العنف الجامعي ... مسلسل مستمر

تم نشره الأحد 11 نيسان / أبريل 2010 12:34 مساءً
العنف الجامعي ... مسلسل مستمر
خـلـيـل فـائـق الـقـروم

من المعروف بان طلبة الجامعات عماد المجتمع، فهم ثروة لأي بلد ينشد التطور والرقي والتقدم، انهم بمعنى أدق صُناع المستقبل المشرق، وهم شلال متدفق من العطاء والطاقة والحيوية، ولهم القدرة على التغير والتجديد لامتلاكهم طاقات وامكانات علمية وبشرية.

وهنا على الطالب الجامعي ان يتذكر ان حياته الجامعية هي أخطر مراحل حياته، ففي هذهِ المرحلة العمرية يدرك الطالب مكوناته الشخصية وتنمو لديه الثقة بالنفس ودافعيته إلى تأكيد الهوية الشخصية في هذهِ المرحلة بصورة أكثر الحاحاً من المراحل السابقة, وهنا يظهر التماس المتزايد مع واقع الحياة والتفاعل في مجالاتها الاجتماعية والاقتصادية. وتعد  مرحلة الدراسة الجامعية للشباب هي مرحلة البناء والإنتاج والعطاء الاجتماعي لما يتملك فيها الإنسان من النشاط والحيوية والحماس والخصائص مما يجعله عضواً فعالاً للقيام بالواجبات المناطة له. لاسيما إذا ما عرفنا ان الطلبة العنصر الأساس في بناء المستقبل وحولهم تتمحور السياسات المستقبلية للدول والحكومات كافة. وعليه فعلى الطالب ان يزيد تفاعله مع الواقع الذي يعيشه وعليه ان يتفتح على طبيعة المحيط الذي يعيشه، فالكليات والمعاهد هي أماكن قد تبدو فيها مشاعر العنف واضحة بسبب ما تمتاز به البيئة الجامعية من بعض السلبيات التي قد تدفع البعض من الطلبة إلى ممارسات ومشاعر عنيفة، مثل عامل المنافسة مع الاقران فضلاً عن القيود التي يفرضها النظام التعليمي. ناهيك عن الطرق الأخرى للتعبير عن مكنونات مشاعر العنف فمضايقة الآخرين واستفزازهم والمزاح بقصد السخرية والتقليل من قيمة الآخر علاوة على النميمة والحسد و"الدس"، كلها أعمال تنم عن مشاعر العنف عند الطلبة.

لذا فان مشاعر العنف تشكل تهديداً خطيراً للأمن واستقرار الطالب وللبيئة الجامعية على اختلاف أدوارها الثقافية والعلمية لما لها من اضرار مادية ومعنوية على حياة الطالب. ويرى البعض ان مشاعر العنف قد تكون مقبولة في حالة الدفاع عن النفس أو عن حقوق الآخرين. في حين يعد البعض الآخر غير مقبول حينما تصبح مشكلة تتكرر صورها على فترات قريبة فيكون قد تعدى حدوده في الدفاع عن النفس وأصبح عمله هذا وبالاً مزعجاً للجو الجامعي، وبالتالي  ينمو لدى الطالب الشعور بالغلط ونبذ العادات والأساليب العنيفة.

المصيبه الكبيره بان العنف الجامعي لا يتقصر حدوده الجامعه فقط,  وانما يتعدى الامر الى خارج اسوار الجامعه  ينتج عنه  اثار سلبيه على المجتمع .
 
فلا بد على طلبة الجامعات الشريحة الأهم في المجتمع فتح  أبواب الثقافة والتنوير التأقلم مع ضغوط الحياة بما يتوائم وجمالية الحياة الجامعية وروعتها، وان يفتح سبل الاتصال والتخاطب مع الغير بما يتناغم بفتح آفاق جديدة لعلاقات إنسانية. فضلاً عن كبت الانفعالات والتحكم في السلوك ونبذ مشاعر العنف والعداء. لأن الجامعات مناجم للإبداع والطاقات.




مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات