إبدأوا بالحيتان... فتستسلم الفئران!!

تم نشره الأربعاء 31st آذار / مارس 2010 10:29 صباحاً
إبدأوا بالحيتان... فتستسلم الفئران!!
عدنان الرّواشدة

منذ شهور أو ربما منذ سنوات (أغرقنا) أنفسنا في الحديث كثيرا عن الفساد والمفسدين وعن اولئك الذين (نهبوا) الوطن واخترقوا خيراته وحرماته..

كنّا (نفجّر) أقلامنا حول بعض المسؤولين بمختلف أحجامهم ودرجاتهم وطبقاتهم ممّن نهبوا أو ارتشوا أو تهاونوا أو تجاوزوا كلّ الخطوط والحرمات... كان بعضهم (يسقط) كأوراق الخريف فيما كان الكثيرون منهم (يغرسون) أقدامهم في الأرض كالأوتاد .. ورغم كلّ ذلك فإنّ جميع هؤلاء الفاسدين كبارهم وصغارهم لا يشكّلون إلاّ جزءا بسيطا من (الخطر) الذي يشكّله من هم أكثر منهم (إحترافا) وأكبر منهم حجما و(سطوة).

اولئك الّذين (يفردون) أيديهم بطولها وتشعّباتها فوق كلّ شيء، يتحكّمون في أسواقنا وأرزاقنا وحتّى أعناقنا أحيانا، لا يهمّهم كل الأردنيّين حتّى لو ماتوا جوعا أو قهرا أو حرقة... يعقدون ويبرمون (الصّفقات) مع كلّ شياطين الإنس والجنّ لإحتواء وإحتكار كل شيء... يفرّغون أسواقنا من خيراتنا، ويغرقونها بالسّموم و (القمامة)  ويمارسون (البلطجة) بكلّ صنوفها وأنواعها، حتّى عندما (يتظاهرون) أحيانا بأنّهم يحاولون (إنعاش) إقتصادنا الوطنيّ عن طريق (استحداث) وفتح أسواق خاصّة بهم في كلّ مكان وزمان.

قبل اسبوعين تقريبا ارتفعت أسعار معظم أصناف الخضار في أسواقنا المحليّة بشكل ملحوظ جدّا في الوقت الذي كان يشكو فيه معظم مزارعي الأغوار من فائض في الإنتاج وتدن في الأسعار، حتّى أنّ بعضهم كان (يهدّد) بالتوقّف عن قطف محاصيله من الخضار الّتي تعوّدنا أن تكون أسعارها (معتدلة) في بداية فصل الرّبيع من كلّ عام...

ترى ما الذي حدث، وأين (اختفى) فارق السّعر، وأين ذهب معظم الكمّيّات الكبيرة من الخضار والفاكهة التي كانت تخرج من المزارع في طريقها إلى الأسواق المركزيّة، ولماذا لا يترك للمواطن الأردنيّ إلاّ الأصناف التّالفة والرديئة من منتوجات وطنه؟ ويتمّ تفضيل الآخرين عليه ممّن يملؤون جيوب (الحيتان) بالعملات الصّعبة، وهل يجوز أن يتحكّم إثنان أو ثلاثة أو عشرة أوأكثر من (أباطرة) التجّار و(الشطّار) في أسواقنا و(سلال) خضارنا ويتعاقدوا مع تجّار ووسطاء أجانب لتفريغ الأسواق الأردنيّة من المنتوجات المحليّة وتصديرها إلى خارج البلاد؟ .

لم يعد السّكوت من ذهب أمام هؤلاء (المتسلّطين)، ولا يكفي أبدا أن يكون عقابهم بالإحتساب والإرتقاب فقط ، ولم يعد ينفع أن نظلّ ننتظر رحمتهم حتّى (يشفقون) علينا بأسوأ أصناف الغذاء التي لا تكون صالحة للإستهلاك البشريّ في معظم الأحيان ...

فقد أطعمونا لحما فاسدا و(نتنا)، وأرغمونا أن نأكل من قمامة الخضار، وابتلعنا من جشعهم المرّ والعلقم، وأسقونا شرابا من حميم، وأرضعوا أطفالنا حليبا فاسدا، حتّى أنّهم (تطاولوا) على صحّة أبداننا فاستبدلوا الدّاء بالدّواء، وأفرغوا كل ما في جيوبنا ليكبر طمعهم وتنمو أرصدتهم و( ينتفش ) ريشهم.

إذا كانت الحكومة جادّة في القضاء على كلّ جيوب الفساد حيثما ظهرت أو توارت، فعليها أن تبدأ بالحيتان أولا، حينها ستستسلم (الفئران) بسهولة وبدون مواجهة أو عناء. (عدنان الرواشدة- المدينة نيوز)

adnan_rawashdh@yahoo.com



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات