كاتب إسرائيلي : حماس عدو اليوم يمكن أن تكون شريك الغد
المدينة نيوز -: نشر موقع "جوكو بوست" العبري الثلاثاء ، مقالا لصحفي إسرائيلي، تحت عنوان "عدو اليوم يمكن أن يكون شريك الغد" جاء فيه:
في عام 1997، وذلك قبل ثمانية عشر عامًا، حاولت خلية تابعة للموساد الإسرائيلي اغتيال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بالسم خلال إقامته في عمان، وتم اكتشاف محاولة الاغتيال بالفعل وفرّ أعضاء الخلية، وكانوا يختبئون في السفارة الإسرائيلية في عمان، وإطلاق سراحهم أصبح ممكنًا فقط بعد أن سمحت إسرائيل بإرسال الترياق الذي أنقذ مشعل من الموت، حيث استجابت للضغط الأردني وأفرجت عن الشيخ أحمد ياسين، والعديد من السجناء الفلسطينيين الآخرين.
في هذه الأيام؛ تم الكشف عن أن الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة تحت قيادة محمد ضيف خطط خلال عملية "الصخرة الصلبة" ( العصف المأكول ) لاختراق الجدار الاستيطاني من خلال الأنفاق في قطاع غزة لاستهداف السكان وخطف رهائن إسرائيليين ليقوموا بالمساومة، الذي منع تحقيق هذه العملية خالد مشعل الذي يخشى من العواقب السياسية.
أذكر هنا شيئين اثنين لهدف واضح: يجب على إسرائيل أن تتخذ الإجراءات وتحارب العناصر الإرهابية الفلسطينية بحزم وبلا هوادة، ولكن في نفس الوقت يجب علينا أن نراقب باستمرار شريك فلسطيني آخر جاد بالحوار والتوصل إلى اتفاق، حتى لو كان هذا الشريك في الماضي عدوا متطرفا.
بعد الاضطرابات الأخيرة في أعقاب فوز حماس في انتخابات مجلس الطلبة في جامعة بير زيت؛ أنا أفهم قلق عباس، فهو حريص بحق للحفاظ على السيطرة على منظمة التحرير الفلسطينية في الضفة الغربية، أنا لا أفهم القلق الإسرائيلي، فالجمهور الفلسطيني يختار قياداته، ونحن لا يمكن أن نتدخل في هذه العملية كي نؤثر على اختيارهم، على العكس من ذلك فالدعم الإسرائيلي مفتوح على جانب واحد، وقد يزيد في الواقع من الدعم والاختيار على الجانب المقابل؛ لكن الأهم من ذلك علينا أن نفهم الاختلافات في المواقف بين خالد مشعل ومحمد ضيف، مشعل الذي حاولنا اغتياله قرر أن المسئولية السياسية تحتم أن لا تختطف حماس إسرائيليين .
إسرائيل سوف تصل عاجلا أو آجلا إلى اتفاق مع النظام الفلسطيني، فهي ستتوصل إلى اتفاق مع القيادة الفلسطينية التي ستكون في ذلك الوقت القيادة التي من شأنها أن تكون مقبولة وأقوى، وستزداد فرصنا للوصول إلى التفاهم ، والاتفاق، في عام 1993 وقع اتفاق مع منظمة التحرير الفلسطينية وياسر عرفات الذي كان عدوًا ومحظور التحدث معه ومقابلته.
كما ذكر ليست لدينا التأثير والسيطرة، ونحن لا يمكن تحديد أي حركة يجب أن تقود الفلسطينيين، ممكن جدًا أن حماس تسيطر على العرب في الضفة الغربية، وليس هناك ما يمنع أن نتفاوض مع أعضاء هذه الحركة، ومع مشعل الذي حاولنا اغتياله والتوصل إلى اتفاق.