كان اردوغان عربيا اكثر من العرب ......
![كان اردوغان عربيا اكثر من العرب ...... كان اردوغان عربيا اكثر من العرب ......](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/38182.jpg)
ليس بمقدوري كمواطن عربي مؤمن بعدالة قضيته، إلا أن أكون واحداً من بين امة تعدادها عشرات المليارات من الأنفس البشرية، عربا ومسلمين وشرفاء من أديان أخر ى، إلا ان يقف بكل التقدير والإجلال، ويحني الرأس احتراماً لهذا الزعيم التركي المسلم، ورجل تركيا القوي، رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان .
اردوغان استطاع بكل القوة ان يجتاز كل العراقيل التي اعترضت نهجه السياسي المستنير والذي وازن بين ارث بلده والنهج الذي تقوم عليه تركيا الحديثة وقناعات هذا القائد السياسي الفذ الذي يتزعم حزب العدالة والتنمية التركي الذي يحكم تركيا اليوم لدولة عريقة في تاريخها وفي احترامها لإرادة مواطنيها، من خلال احترامها للديمقراطية، وتطبيقها بكل الشفافية في مؤسساتها.
فكان ان استطاع هذا الحزب صاحب القيم الإسلامية المعتدلة الطابع والمنهج في دولة يعلم الجميع انها دولة ذات نهج علماني وصبغة عسكرية، بحيث تحظى المؤسسة العسكرية التركية بثقل وقوة في الدولة التركية والتي يرأس وزارتها اليوم رجب طيب اردوغان منذ شهر اذار لعام 2003 بعد صراعات ايدولوجية فيما بين منهج حزب العدالة الذي يتزعمه اردوغان ورفيقه عبد الله غول والذي وازن بين الممنوع والمرغوب والمحال والممكن، فيما بين منهجين قد يتضادا لكنهما يلتقيان بالضرورة عند مصالح بلدهما .
اردوغان هذا الفحل القادم من رحم الفقر والمعاناة من أسرة فقيرة، وابن لفلاح تركي فقير من أصل جورجي ، ويفاخر بذلك اردوغان حيث يقول أنه كان يبيع البطيخ والسميط لكي يُعين والده في مصاريف دراسته الابتدائية والإعدادية حيث تخَرج من جامعة مرمره كلية الاقتصاد.
رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي كان دون منازع نجم القمة العربية المنعقدة والذي تلألأ اسمه في مدينة سرت الليبية حيث تعقد قمة العرب برئاسة قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي.
فكان هذا الزعيم التركي الذي يستحق كل التقدير والاحترام صاحب الكلمة الأقوى والعبارة الأوضح والأصدق، في قول ما يمتنع عن قوله كثير من العرب وهم أصحاب الحق، دون خوف على علاقات باتت مقززة مع كيان يضرب ُعرض الحائط بكل المواثيق والعهود والاتفاقات الدولية، وهو كيان لا يعترف لا بحقوق الآخرين ولا بأحقية غيره في الوجود.
فإذا ما كان العرب دائماً يتحججون ويعلقون عجزهم باحترام هذه الاتفاقات والقوانين الدولية، التي لا تطبق إلا على العرب والمسلمين! وإذا ما كانت الحجة هي رعاية مصالح ! .
فإن تركيا ، وهي الدولة غير العربية ، والتي لا يوجد لها ارض تحتلها اسرائيل، وفوق هذا فهناك علاقات تركية إسرائيلية، ولها ايضاً، أي تركيا، مصالح وكلها جاءت بعيد أن أقام أصحاب الحقوق من العرب علاقات مع هذا الكيان، حيث فتح العرب الباب لتركيا ولغيرها من الدول التي كانت ترفض هذا الكيان وترفض الاعتراف به، و في إقامة أي شكل من أشكال العلاقات مع إسرائيل، ومع كل هذا، فلم يجامل هذا الزعيم التركي رجب طيب اردوغان في قول كلمة الحق بل ومناصرة القضية الفلسطينية بكل القوة والوضوح وأكثر من هذا، فقد كال لإسرائيل ما تستحق من أوصاف تصل إلى حد الذم والشتم، لا يجرؤ على ذكرها كثير منا كعرب، حين وصف وأعلن ان تمسك إسرائيل بالقدس بشطريها كعاصمة لهذا الكيان الغاصب هو ضرب من الجنون، وبأن هذا لن يُلزم احد منا بقبوله أو إقراره، فوضع اردوجان تركيا بكل ثقلها في مواجهة السياسة الصهيونية فكان رداً واضحاً وقوياً لا يقل قوة عن موقف هذا الرجل والذي لن تمحوه الأيام من ذاكرتنا حين انسحب احتجاجاً من قاعة مؤتمر دولي على أكاذيب ممثل اسرائيل بشأن تبرير عدوانها وقتلها للمدنيين في غزه، في مؤتمر دافوس المنعقد في التاسع والعشرين من يناير عام 2009 ، ثم يعود ليضع النقاط على الحروف بكل قوه وبراعة سياسية ووضوح في الرؤى، فيما يتعلق بقضية هي مساس بعقيدتنا قبل ان تكون قضية احتلال وطن وأرض وتشريد شعب .
وها هي التهديدات الصهيونية للمسجد الأقصى والذي أصبح أمر هدمه ومسحه عن الوجود قاب قوسين او أدنى من هذا العدو الغاصب المتغطرس ، والذي ما زال كثير من دولنا يصرون متأملين واهمين ، من خلال إعطائه ومنحه الفرصة تلو الأخرى بما بات يسمى بالمبادرة العربية للسلام والتي ولدت ميتة ، وُضرب بهاُعرض الحائط من قبل اسرائيل ، ومعها تلك الدول الراعية لما يسمى بعملية السلام وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الداعم القوي لهذا الكيان والذي لا يوجد في قواميسه ومنذ ان انشئ غير لغة سفك الدماء والقتل، من اجل ان يبقى ويعيش على أشلاء الضحايا .
فشكراً لك يا سيدي هذا الموقف وقد أعدتم لنا اليوم مواقف الشرف التي وقفها السلطان عبد الحميد رحمة الله تجاه فلسطين وأرضها المقدسة ورفضه كل الإغراءات الدنيوية من اجل بيعها والتنازل عنها. (عصام البطوش- المدينة نيوز)