حماية الأوطان لا تأتي فقط من حراسة الحدود
- أعود لطرح قضية تطرقت لها سابقاً وهي 'الشواذ'، إنطلاقاً من يقيني أن حماية الأوطان لا تأتي فقط من حراسة الحدود ومحاربة التنظيمات الإرهابية ومكافحة الفساد، فسقوط الإمبراطوريات والدول يأتي من الداخل، من حيث إنحطاط القيم والموروث الديني والحضاري...حماية الأوطان يا سادة وأصحاب المعالي الساعين لحماية الشواذ وزجهم في مستنقع الرذيلة أكثر وأكثر، تأتي من خلال منظومة مجتمعية قيمية لا أعتقد أنها قد وصلتكم.. أكتب من خلال تجربة شخصية، وحاولت منع نفسي من زج الموقف الشخصي بقضية عامة، إلا أن الخاص يقع في صلب العموم في بعض الأحيان وأبدأ منذ البداية... في العام 2010 سافرت إلى بريطانيا وإقامتي كانت في مدينة 'برايتون' هذه المدينة الهادئة الجميلة، تعتبر مركز تجمع الشاذين من جميع أنحاء العالم... وفي بداية شهر 8 من كل عام تقام الاحتفالات والسهرات لهم في برايتون ضمن حديقة عامة يتم اختيارها ويتم وضع المنصات والمسارح وكل ما يلزم لإقامة احتفال سنوي. من سوء حظي بل ومن نحسي أنني كنت هناك وسكني قريب من الحديقة العامة لاحتفالهم، ومن سوء حظهم أنني شاهد عيان... سكارى عراة يترنحون في الشوارع وعلى الأرصفة... يغنون ويضحكون ويبكون وكأن المشاعر اختلطت حتى قطعت أوصالهم وأفئدتهم... يمشون كالبهائم عراة نساء وفتيات ملتصقات ببعضهن... رجال بالملابس الداخلية تشمئز من مدابعتهم لبعضهم... شوارع باتت قذرة وكأنك في مكب نفايات... روائح تقلب الأنفاس وأمعائك ستقفز من شدة الإعياء... دون وعي سألت إبني: شو هااااااااااظ يمة! قال: هذه حقوق الإنسان يا يمه... أقول لمن يرفع شعار حقوق الإنسان لتلك الحثالة: قبل أن تبحثوا عن حقوق هؤلاء امنحوا المواطن حقه بحياة كريمة ورفاه اجتماعي، خفضوا تنكة البنزين، نسبة الفقر والبطالة ما دوركم فيها، حاسبوا حرامية الشعب إلي 'ماكلين الأخضر واليابس' ويقيموا الاحتفالات لأبنائهم من دم أبناءنا، أين حق الطفل بمدرسة نموذجية باردة صيفاً ودافئة شتاءاً عظامهم أصبحت مكاحل من الشبابيك المكسرة، خفضوا أقساط الجامعات وأشعروا مع المواطن 'لمشحر'... يا ريت معاليكم تنزلوا للبوادي والمخيمات والمحافظات وتعطوا الأجير حقه والمواطن كرامته فهناك ما لا عين رأت ولا قلب يحتمل عوزهم وفقرهم...أعطونا حقنا لنساعدكم بإحقاق الحق لمن يستحقه... تذكروا تماماً أيها السادة...أن حدائق الحسين وحدائق في المملكة كافة... شوارعها وأرصفتها وأبورعد وأبو صقر وأبو مجحم حتى أبو ريري وأبو سوسو لن يسمحوا لكم بتلويث وتسميم ثقافتنا وأبناءنا وما زرعناه لسنين عددا...