طلبة الطب ينضمون حملة "اتخذ القرار في رمضان.. وامتنع عن التدخين"

المدينة نيوز :- نظم الإتحاد الدولي لجمعيات طلبة الطب-الأردن بالتعاون مع أطباء للإنسانية في كلية الطب في الجامعة الهاشمية يوما طبيا توعويا عن مضار التبغ والتدخين, حيث استهدفت الحملة طلبة الجامعة قبل بدء الشهر الفضيل لمحاولة إقناعهم بالإقلاع عن التدخين في حملة شاملة اشتملت على عدة محطات طبية وتوعوية، وتضمنت فحوصات طبية مجانية مثل قياس الضغط، ووظائف الرئة, وتوعية عن السرطان والأمراض التي يسببها التدخين باستخدام الصور والفيديوهات, وطرق ترك التدخين، والغذاء الصحي المتوازن.
واشتملت الحملة على محاضرة تفاعلية ألقاها الدكتور فراس هوراي رئيس قسم الصدرية والعناية الحثيثة ومكافحة السرطان في مركز الحسين للسرطان حيث دعا إلى إعلان حالة الطوارئ في الأردن نظراً لتزايد حالات الإدمان على التدخين والتبغ بأشكاله المختلفة سواء تدخين السجائر أو الأرجيلة بين الشرائح العمرية والمهنية والاجتماعية خاصة بين الأطفال من طلبة المدارس من الجنسين، وانتشاره بين مقدمي الرعاية الصحية من الأطباء والممرضين بنسبة تصل إلى (80%)، وتزايد حالات الإصابة بالأمراض السرطانية التي يسببها التدخين، حيث قال: إن هناك نحو (5000) حالة إصابة بالسرطان سنويا في الأردن الجزء الأكبر منها بسبب التدخين سببا مباشرا وليس مساعدا كما كان يعتقد في السابق خاصة سرطانات الكبد، والفم واللسان، والدم، والمثانة، والرئة، والتشوهات الخلقية مثل الشفة الأرنبية، ومرض السل وفشل علاجه، والسكري، والحمل خارج الرحم، والعُقم وغيرها من الأمراض. مؤكدا أن الوضع خطير جدا في الأردن خاصة تزايد حالات الوفيات الناتجة عن تدخين التبغ إضافة إلى تهديداته الصحية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية.
وأكد خلال المحاضرة أمام جمع من طلبة الجامعة والكلية أن انتشار التدخين في منطقة الشرق الأوسط من أعلى النسب في العالم، وكذلك استهلاك السجائر، مشيرا إلى أرقام عالمية تتحدث عن حوالي (21) تريليون دولار كلفة الآثار السلبية للتدخين خلال (15) عاما المقبلة إذا أستمر انتشار التدخين ضمن المستوى الحالي في هذه المنطقة. وأشار إلى الأضرار الكبيرة التي ستلحق بالأردن إذا لم يتم تفعيل القوانين التي تحضر التدخين في الأماكن العامة والمغلقة, مبيناً أن مدى إدمانية التبغ هي أكثر من إدمانية الكحول والحشيش في المرتبة الثالثة بعد الهرويين والكوكايين.
وحذر من أضرار التدخين على الأطفال خاصة في حال تعرضهم للتدخين السلبي وتأثيراته السلبية على نمو الأطراف، والدماغ خاصة منطقة الأمامية منه التي تعمل على إصدار أحكام الصواب والخطاء، كما يسهم التدخين في أمراض الأذن الوسطى لدى الأطفال، وأضاف أن الأطفال قد يعانون من الإدمان الشديد في حالة تعرضهم لبيئة تدخين شديد، داعيا إلى زيادة الوعي لدى الأهالي بمخاطر التدخين والإدمان عليه. وأضاف أن تأثير التدخين يمتد للأشياء والأدوات التي يستخدمها المدخن أو ما يسمى "التدخين من الدرجة الثالثة" وهي الأسطح الملامسة مباشرة للتدخين آو لجسم المدخن خاصة تراكمات مادة البولونيوم المشع التي تتراكم على الأسطح وقد يستنشقها الأطفال أثناء الحبو، مؤكدا أن التدخين مرض يحتاج إلى علاج، واستشارة ومشورة صحية للشفاء منه أو الإقلاع عنه.
واستعرضت الدكتورة لاريسا الور مؤّسِسَة جمعية "لا للتدخين"، نفوذ شركات التبغ وصرفها مليون دولار في الساعة على ترويج منتجاتها, خاصة لدى فئة الشباب والمراهقين الذين تنساق خطاهم بسهولة إلى دوامة الإدمان, وأكدت على الانتشار الكبير لمنتجات التبغ في المقاهي و(الكوفي شوبات) والمنازل مشيرة إلى أن هذه المنتجات وجدت قبولاً اجتماعياً لها بين أفراد الأسرة.
وتضمنت المحاضرة التفاعلية تشاركاً لتجارب المدخنين ومن نجح منهم بترك التدخين, منهم عدد من الطلاب الذين بينوا صعوبة الإقلاع عن التدخين وعدد المحاولات الكثيرة الفاشلة حتى نجحوا في النهاية.