الإسلام حل أم عقبة أمنية

تم نشره الخميس 28 أيّار / مايو 2015 11:41 مساءً
الإسلام حل أم عقبة أمنية
اللواء زياد الهويدي

"مشكلتنا ليست مع الله, مشكلتنا مع الذين يعتبروا أنفسهم بعد الله"

لاشك ان مراقبة ومتابعة الخلايا الارهابية ومطاردة المتطرفين ضرورة امنية ملحة ، ولكن السؤال الى متى نعتمد على تلك الحلول ذات الامد القصير؟

فالمضطلع من خارج العالم الاسلامي يرى بان الفهم الاسلامي المعاصر في منطقة الشرق الاوسط بشكل خاص يهدد امن وسلامة المنطقة (وفقا للاحصائيات فحوالي 60% من الالمان واكثر من 50% من البريطانيين يرون بان الاسلام يدعو الى العنف واراقة الدماء وقس على ذلك في اليابان والصين)

اليس هذا الفهم الخاطيء للإسلام هو المسؤول الاول في ايجاد داعش والجماعات المتطرفة والتي تنسب نفسها إلى الإسلام فتقوم مثلاً بالعمليات الانتحارية وعمليات القتل والابادة الجماعية ومحاولة اثارة البلبلة والفتن وزعزعة الامن والاستقرار الداخلي للدول بشكل عام ودول منطقة الشرق الاوسط بشكل خاص اضافة الى تدمير الاثار "ويسعون في الارض فسادا" ؟ فما على الجاحد للتأكد سوى أن يرى تفجير بيوت الله والصحابة وعمليات الابادة الجماعية, تواقون لفكرة عبادة الاصنام كي يحققوا امانيهم وغرورهم بان يكونوا انبياء ليكفروا ويقثلوا كما بظنوا بوحي الهي.

وكم ممن يحملون هذا الفكر المنحرف عن الاسلام متواجدين بيننا وحتى في المساجد الاردنية للأسف، فاذكر ان احد ائمة المساجد في أحد ضواحي غرب عمان قضى خطبة كاملة يدعو بها المصلين لهدم مسجد اذا احتوى على قبر مسلم او هدم قبر اذا كان القبر باغيا. فلا تتعجب حين ترى يافع العمر يهدم بيت او مركز تجاري لانه يتبع هذا الفكر بقناعة حقيقية.

الا يتعلم أطفالنا وفلذات اكبادنا في المدارس والمساجد ان الجهاد (قتال الكفار) فرض كفاية؟ واجب على الجميع حتى تقوم به فئة على الوجه المطلوب, (دون توضيح بأن الجهاد يكون في حالات الحرب وتحت ظل قيادة منظمة رسمية تتبع للدولة لا بتشكيل جماعات مسلحة منفردة , يقتلون ويدمرون ويفجرون)

وبالتأكيد تعلمنا ان الحكم في ظل خلفاء المسلمين كان يوازي العدل الشبه المطلق وان دول الخلافة الاسلامية تمثل العصر الذهبي. فلم يخبرونا بان الخلافة الراشدية انتهت بمقتل سيدنا عثمان وغدا حكما ديكتاتوريا وفاشيا في بعض الاحيان يقوم على غزو الاخريين واستعمارهم. حتى في ظل الخلافة الراشدية قامت خلافات بين الصحابة وليس هناك في القران الكريم ما يحدد او حتى ينادي بالخلافة (وهذا قمة الحكمة بان يحدد الامر بمقتضى الظروف بناءا على المبدأ العام وهو الشورى). حجة التعتيم على تاريخنا هو ان لايفتن الناس في دينهم, فلاتتعجب بتقديس بعض الشباب الخلافة وبذبح الناس من اجلها فقد كذب عليهم بافلاطونيتها.

فلا بد من المراجعة واعادة النطر بجرأة وجدية في مضمون المناهج الاسلامية المقررة في المدارس والجامعات وكذلك في الخطاب الديني في المساجد وفي التجمعات بمختلف اطيافها. وفي اعادة تأهيل خطباء المساجد ومدرسي التربية الدينية بشكل منتظم ومراقبة ادائهم باحتراف ومهنية، فيجب ايجاد آلية رقابية وتفعيل هيئة متخصصة للمراقبة ومتابعة الشكاوي بخصوص ما تم ذكره وان يتم تثقيف المواطنين وخصوصا طلبة المدارس والجامعات بواجبهم بإبلاغ الجهة الرسمية (جهة الرقابة) فالخط الاحمر هو من يدعو الى قتل اوعنف او هدم يجب ان يحال الي السلطات القضائية.

والتحدي الاكبر هم دعاة الجماعات المتطرفة وماينالوه من دعم مادي. يجب التصدي لهم باعلاء قدر العلماء المسلميين حفظهم الله وذلك بمختلف القنوات الاعلامية.

وكذلك فتح قنوات التعبير الديني للشباب كالجهاد في سبيل الله من خلال تشجيعهم بالالتحاق بصفوف القوات المسلحة الاردنية الباسلة والأجهزة الأمينة المختلفة وتوضيح مصطلح الجهاد بأنه مصطلح يعني البناء لا الهدم فهو مثلا من خلال طلب العلم أو العمل للوطن والتطوعي خالصاً لوجه الله تعالى من خلال مساعدة الفقراء والايتام وكبار السن واللاجئيين وبناء منازل لهم بدلا من هدم اوطان.

لعل استشهاد البطل معاذ الكساسبة ايقظ بعض الذين تم خداعهم فكريا من قبل الجماعات المتطرفة الاسلامية وكشف زيف تلك الجماعات لهم واعادهم الى المسار الصحيح المتمثل برسالة الاسلام السمحاء، فنعم للاسلام الذي جاء به الحبيب المصطفى اسلام الحق والبناء والسلام والانسانية والعمل الصالح والعلم الشريك والحلقة الرئيسية في البرنامج الامني الشامل.

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات