جامعيون: الاستقلال يعزز الشعور بالثبات الاردني وسط اقليم متغير

المدينة نيوز:- قال طلبة جامعيون ان "الاستقلال" وما يحمله من معان سامية يعني الحياة الكريمة للمواطنين بمختلف مكوناتهم، وإشاعة الأمن والاستقرار، وانه "الواقع" الذي يلمسه المواطن الاردني رغم المتغيرات التي تسببت بتغير ظروف منطقة الشرق الأوسط والعالم.
ويؤكد هؤلاء الطلبة الى ان ما تواجهه دول المنطقة، وتحديداً العربية منها، وما يتميز به الاردن خلافاً لهذه الدول، يعد معياراً حقيقياً لمفهوم الاستقلال وفلسفة الحكم الرشيد، التي جنّبت الوطن اثارة النعرات والتدخل الخارجي ، على السواء.
ويقولون، ان "نظرة سريعة لما يحدث في دولنا الشقيقة، تجعلنا ندرك ما هو استقلالنا، ومعانيه وأثره علينا كأردنيين، ومن معنا على هذه الأرض".
الطلاب في جامعة العلوم والتكنولوجيا وسيم البيطار وكرم داوود وصهيب الزريقات ومنير قديسات اجمعوا على "ان الاستقلال عادة ما ينظر اليه "في قدرة النظام السياسي على ترجمة سيادة الوطن في شؤونه الداخلية والخارجية وإدارة الشؤون العامة للمجتمع الى واقع (حياتي ملموس)، بالإضافة الى إرساء قواعد الديمقراطية وبناء المؤسسات وصولاً الى دولة مدنية او ما يسمى بدولة القانون" .
ويؤكدون ان دور الشباب ، يتطلب اكبر قدر من التفاعل مع متطلبات الدولة في شؤونها الذاتية وعلاقاتها الدولية، ومشاركتهم في تطوير مناحي العمل الوطني، وإطلاق طاقاتهم لبناء المؤسسات الإنتاجية وإطلاق المبادرات الخاصة بالعمل الوظيفي والبحث العلمي.
وأشار هؤلاء الطلبة الى ما قدمته الأجيال المتعاقبة في بناء الدولة الاردنية الحديثة، وما توفر لأجيال الحاضر من مقومات الحياة، دون إغفال الظروف الحالية التي تمر بها المملكة وما تحتاج اليه من جهود استثنائية للحفاظ على استقرارها ومقدراتها.
ويؤكد مثنى العدوان واحمد الهروط من جامعة مؤتة ان استقلال المملكة اتاح للأردنيين بناء المؤسسة العسكرية وتأهيل العاملين في هذا "السلاح" الذين اثبتوا كفاءتهم في الدفاع عن الوطن ومقدراته، وكانوا مصدر ثقة في التمثيل الدولي من خلال الاستعانة بهم في مجال التدريب وحفظ عملية السلام في كثير من دول العالم، الى جانب بناء المؤسسات المدنية في مختلف المجالات التي قدمت الاردن نموذجاً في إشاعة الامن والاستقرار والعيش الكريم بين دول المنطقة.
واشارا الى ما تقدمه المملكة من خدمات انسانية للمقيمين والنازحين العرب جراء الظروف السياسية والحروب التي تشهدها دول عربية، باعتباره دورا عروبيا وقوميا يؤكده الاردن والشعب الاردني تجاه الأشقاء.
واضافا، ان استقلال الاردن وسيادته مكنته من الدفاع عن القضية المركزية وهي القضية الفلسطينية سواء في الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في دعم قضيته على ارضه، او الدعم المقدم للنازحين والمهجرّين من قبل الاحتلال الإسرائيلي .
وأكد الهروط والعدوان ان الاستقلال الاردني استقلال حقيقي جعل الاردن صاحب سيادة كاملة على ارضه، دون تدخل في شؤونه او احتلال أي جزء من أراضيه، وبالتالي تخلص من جميع مظاهر الوصاية العسكرية او الفكرية، او الطائفية كما يحدث في بعض دول عربية وغير عربية.
وطالبا الحكومة ومنظمات ومؤسسات المجتمع المدني بتنفيذ برامج ومشروعات تنموية يطلق من خلالها الشباب على اختلاف مواقعهم وتخصصاتهم، طاقاتهم ومبادراتهم التي تعزز مقدرات الوطن، وإبعادهم عن مزالق الفراغ والمخاطر التي تهدد حياتهم والأمن المجتمعي.
ويرى الطالب في جامعة الاميرة سمية علي العكروش ان اولى مراحل استقلال الاردن كانت طرد القوات العثمانية عن شرق الاردن عام 1918 والتحرر من الاستعمار البريطاني.
ويقول، بالنسبة لنا كطلاب وشباب فإن الاستقلال الذي حققه الاردنيون الاوائل يحمّلنا مسؤولية كبيرة تجاه شعبنا ووطننا، ويوقظ فينا التحدي للحفاظ على الانجازات التي حققوها عبر التاريخ للبناء عليها من خلال الدفاع عن الوطن ضد قوى التطرف والارهاب، وترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الانسان واحترام الرأي والرأي الآخر، وترسيخ قواعد دولة القانون والمؤسسات واطلاق طاقات الشباب وابداعاتهم .
ويضيف ان الاستقلال بمعانيه يدعونا كشباب لبذل الجهود وزيادة العطاء للمساهمة في بناء مؤسسات قادرة على الدفاع عن سيادة الدولة وأمن الشعب وحريته، "فالاستقلال ليس شعارات ترفع بل عمل وانتماء حقيقي، وممارسة فردية وجماعية تصب في خدمة الوطن والحفاظ علي انجازاته في المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية خاصة في ظل ما يجري حول الاردن من قتل ودمار اصاب الدول العربية التي تحيط به".
ويرى رئيس المجلس الأعلى للشباب الدكتور سامي المجالي ان من ثمار الاستقلال ايجاد مشروعات ومؤسسات اتاحت لشباب الوطن إطلاق طاقاته ومشاركته في التنمية المجتمعية حيث تولت قيادات شبابية تلك المؤسسات ومثلت الوطن في المحافل الدولية للدفاع عن قضايا الأمة.
وقال ان مثل هذه المشاركات وهذا التمثيل يدلل على السيادة الوطنية والتحرر الفكري بعيداً عن الوصاية التي تعاني منها قطاعات شبابية في دول عديدة جراء تسلطات وضغوط خارجية خصوصاً الدول التي تواجه تهميشاً سواء من انظمتها او من دول في الخارج تقوم بدور المحتل والاستعمار بمفهوم جديد.
وأضاف، ان الشباب يحتل مساحات واسعة من اهتمامات جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث يحرص جلالته على توفير وتعزيز فرص الابداع والتميز للشباب الأردني، والاهتمام بمواكبة تمكين الشباب في مختلف المجالات، وفق متطلبات العصر الحديث، وبما يتفق مع إبداعاتهم وطموحاتهم، حيث شهِدت مختلف القطاعات الشبابية، حراكاً قوياً ومتسارعاً أثمر عن أدوار جديدة لهذه الشريحة ، حتى غدت تسهم بصورة واضحة في الحراك الوطني الشامل، والتنمية المستدامة.
كما انتقل الشباب منذ ذلك الوقت من مرحلة نمطية محدودة المعالم والفاعلية والإطار، الى مرحلة رسم الشباب أدوارها من خلال المبادرة والعطاء والمشاركة الفاعلة في صناعة القرار وصياغته شأنه شأن باقي فئات المجتمع، ونقرأ ذلك من حديث جلالة القائد في شتى المناسبات على محورية دورهم الوطني، وأهمية تفاعلهم مع المجتمع.
وقالت رئيسة مركز شابات الطفيلة رائدة العمايرة على هامش اقامة معرض الاستقلال للتراث والفنون، ان مفهوم الاستقلال يجب ترجمته الى نشاطات وطنية تخدم قطاعات الدولة بحيث تترك أثراً في التنمية المجتمعية وتعزز معاني الانتماء الوطني بعيداً عن الشعارات الفضفاضة، وتنمي روح العمل والقيادة لدى القطاع الشبابي.
من جهتها قالت رئيسة مركز شابات الحسا هدى الحجايا على هامش فعاليات المبادرة الشبابية "بادر انت قادر" التي نظمها المركز بمناسبة الاستقلال، انه اذا ما اردنا ان نعبر عن هذه المناسبة تعبيراً عفوياً وصادقاً فإنه يتطلب منا كقطاع شبابي ان نتقدم بعملنا هذا ومسؤولياتنا تجاه الوطن والمجتمع.
وترى الحجايا ان هذه المبادرة التي تدعو الى التبرع بالأعضاء البشرية للمحتاجين، تعزز مفهوم التكافل الاجتماعي وتنمي الجانب الانساني وتخفف على المحتاجين معاناتهم وتسهم في إدماجهم في المجتمع.
(بترا)