هل الغاء العلامة الحدّية بطولة ؟

تم نشره الخميس 18 حزيران / يونيو 2015 11:04 مساءً
هل الغاء العلامة الحدّية بطولة ؟
د.ناصر نواصره

العلامة الحدية هي علامة الرحمة وهي معمول بها منذ عشرات السنين وهي سلطة تقديرية للوزير وبتنسيب من أمين عام وزارة التربية ومدير إدارة الامتحانات لرفع نسبة النجاح لمبحث ما، وعادة ما تكون الزيادة ما بين (1-3) علامات، وقد تم الغاء العلامة الحديّة بإلغاء المادة (24) من تعليمات رقم (7) لسنة 2011 تعليمات امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة، بقرار من معالي نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم بتاريخ 16\ 12\ 2013م.

والذي يتتبع نسب النجاح للأعوام الاخيرة يجد أنها متقاربة الى حدّ كبير في السنوات التي سبقت ولاية معالي وزير التربية والتعليم د.محمد ذنيبات، الا انها انحدرت وبشكل مفاجئ لتقلّ عن المعتاد ب (20 – 30%) فعندما كانت نسبة النجاح لشتوية وصيفية 2013 - ما قبل ولاية معاليه – 56% تقريبا، انحدرت بشكل مفاجئ بنسبة 20% تقريبا، فما السبب يا ترى؟

هل يمكن أن يتراجع أداء المعلمين والطلاب مرة واحدة وفي عام واحد وبشكل مفاجئ ؟ وهل يمكن أن تكون إجراءات ضبط الثانوية العامة هي السبب؟ رغم أن الاجراءات أثرت على نفسيات الطلاب وزادت من قلق الاختبار وكانت سببا في حرمان طلبة نسوا هوياتهم أو تأخروا لدقيقة أو دقيقتين الا أنه لا يمكن ان تكون نسبة التراجع كلها بسبب هذه الاجراءات.

إنها العلامة الحديّة التي طالما طالبنا بدراسة تجريها الوزارة لمعرفة كم نسبة الطلبة الذين تأثروا بنقص علامة (1-3) الى ثلاث علامات في مبحث أو أكثر، للمساهمة في تشخيص المشكلة والمسارعة الى حلها، ولمعرفة أثر إلغاء العلامة الحدية على نسب النجاح، ولما لم تقم الوزارة بهذه الدراسة - رغم إمكانية اجرائها وبوقت قصير - قام فريق من نقابة المعلمين بهذه الدراسة من خلال تتبع علامات الطلبة يدويا ومعرفة نسبة الطلبة الذين تأثروا بإلغاء العلامة الحدية، فكانت النسبة ما بين ( 20- 25% ) وربما تزيد على ذلك.

إذن هي العلامة الحديّة، فهل كان كافة وزراء التربية والتعليم السابقين مخطئين من أيام الامارة حتى جاء منقذ التعليم الاول فبدأ بتحطيم بيضة (القبّان)، وهنا نتساءل ما هي مبررات إلغاء العلامة الحديّة؟

سيقت مبررات عدة لإلغاء العلامة الحديّة، كمبدأ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، والناظر في هذه المبررات تدقيقا يجدها تجافي العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.

فهل كل مدارس المملكة تمتلك كافة التجهيزات من مختبرات وألواح ومكتبات وأجهزة حاسوب وبناء مدرسي وجد أصلا ليستخدم كمدرسة؟ وهل كافة مدارس المملكة اكتملت فيها التشكيلات (اداريين ومعلمين وكتبة ومستخدمين) وفي جميع التخصصات وليس فيها معلم على حساب التعليم الاضافي؟ وهل يساوى بين مدارس المناطق النائية ومدارس المدن من حيث المباني المستأجرة ونقص المعلمين في مختلف التخصصات واستخدام المعلمين على حساب التعليم الاضافي؟ من يتحدث عن تكافؤ الفرص والعدالة يجب ان يعمل على صيانة منظومة العدالة وتكافؤ الفرص لكل الطلاب في كل المدارس ثم ينطلق الى باقي المعايير.

إن إلغاء العلامة الحديّة جاء على حين غفلة من التربويين لم يدرك أبعادها الا بعد حين، وظن من ظن أن هذا إصلاح للتعليم، فينبغي على كل خبير تربوي عالم بالجوانب الفنية في التربية والتعليم أن يسلّم بأن العلامة الحديّة حق من حقوق الطلبة وهي تعالج مختلف أماكن الخلل والتقصير الى حدّ كبير، ومبررات وجودها كثيرة منها:

1- معالجة الاخطاء المتوقعة في أسئلة الاختبار وصياغتها وعدم مراعاتها للفروق الفردية واختلال صدق الاختبار وموضوعيته.

2- معالجة التشدد في التصحيح واخطاء التصحيح وتفاوت التقييم من مصحح الى آخر خاصة في الاجابات التي يكون العبرة فيها بالمعنى، ومواضيع التعبير في مهارات الاتصال واللغة الانجليزية وغيرها من المباحث.

3- معالجة التفاوت في بيئات التعلم وتفاوت الخدمات التعليمية وتفاوت الاداء بين معلم التعليم الاضافي والمعلم الرسمي ومدارس المناطق النائية وغير ذلك مما تقع مسؤولية توفيره على الوزارة وبشكل مباشر.

4- العلامة الحديّة تتفق مع نظرية الذكاءات المتعددة التي تعمل بها كافة النظم التربوية الحديثة، فالطالب الذكي في اللغويات واللسانيات مثلا لا يمكن أن يتوقف مستقبله على ضعف ذكائه في الارقام، وهل من المنطق أن يكون طالب نجح في الثانوية العامة وبمعدل 65% أفضل من طالب معدله 80% الا انه رسب في مادة الفيزياء بسبب نقص علامة واحدة!!!! ومثله المئات من الطلبة.

5- العلامة الحديّة لا تؤثر على معدلات الطلبة وإنما تؤثر على نسبة النجاح.

6- أين سيكون مصير الذين فاتتهم الفرص للنجاح لنقص علامة أو علامتين في مبحث أو مبحثين، وهل دخلوا في اهتمام الوزارة؟ أم أنهم ليسوا من رعاياها.

كثيرة هي توصيات الخبراء التربويين والوزراء والامناء العامين السابقين لوزارة التربية والتعليم التي تدعو الى إعادة العلامة الحدية كما كانت سابقا، فهل يجد نداؤهم آذانا صاغية؟.

وهل كان المطلوب أن تنخفض نسب النجاح بأي شكل من الاشكال؟ لإثبات تراجع التعليم، وهل إلغاء العلامة الحديّة إصلاح للتعليم؟



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات