نظام ..أو (system )

(السيستم )هو لفظ  لكلمة (system) باللغة الإنجليزية وتعني (نظام) في لغتنا العربية، لكن ألـ (system) أو (النظام) الذي أقصده هنا ليس  الذي نعنيه دائما.

 عندما نتحدث في  السياسة او الإدارة  أو في أي مجال آخر من مجالات الحياة التي نعيشها  بل هو  الذي تجبر  قهرا على سماع  موجاته الصوتية الضخمة  المنطلقة من سيارة قد تكون على الأغلب من نوع   بي أم زعرة) أو سيارة بنوع  شبابي (سبور)  عندما تكون في الشارع أو في الأسواق أو للأسف  بالقرب من مدارس البنات ستدرك أن هذا (system) هو لعنة باتت مسلطة على أسماعنا وكأنه بات محفزا لإستنهاض القوة والفتوة لبعض شبابنا  ليستعرض مهاراته في القيادة وفن (التحفيط) و (التخميس) ليظهروا الإبداع في التحكم بحركة السيارة بطرق بهلوانية رائعة علها تنال رضى  (ليلى) أو (سحر) بنظرات الإعجاب والرضى، أو ليسمع (الحارة) بأكملها بأن الشاب (الفايع) قد أتى.

  والأسوأ من ذلك كله عندما يصدح هذا الـ (system) بأغان وكلمات تخدش الحياء العام وبعيدة كل البعد عن الذوق والأخلاق الحميدة فلا تملك في حينها الا ان تضع أصابع يديك  العشرة في آذان  كل أفراد أسرتك  لتكبح من جماح  وصولها وسماعها ....!

في ظل هذا الإنحراف السلوكي نتساءل ، أين الآباء عن ذلك ؟ وهل شغلتنا هذه الدنيا اللعينة لهذه الدرجة عن مراقبة وتقويم سلوك فلدات أكبادنا؟ أم أن البعض يعتبرها فترة مراهقة لا ينبغي علينا فيها  التقييد على هواياتهم  وعلى مبدأ (خلي الناس تنبسط)...!

فلما لا نعلمهم أو نربيهم على أن حريتهم الشخصية تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين....؟ وأن الحرية لا تعني في جميع الأحوال إلحاق الأذى والإزعاج  للآخرين .

للأسف أن مفهوم السعادة أو (الإنبساط) للبعض في هذه الأيام  بات غير معني بمريض نائم في مستشفى أو عابد خاشع في مسجد أو عائلة تخرج  لتنال قليلا من الهواء العليل  في طرقات المدينة  الجميلة والفسيحة لتكون السعادة لهؤلاء بمثابة  تعاسة أو  فسحة من الهدوء من الصعب  الحصول عليها  وحلم بعيد المنال ..وكأن الحل بالنسبة إليهم هو الفر  او  الكر  للجبال .

فإلى عاشقي الـ (system) وخاصة من يتبجح بحب الأغاني الوطنية من خلاله  بصوته المرتفع والمجلجل نقول "اتقوا الله فينا"  فليس بالضرورة أن تجعلها "تبرق وترعد" في أسماعنا  بشكل مؤذ، فانت بذلك تسيء للوطن الذي تغني إليه وتخدش النظام العام، ففكر بذلك  مليا قبل أن تشغل (system) او النظام.