تقرير| تعددت البطولات .. ونيمار هو البطل !
المدينة نيوز :-من الأجواء الساحرة لنهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، في العاصمة الألمانية برلين، إلى الطقس البارد في استاد "جيرمان بيكر" جنوب تشيلي، كان هناك عامل مشترك، هو تألق النجم البرازيلي نيمار.
ففي أول مباراة له ببطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا)، والتي فاز فيها المنتخب البرازيلي على بيرو 1-2 الأحد، في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثالثة، واصل نيمار عروضه الرائعة التي قدمها بقميص برشلونة الأسباني ليتوج معه مؤخرا بلقب دوري أبطال أوروبا.
كان نيمار قد سجل الهدف الثالث لبرشلونة في نهائي دوري الأبطال، الذي انتهى بالفوز 1-3 على يوفنتوس الإيطالي، في السادس من حزيران/يونيو الحالي، وقبل ساعات أعاد للمنتخب البرازيلي توازنه بعد تلقي شباكه هدفا في الدقيقة الثالثة أمام بيرو، وأحرز له هدف التعادل في الدقيقة الخامسة مستغلا تمريرة داني ألفيس.
وجاء هدف نيمار، حامل أمال البرازيليين في كوبا أمريكا، ليعيد الهدوء إلى زملائه بالمنتخب خاصة بعد رد فعل جماهير بيرو التي كانت متواجدة في الاستاد، حيث هتفوا "1-7 ، 1-7" في إشارة للهزيمة الساحقة التي منيت بها البرازيل أمام ألمانيا في الدور قبل النهائي لمونديال 2014 على أرضها.
ولا شك أن ذكرى تلك الهزيمة الكارثية في المونديال ستظل تلاحق الفريق البرازيلي لعدة أعوام، ولكن نيمار كان متواجدا في مباراة الاحد، وهو ما جعل الوضع مختلفا عما كان عليه في مباراة ألمانيا بالمونديال قبل نحو عام، وقد أهدى المدير الفني دونغا الفوز ال11 خلال 11 مباراة قاد فيها دونغا المنتخب منذ عودته لمنصب المدير الفني.
فقبل ثوان من إطلاق الحكم صافرة النهاية، أهدى نيمار تمريرة رائعة إلى زميله دوغلاس كوستا الذي استغلها وخطف منها هدف الفوز 1-2، ليكون أول انتصار للبرازيل في مباراة رسمية منذ هزيمة المونديال.
وقال نيمار: "هذا الفوز كان مهما للتغلب على القلق، الآن سنكون أكثر هدوءا".
وبعد كأس العالم 2014، منح دونجا شارة قيادة المنتخب البرازيلي إلى نيمار على حساب المدافع المخضرم تياغو سيلفا، وأثبت نيمار جدارته بثقة المدرب حيث كان قائدا فعليا للفريق في مباراة الاحد.
وكان أبرز ما قدمه نيمار في المباراة، تسجيل هدف التعادل والتمريرة التي سجل منها دوجلاس هدف الفوز كما سدد نيمار كرة كادت أن تسفر عن هدفه الثاني لكن العارضة تصدت لها.
ولكن نيمار تألق سواء في الأجواء الحارة أو الباردة، وأمام يوفنتوس وزبيرو، وإلى جانب ليونيل ميسي في برشلونة وكذلك دييغو تارديلي في المنتخب.
وسجل نيمار ثمانية أهداف خلال آخر سبع مباريات له مع المنتخب البرازيلي، بما في ذلك المباريات الودية، كما سجل 39 هدفا خلال 51 مباراة مع برشلونة في الموسم المنقضي.
وجاء هدف الاحد، ليرفع رصيده إلى 11 هدفا خلال آخر 14 مباراة مع المنتخب وبرشلونة.
وبات نيمار، الذي يتولى قيادة المنتخب وهو في الثالثة والعشرين من عمره، خامس أبرز هداف في تاريخ المنتخب البرازيلي برصيد 44 هدفا في 64 مباراة.
ويبدو أنه بحاجة للوقت فقط ليتجاوز رصيد ال77 هدفا المسجل باسم الأسطورة بيليه بعد أن يتخطى زيكو وروماريو ورونالدو.
وقال نيمار عقب تتويجه مع برشلونة بثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال في الموسم المنقضي: "أود مواصلة تحطيم الأرقام القياسية، وتسجيل الأهداف والتتويج بالألقاب".
ورغم أن دونغا دائما ما يؤكد على أهمية روح الفريق ويتفادى توجيه الثناء للاعبين بشكل فردي ،فإنه اعترف بأن نيمار مختلف عن اللاعبين الآخرين.
وكشف دونغا السبت: "فكرنا في اختيار لاعب مثله لارتداء شارة القيادة بسبب ما يتمتع به من حضور، ولما يمثله لكرة القدم وكذلك لشخصيته، إلى جانب ذلك فهو لاعب استثنائي." وفي ظل المخاوف التي أثيرت حول حالة الفريق، أسندت البرازيل مسؤولية المنتخب لمدرب معروف بالنظام والانضباط وكذلك نجم يشتهر بالحضور والموهبة.
وكان نيمار غائبا بسبب الإصابة عن المباراة التي خسرتها البرازيل أمام ألمانيا 7-1، لكنه لم يظهر أي قلق أو خوف في أعقاب تلك الهزيمة، وإنما يرى أنه ربما الضغط الهائل الذي وقع على المنتخب البرازيلي حامل أمال البلد العاشقة لكرة القدم، تسبب في تلك الكبوة.