لابد من اعادة ألإعتبار للمشروع الفلسطيني الموحد

تم نشره الثلاثاء 06 نيسان / أبريل 2010 12:05 مساءً
لابد من اعادة ألإعتبار للمشروع الفلسطيني الموحد
عبدالرحيم غنام

اصبح من الواضح تماما ودون اي لبس ان إسرائيل هي المستفيد الوحيد من الانقسام الفلسطيني الداخلي وتواصل وبكل الوسائل والأساليب من تسعيره وتعميقه ، وتستغله للاستيطان والتهويد واستهداف المقدسات وبناء الأحزمة والجدر العازلة في الضفة وغزة.
ومعروف ان موعد اختتام مؤتمرات القمم العربية كل عام تتزامن  مع ذكرى يوم الأرض وهذا العام  تزامن مع انتهاء أعمال القمة العربية في سرت بليبيا ، وليس هذا فحسب بل جاء إنعقاد القمة العربية في ظل اشرس هجمة إسرائيلية صهيونية إستيطانية في الاراضي الفلسطينية عامة وفي مدينة القدس خاصة ومع إعلان الصهاينة عن قرار تهويد القدس العربية ، وارتكاب العصابات الصهيونية ابشع الجرائم بحق ابناء قطاع غزة واستمرار تشديد الحصار المفروض عليه فالقمة العربية التي بدأت في سرت الليبية انتهت بالنسبة للقضية الفلسطينية على ما يبدو قبل ان تبدأ برصد مبلغ 500 مليون دولار دعماً لصمود أهلنا في القدس، مع العلم ان القاده العرب يعلمون جيدا ان مثل هذا المبلغ وأضعافه لايكفي حتى لدفع الغرامات التي تفرضها العصابات الصهيونية على المقدسيين تحت ذرائع وعناوين ما انزل الله بها من سلطان. والهدف يعرفه القادة العرب ويعرفه كل فلسطيني وكل عربي ومسلم وهو إجبار أهل القدس من مسلمين ومسيحيين على ألإنصياع للصهاينة ومغادرة القدس بعد قرارات من المحاكم الصورية ألإسرائيلية بهدم بيوتهم ومصادرة اراضيهم  وطردهم منها ليصبحوا مهدرين في وطنهم  .
أمام هذا القهر والعنجهية والصلف الذي تمارسه دولة ألإرهاب الإسرائيلي الصهيوني أمام انظار وأسماع العالم اجمع ومن دون ان تحسب حسابا للأعراف والقوانين الدولية لا بد  الدول العربية من اتباع  سياسة عربية إستراتيجية جديدة تكون أعمدتها برصد موازنة للقدس والأراضي المحتلة لحماية الأرض وصمود اهلنا في القدس وفي ألأراضي الفلسطينية المحتلة والمحاصره . تتجاوز مليارات الدولارات، وطرح موازنات عربية لتعزيز وتطوير القدرات الدفاعية والاقتصادية في أقطار الطوق العربية، وإعادة صياغة العلاقات العربية- الدولية على أساس موقف الكتل والدول العربية من الحق العربي، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية لإنهاء الاحتلال والاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس.
هذا على الصعيد العربي ،اما على الصعيد الفلسطيني فالمطلوب من السلطة الفلسطينية وقف المفاوضات في ظل تواصل الاستيطان في الضفة والقدس، واستناد المفاوضات الى قرارات الشرعية الدولية ووفق زمني محدد، والعمل على انهاء الخلافات الفلسطينية الداخلية التي لاتخدم سوى المصالح ألإسرائيلية ، وعلى الفلسطينيين جميعا ومعهم العرب الداعمين لهذا الفريق الفلسطيني او ذاك وقف تعميق وتمويل الانقسام الفلسطيني الداخلي وضرورة دعم جهود الحوار الوطني الشامل في القاهرة.
ما يقوم به اليهود  الصهاينة في فلسطين يثبت ان الصراع مع الاحتلال هو صراع على الأرض، وما يجري في الضفة الغربية والقدس وغزة دليل على ذلك، يصعب الفصل بين الماضي والحاضر". "وان الصراع هو صراع قانوني حقوقي مستمد من الشرعية الدولية، فإسرائيل تحمل مقولات بأن فلسطين هي أرض بلا شعب وشعب بلا أرض، بالرغم ان بعض الأسفار في التوراة تقر بوجود الفلسطينيين قبل وجود الإسرائيليين"فالتاريخ يقف بجانب حقوقنا ويدعمها، باعتبار أن فلسطين موجود أسمها عبر التاريخ،  وهذا يعني جميع المزاعم ألإسرائيلية الصهيونية في فلسطين تقوم على الوهم ويتم الإعلان عنها بهدف سرقة الأرض مستغلة الموقف العربي والإسلامي الضعيف والدعم الدولي لها".
ان أسباب إشعال ثورة يوم الأرض في 30/3/1976 والذي يعود الى وثيقة إسرائيلية مزعومة  للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية ومصادرة 21 ألف دونم من أراضي المواطنين، والتي سقط خلالها شهداء وجرحى فلسطينيين ضد قرارات المصادرة، والذي مثل انتفاضة للشعب الفلسطيني في كافة أرجاء الوطن والشتات والذي يدلل على وحدة الأرض والشعب تحت مظلة وطنية واحدة وهي منظمة التحرير الفلسطينية . والتي تعيد لنا الذاكرة ضرورة إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الموحد والجامع لكافة الفصائل والقوى الفلسطينية، والتي اكدت جميع فصائلها ومعهم جميع الفلسطينيين بلا إستثناء على ان السلام والمقاومة مكملتان لبعضهما البعض يجب المزج بينهما بإمكانياتنا الذاتية بعيداً عن المصالح والأجندات الخارجية، ولا يمكن انجاز المشروع الوطني الفلسطيني بالفصل بينهما.
ومن اجل انجاح هذا المشروع الوطني على وسائل الإعلام الفلسطينية  الى تبني خطاب إعلامي موحد، سواء فيما يتعلق بقضية الانقسام أو الأرض أو بغيرها من القضايا الفلسطينية المصيرية الأخرى، في ظل التحديات الجسام التي يواجهها الشعب الفلسطيني. وذلك بالعمل الجاد من اجل  وجود تنسيق قوي بين وسائل الإعلام من جهة والقيادة السياسية الفلسطينية من جهة أخرى، لما لذلك من أهمية في تعزيز الرواية الفلسطينية في مواجهة الماكينة الإعلامية الإسرائيلية القائمة على تضليل وقلب الحقائق والتلاعب بالمصطلحات.
وهنا أود ا لتأكيد على ان يوم الأرض اختبار لفصائل العمل الوطني والمؤسسات الرسمية والوطنية، ودعوتها للوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الذي لم يعد مقبولاً في ظل تواصل الاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري بالضفة الغربية، وتهويد القدس، واستمرار العدوان والحصار في غزة كما اسلفت في المقدمة .


 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات