ابطال من كرتون صنعتهم بعض الصحف والشركات الوهميّة !!

تم نشره السبت 27 آذار / مارس 2010 09:55 صباحاً
  ابطال من كرتون صنعتهم بعض الصحف والشركات الوهميّة !!
عدنان الرّواشدة

قبل أن يصبحوا ( أبطالا ) كانوا يعيشون في الهامش، يطوفون الشّوارع بطولها وعرضها، ويتحرّكون يمينا وشمالا دون أن يكون بين أيديهم ومن خلفهم قرار أو خيار.

 بعضهم كان فاشلا في دراسته أو حتى في (ثقافته) العامّة، والبعض الآخر كان (يسوّق) نفسه للقيام بمهمات أكبر من حجمه، ومنهم من كان (يترزّق) من أعطيات المخدوعين.

 كانوا (لاشيء) ثمّ صاروا بين ليلة وضحاها (جبابرة) يسيطرون على عدد من (المحطات) التي وصلوا إليها من بعد دون عناء.. ! .

وبالرغم ممّا يقوله البعض أنّ (الحظوظ) تذهب أحيانا إلى غير أهلها، إلاّ أنّ هؤلاء (الأبطال) لم يحقّقوا مثل هذه الإنتصارات (العظيمة) بأنفسهم أو بفضل إرادتهم أو جهدهم أو (تميّزهم)، بل صنعتها وقدّمتها لهم على طبق من ذهب بعض الصّحف (المترنّحة) التي إنتشرت في الأردن بشكل غير (معهود) في مطلع عقد التسعينيّات من القرن الماضي بعد أن كانت تستثمرهم في بعض (الأدوار) التي تحتاج إلى قدرات عالية جدّا في فنّ التصفيق والتلفيق والتحليق، ولأنّهم يجيدون مثل هذه المهمّات والأدوار بإتقان فقد استطاعوا أن يقبضوا (الثّمن) الذي دفع بهم بسرعة إلى المقاعد الأماميّة فيما ظلّ ممّن ساهموا في صناعتهم يقبعون في المقاعد الخلفيّة كمتفرجين حتى الآن.

وليست تلك الصّحف (الطّارئة) وحدها هي التي صنعت وأنتجت مثل أولئك الأبطال ... بل ساهمت بعض الشركات الوهميّة التي (تبنّت) بعض الذين يجيدون لغة (التّسويق) وقلب (الطّواقي)، فجعلت منهم واجهات تستند إليها من الخلف، فيما تبقى الأهداف والغايات الحقيقيّة غير (واضحة) فيحقّق الطرف الأوّل (أرباحا) طائلة بينما يكتسب الطرف الآخر مزيدا من (الإمتيازات) التي تهيئ له (فرصا) ثمينة جدّا .

 

ولأنّ المظاهر في هذا الزّمن الصّعب تخفي أحيانا بعض معالم الوجوه وتطمس تشوّهات النفس فإنّ من السهل جدّا أن يفوز كلّ من هم في الواجهة دائما دون النّظر إلى تفاصيل حياتهم وقدراتهم، ولذا فإنّ كلّ الذين (أشعلت) في رؤوسهم تلك الصّحف المترنّحة أو الشركات الوهميّة أو حتى الصالات والصالونات والدّواوين المأهولة بأصحاب الحاجات والغايات الهوس والغرور والرّقص في العتّمة واللّعب على (الحبلين) ... جميعهم ينطلقون وينتشرون كالجراد (يقضمون) الأخضر واليابس  ويتبوأون (المقاعد) بمختلف أشكالها وألوانها وأحجامها .

منذ حوالي عقدين من الزّمن تقريبا (إستفرد) عدد من (الإستهوائيين) الذين يفتقرون للدراية والخبرة بإدارة بعض المؤسّسات والشّركات ومواقع مهمّة في الدّولة، فمنهم من أصبح مديرا لشركة كبرى، ومنهم من أصبح مديرا عامّا لمؤسّسة إعلاميّة أو صحفيّة، ومنهم من أصبح مستشارا من الدرجة الأولى في مؤسّسة حكوميّة عامّة... في حين (قفز) آخرون إلى (مناصب) لم يحلموا بها طيلة حياتهم، وتحوّلت بعد ذلك كل تلك المؤسّسات والمواقع إلى (مقابر) مفروشة يخيّم عليها الفشل والضّعف والفساد.

نخشى أن تبرز من جديد بعض الجهات أو الشركات التي تنتج (أبطالا) من كرتون  وتغرق حياتنا ومؤسّساتنا (برؤوس) غير صالحة للإستعمال وتجعل من بعض (الطّبالين) أساتذة أو خبراء في السّياسة والإقتصاد أو حتّى في علم الإجتماع والجغرافيا...

نخشى أن يتحوّل بعض الفاشلين إلى جالسين يديرون الرّحى بأهوائهم وأهوء غيرهم ,بينما نظلّ نخن وحدنا متفرجين!! .

 

adnan_rawashdh@yahoo.com



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات