الذكرى السابعة لوفاة المؤرخ سليمان الموسى
المدينة نيوز :- تصادف اليوم الذكرى السابعة لوفاة المؤرخ الأردني سليمان الموسى، الذي ترك تراثا فكريا وأدبيا كبيرة وقدم للمكتبة الوطنية والعربية الكثير من الكتب التي تناولت العديد من الأحداث التاريخية التي امتد أثرها لخارج حدود الوطن.
وتركزت معظم كتب المؤرخ الموسى على موضوعين رئيسيين هما: الثورة العربية الكبرى وتاريخ الأردن في القرن العشرين، ومنها كتاب لورنس والعرب الذي حظي باهتمام العديد من الكتاب والباحثين العرب والأجانب، كونه تصدى لمزاعم لورنس من منطلق قناعته بأن الثورة كانت عربية قادها الشريف الحسين بن علي وأنجاله وضحوا في سبيل مبادئها، وان لورنس كان مجرد ضابط ارتباط مع الانجليز، مستشهداً بما كتبه الصحفي اللبناني سمير عطالله في مقالته باللغة الإنجليزية عن الكتاب "إن الموسى سجل تاريخي فريد يمثل محاولة ممتازة لتصحيح العديد من الانطباعات المزيفة التي صاغها لورنس والكتاب الغربيين، أما الموسى فإنه يمثل فصلاً مهماً في ثقافة الأردن وأدبه".
وقدم المؤرخ الموسى العديد من الكتب التي ترجمت إلى ثلاث لغات "الانجليزية والفرنسية واليابانية "، عرض فيها وجهة النظر العربية لحقيقة الثورة العربية، وأصبح كتبه مرجعا معتمدا للثورة ورجالاتها وأحداثها لا يستطيع أي باحث غربي ان يناقش تاريخ المنطقة دون الرجوع الى مؤلفاته، ليصفه الباحث والمؤرخ البريطاني (يوجين روجان) بـ " الرائد لتاريخ الفترة".
ويعتبر كتاب " إمارة شرقي الأردن- نشأتها وتطورها في ربع قرن 1921-1946" الذي تحدث فيه عن الثورة العربية بأنها "كانت ثورة شعب عريق ذي ماض مجيد وإسهام بارز في الحضارة العالمية، ثورة شعب يطلب الحرية والوحدة والكرامة كي يأخذ مكانه الطبيعي بين أمم العالم.
واظهر الكتاب ان الثورة استحقت صفة "الكبرى" لأنها الثورة الوحيدة في تاريخ العرب الحديث التي قامت باسم العرب جميعا وباسم القومية العربية، وحارب في صفوفها مجاهدون من كافة أقطار العرب الآسيوية؛ الحجاز واليمن ونجد وسوريا والعراق وفلسطين ولبنان والأردن".
وتوج المؤرخ الراحل أعماله الفكرية بإصدار مجلدين عن "تاريخ الأردن في القرن العشرين"، صدر الجزء الأول (بالاشتراك مع منيب الماضي) عام 1958 وغطى فيه تاريخ الأردن حتى ذلك العام، وفي عام 1996 صدر الجزء الثاني (1958-1995)، الذي غطى تاريخ الأردن حتى عام 1996، ويعد هذان المجلدان "موسوعة تاريخية" كما وصفها معن أبو نوار.
وكان الموسى شعارا له "أنا أعمل فأنا موجود"، مؤكداً في الوقت ذاته بأنه أحب أسرته الأردنية بتفان الأب العطوف، وكرس له وقته وجهده لتوثيق إنجازات أبنائه الغر الميامين، لافتاً بأن والده حين توفي كان واثقاً أنه أدى رسالته على أكمل وجه.
يشار إلى أن سليمان الموسى من مواليد قرية الرفيد في محافظة إربد عام1919، وبدأ حياته العامة بالعمل في إذاعة عمان عام 1957 منتجا للبرامج الثقافية بعد تأسيسها في جبل الحسين، ثم انتقل الى دائرة المطبوعات والنشر ليشرف على مجلة رسالة الأردن، التي كانت تصدر عن تلك الدائرة، وأثناء عمله فيها ألّف مع منيب الماضي "مدير دائرة المطبوعات آنذاك" الجزء الأول من كتابه تاريخ الأردن في القرن العشرين الذي صدر عام 1959، ثم استقر في وزارة الثقافة وعمل رئيس تحرير لمجلة أفكار لمدة عام، وبقي في الوزارة حتى تقاعده العام 1984، بعد ذلك عين مستشاراً ثقافياً لأمين عمان الكبرى عبد الرؤوف الروابدة حتى العام 1988.
وبعد ان تقاعد تفرغ للكتابة وأصدر الجزء الثاني من تاريخ الأردن في القرن العشرين عام 1997 محققا بذلك تاريخ الأردن طيلة القرن العشرين.