إنتخابات السودان وسط مقاطعة ألأحزاب
![إنتخابات السودان وسط مقاطعة ألأحزاب إنتخابات السودان وسط مقاطعة ألأحزاب](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/39383.jpg)
بعد ان رفض الرئيس السوداني عمر حسن البشير وبإصرار تأجيل موعد ألإنتخابات المقرر عقدها في الحادي عشر من الشهر الجاري(غدا الأحد) أربعة اسابيع ورفض الحكومة السودانية تأجيل موعد ألإنتخابات. أصبح السودان على أبواب انتخابات يخوضها السودانيون يوم غد . هذه ألإنتخابات جاءت بعد اكثر من عشرين عاما عاشها السودان بلا إنتخابات ديمقراطية حيث جاء الرئيس السوداني الى الحكم بواسطة انقلاب عسكري. قاده عمر حسن البشير وتعاون في البداية مع حركات قبائلية وإسلامية ساعدته على قمع المعارضة القومية واليسارية.وكان هم الشيخ حسن الترابي رئيس «جبهة الميثاق الإسلامية» منصب على استكمال تطبيق الشريعة الذي باشره جعفر النميري العام 1983. هكذا أسّس البشير لتجدّد انفجار الحرب في الجنوب السوداني، لم يكتف البشير بالشراكة مع تنظيمه الإسلامي. فاستضاف أسامة بن لادن لفترة قبل أن يصدّره للخارج بعد ضربة جوية أميركية على مصنع للأدوية في جنوب الخرطوم عام 1989.
لم تدم الشراكة مع الإسلاميين. وفي عام 1999، انقلب البشير على الترابي وعزله من رئاسة مجلس النواب المنتخب وحلّ المجلس! اعتقل الترابي بعد أن وقع في المحظور: وقّع اتفاقاً مع «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، أبرز الحركات المسلحة في الجنوب.. العلاقة الملتبسة ذاتها تربط الترابي بالبشير، إذ انفرد الزعيم الإسلاموي في تأييد إجراء الانتخابات في موعدها، فيما قاطعتها كل قوى المعارضة. ولم يجد الترابي أي تعارض بين هذا الموقف وتصريحه في اليوم ذاته بأن السودان كفاه عقدان من «الدكتاتورية». وكان للبشير دور لا يستهان به في تأجيج الصراع هنا وهناك فقد عمل البشير من خلال محاولاته فرض الشريعة على جنوب السودان ذي ألأغلبية المسيحية ، وكما هو معروف فان الجنوب يتميز عن غيره من المناطق السودانية ألأخرى بالحيوية
في السودان «مسألة الجنوب»، اقلقت حكومة البشير كثيرا مما دفعه للعب دور لايستهان به في تأجيج الصراع العقائدي والطائفي الديني بين الأحزاب السودانية في الجنوب عامة وفي منطقة دار فور خاصة . البشير من خلال محاولات فرض الشريعة على الجنوب ذي الغالبية المسيحية والحيوية كما أسلفت ، وهكذا تفاقم الاستقطاب، وتغذت النزعات الانفصالية من ضعف القوى السياسية العابرة للمناطق والطوائف في حالة الحزب الشيوعي السوداني.
ولعب نفط «الجنوب» دوراً مهماً في جدل الوحدة والانفصال في السودان . كما أسهم في جنوب السودان في تحرك ألأحزاب السودانية في الجنوب من أجل ألإنفصال عن الشمال.
وهو الآن ليس عاملاً قليل الأهمية في التشجيع على النزعة الانفصالية الجنوبية بحجة القدرة على الاكتفاء الذاتي. هل يستطيع نفط الجنوب السوداني أن يكون عنصر توحيد، وتغليباً للمصلحة الاقتصادية على الرغبة في الانفراد بتطبيق الشريعة شمالاً وفي الانفصال جنوباً؟ علماً بأن نفط الجنوب يشكل 80% من العائدات النفطية الإجمالية للسودان؟
لجأ الحكم إلى إحياء القبائلية بعواقب وخيمة. في ولاية دارفور، استخدمت الخرطوم سلاح القبائلية لإضعاف نفوذ حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي، رئيس الوزراء الذي خلعه انقلاب البشير. أسهم ذلك في إطلاق صراع دموي مأساوي لا يزال يفتك بالإقليم بمبادرة ميليشيات الجنجويد المدعومة من السلطة، هي قصة حاكم يسعى على طريقته، بوسائل مختلفة في كثير من الأحيان، من أجل البقاء في السلطة.
الرئيس عمر البشير ومنذ العام 1989م يحرّض على «الغرب» وبالذات على الولايات المتحدة ألأمريكية وهو يعرف تماماً أن شرعيته مستمدة من ذاك «الغرب».
ها هو البشير يعلن أن «الغرب» يحاول تركيع السودان. فيما زعيمة هذا «الغرب» الإدارة الأميركية، هي الطرف الوحيد الذي هبّ لنجدته لعقد الانتخابات في موعدها، فيما يعلن مبعوثها الخاص ثقته بأنها سوف تكون حرة ونزيهة «قدر الإمكان». هذا في وقت أعلنت فيه كافة القوى المعارضة ـ باستثناء حزب الترابي ـ مقاطعتها الانتخابات بعد أن فشلت في تأجيلها لأربعة أسابيع للتحقيق في اتهامات التلاعب الموجهة للسلطة. وها هو مرشح الجنوب في الانتخابات الرئاسية ينسحب من المعركة معلناً أن الانتخابات «استعراض لشخص واحد هدفه حماية هذا الشخص من المحكمة الجنائية الدولية».
عام 2005، وقّع الرئيس عمر حسن البشير اتفاق سلام مع «الحركة الشعبية لتحرير جنوب السودان» تولى بموجبها زعيم الحركة جون قرنق منصب نائب رئيس الجمهورية وأعطيت المحافظات الجنوبية صلاحيات حكم ذاتي واسعة. ويجري الآن تحضير شروط الاستفتاء عام 2011 في ظل إعلان البشير أنه سوف يقبل بنتائجه ولو أدت إلى انفصال الجنوب. لم يحن الوقت بعد لجردة حساب حول احتمالات القبول بالفيدرالية الواسعة أو الانفصال، وتوزيع المسؤوليات بين المركز والجنوب.
امام هذا الذي يجري حاليا في السودان من إصرار أحزاب المعارضة كافة وعلى إختلافها مقاطعة الإنتخابات عامة ، وإعلان بعضها وأكبرها أنها لن تعترف بنتائجها على الرغم من وصول ممثلين دوليين الى السودان من أجل ان تكون ألإنتخابات السودانية إنتخابات ديمقراطية ونزيهة وشفافة، وأمام إعلان المفوضية العامة للإنتخابات السودانية عن الإستعداد التام لإجراء ألإنتخابات ، وكذلك إعلاان قوات الأمن السودانية نها إتخذت كل الإجراءات اللازمة لضبط ألأمن خلال ألإنتخابات وقي موعدها المحدد ترى وماذا بعد ؟