرد الاسرائيلي الذي لايعير الادارة الأمريكية وضغوطها المتزايدة أي اذان صاغية 0 ويضرب بمبادرة السلام العربية عرض الحائط ويصر على تغيير ملامح القدس العربية وتهويدها ومنع المسلمين من آداء عباداتهم الدينية في المسجد الأقصى المنوي هدمه واقامة ما يسمى بالهيكل المزعوم مكانه 0 ماهو الرد العربي الواجب على الأمتين العربية والاسلامية اتخاذه لمنع وقوع هذه الكارثة لابل كارثة الكوارث ؟