السر التركي في حادثة هليل

تم نشره الخميس 28 أيّار / مايو 2015 12:52 صباحاً
السر التركي في حادثة هليل
أسامة الرنتيسي

حتى لا يبقى ما حصل مع إمام الحضرة الهاشمية قاضي القضاة الدكتور احمد هليل، ووزير الاوقاف الدكتور هايل الداود، في حرم المسجد الاقصى، مادة للعلك والتنابز، على وسائل التواصل الاجتماعي، علينا ان نفهم السياقات السياسية المتقاطعة مع الحادث المدان والمرفوض، والذي يؤشر على غوغائية، بفعل دهاقنة وتجار السياسة.
اكثر ما يزعج الكيان الصهيوني هو الموقف الاردني الثابت من قضية المقدسات، والدور في حماية الاقصى من تدنيس الصهاينة وغلاة التطرف، الذي ترجم على ارض الواقع قبل اشهر عندما حسم الاشراف الهاشمي على الاقصى ما يتعرض له المصلون، وسمحت الضغوط الاردنية للمصلين من الوصول الى باحات وحرم المسجد الاقصى.
الاطماع في الاشراف على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، له عشاق ودوائر اخرى، يغيظها جدا ان تكون الولاية الدينية على المقدسات في القدس منوطة بجلالة الملك عبدالله الثاني، واكثر الطامحين في ذلك تركيا اولا كدور ديني، وقطر كدور سياسي.
من هنا لم ير اصدقاء تركيا وقطر في الفصائل والمنظمات والحركات الفلسطينية زيارة رئيس الشؤون الدينية التركية البروفيسور الدكتور محمد غورماز الى القدس الخميس قبل الماضي بانها زيارة تحت حراب الصهاينة بعد ان مر من مطار تل ابيب مباشرة، وادى صلاة الفجر في المسجد الأقصى بمدينة القدس الشريف، ولإحياء ليلة الإسراء والمعراج. لكنهم هتفوا ضد هليل والداود اللذين قدما الى الاقصى عن طريق السلطة الفلسطينية، والمعابر الرسمية، ولم يهبطا في مطار بن غوريون في تل ابيب.
زيارة الوزير التركي مرت بسلام وحفاوة اسرائيلية منقطعة النظير، ولم يهتف ضدها احد في القدس والاقصى، لكن الزيارة الاردنية، استغلت سياسيا، وكأن هليل والداود هما سبب بقاء حراب الصهاينة على رقاب المصلين في الاقصى.
من هنا فإن المتهمين بالفوضى التي وقعت في الاقصى كثيرون، وتجار قد يكون بعضهم يعملون لمصلحة تنظيم او فصيل فلسطيني، او يعملون بزنس ومقاولين لمصلحة دول اخرى.
ما حدث في واقع الامر سلوك غير منقطع عن السياقات التي تروج لها تركيا وقطر، وهي رسالة مزدوجة التوجيهات لأكثر من طرف في ظل المعادلات الجديدة التي تُصاغ عليها المنطقة والمقسمة بين تنازع الصلاحيات على أدوار دينية في العالم السنّي والعالم الشيعي، فلن تكتفي قطر وتركيا باقامة تحالفات مع عناوين وجهات اسلامية حتى تتقدمان أكثر في قيادة العالم السنّي، من دون شرعية دينية لها رمزيتها، وما أعلى شأنا من القدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية، حتى تتصدر المشهد.

(العرب اليوم 2015-05-28)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات