مندوبا عن الملك الأمير عاصم بن نايف يرعى المجلس العلمي الثالث
المدينة نيوز :- رعى سمو الأمير عاصم بن نايف الجمعة، أعمال المجلس العلمي السابع والسبعين، والثالث لهذا العام، بعنوان " فلسفة الجهاد في الإسلام ".
ويأتي المجلس، الذي التأم في قاعة المؤتمرات الكبرى في المركزالثقافي الإسلامي بمسجد الشهيد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين طيب الله ثراه بحضور عدد من المسؤولين من مدنيين وعسكريين، ضمن المجالس العلمية الهاشمية، التي دأبت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية على عقدها في شهر رمضان المبارك، وبمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والدعاة المسلمين وأساتذة الشريعة الاسلامية من داخل المملكة وخارجها.
وشارك في أعمال المجلس، الذي أداره المدرس في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية الدكتور محمد الخطيب، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الأسبق فضيلة الشيخ عبد الرحيم العكور، والمدير المساعد المكلف بدار الحديث الحسنية في المملكة المغربية الشقيقة الأستاذ الدكتور عبد الحميد العشاق.
وتحدث العكور، في بداية أعمال المجلس بحضور وزير الأوقاف والشؤون المقدسات الإسلامية الدكتور هايل عبدالحفيظ داود، عن المفهوم الشامل للدين الإسلامي، الذي ينظم مختلف شؤون حياة الناس، بجوانبها الدينية والاقتصادية والاجتماعية والمعاملات، استناداً لكونه دين عقيدة وشريعة ويلزم المسلمين بتطبيق أحكامه وتبيلغها للآخرين، كما امر الله سبحانه وتعالى ودعا نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام.
وأضاف، في هذا السياق، أن الجزء الأكبر من دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام كانت باللسان والبيان، وهو نهج استمر حتى بعد اقامة الدولة الاسلامية، موضحا ان المصطفى عليه الصلاة والسلام لم يجاهد المنافقين في أي موقعة.
وفيما يتعلق بفلسفة الجهاد في الإسلام، والتي هي موضوع المجلس، قال العكور، ان الجهاد في الاسلام له حكمان؛ فرض عين وفرض كفاية، الذي إذا قام به البعض سقط عن الآخرين بشرط تحقق القوة التي تحقق النصر للمسلمين، لذلك لم يفرض الله على المسلمين الجهاد في مكة لانهم كانوا في حال لا يمكّنهم من الجهاد بالقوة.
وحول فرض العين، بيـّن العكور ان الجهاد يكون في حالات ثلاث: الأولى عند التقاء جيش المسلمين مع جيش العدو، وهنا يصبح الجهاد فرض عين على كل من هو موجود في ساحة المعركة، والحالة الثانية إذا حاصر العدو بلدا من بلاد المسلمين فيصبح الجهاد على أصحاب الجهة المحاصرة فرض عين، مستدلاً بقوله تعالى" قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة"، أما الحالة الثالثة من حالات الجهاد، فهي إذا دعا الإمام للجهاد، مشيراً، في هذا الصدد، أنه لا يجوز لأي جهة أن تتبنى الدعوة للجهاد بعيدا عن أمر الحاكم.
وأضاف الشيخ العكور أن العلماء قسّموا الجهاد الى أربعة مراتب، الأولى جهاد النفس، والثانية جهاد الشيطان،والثالثة جهاد الكلمة، والرابعة جهاد أصحاب الظلم.
وحول الأمر الباعث للجهاد، أشار العكور أنه يأتي لدفع الاعتداء، تصديقاً لقوله تعالى "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"، ولم يأتي لفرض الإسلام على المخالفين، حيث أن الإسلام قائم على قاعدة لا اكراه في الدين تحت أي حال من الأحوال.
وفي توضيح إضافي، بيـّن العكور ان المقصود بكلمة "ترهبون" الواردة في سورة الانفال، هو التحضير لمواجهة عدو محتمل والاستعداد، وليس المقصود شن الحرب على الاخرين. بدوره، تحدث الدكتور عبد الحميد العشاق حول المفهوم الشرعي لفلسفة الجهاد، موضحاً أن الجهاد لفظ قليل يحتوي معنى جليل لتحقيق غرض نافع، ومعنى الجهاد في سبيل الله هو المبالغة في اتعاب الانفس في سبيل الله، وهذا التعريف موجود في أقدم المصادر الإسلامية، وهو أصل جميع معاني الجهاد في الاسلام.
وأوضح الدكتور العشاق ان للفظ كلمة الجهاد معنيين: الأول تاريخي والثاني موضوعي، وان الجهاد لم يؤذن به الا بعد الهجرة الى المدينة، كما ان الجهاد موجود في ثلاث آيات محكمة الاولى "قاتلوا في سبيل الله"، و"أُذن للذين يقاتلون" و"وما لكم لا تقاتلون في سبيل لله والمستضعفين من الرجال والنساء".
واضاف ان الجهاد في الاصطلاح الفقهي، يفسر بأن كل من اتعب نفسه في ذات الله، فقد جاهد في سبيله، مبينا انه عند اطلاق كلمة الجهاد فانها تعني مجاهدة الكفار بالسيف، وان كل جهاد في سبيل الله قتال، وليس كل قتال جهاد، لما بين هذين المعنيين عموم وخصوص.
وبين الدكتور العشاق ان الفقهاء قسموا الجهاد الى نوعين: جهاد الدفع وجهاد الطلب.
وفي نهاية اختتام المجلس، سلّم مندوب جلالة الملك، درع وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية لعدد من الإئمة والوعاظ في الوزارة، حيث تم تكريم مدير أوقاف محافظة المفرق، ومدير اوقاف محافظة معان، ومديرة الشؤون النسائية في الوزارة، تقديرا لجهودهم في تعزيز ونجاح رسالة المسجد في المجتمع، وأسهاماتهم بتعميق مفهوم الوسطية والاعتدال بعيدا عن الغلو والتطرف.
يشار إلى ان وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية انتهجت هذا العام سنة حميدة بتكريم ثلة من أبناء الوطن اسبوعيا، في المجالس العلمية الهاشمية، تقديرا لجهود من تميزوا بعطائهم واسهموا في تنمية المجتمع ودفع عجلة تقدمه وازدهاره، عبر ما يقدمونه من مشاريع عريقة، وتبرع في مجالات الخير والبر والصدقة وبناء المساجد.
وحضر أعمال المجلس، الجمعة، رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة، وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، وإمام الحضرة الهاشمية سماحة قاضي القضاة الدكتور احمد هليل، وسماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة، وعدد من السادة الوزراء والأعيان والنواب والقضاة الشرعيين وكبار ضباط القوات المسلحة والأمن العام والدفاع المدني، وعدد من سفراء الدول العربية والاسلامية المعتمدين لدى المملكة، ومدعوين من مختلف القطاعات.
(بترا)
