أمة الوسط في قمة التطرف
في ظل تطرف فكري تعيشه اﻻمة اﻻسﻻمية ...نجد علي النقيض من ذلك تطرف في سوء اﻻخﻻق ...وكأننا لسنا باﻻمة الوسط تاهت معالمنا مابين اﻻرهاب والتطرف ...ومابين الخﻻعة والمجون وتوافه اﻻمور علي شاشات الفضائيات ،وأصبحت وكأنها بيوت للدعارة اﻻخﻻقية ،مليارات تنفق من أجل برامج ومسلسﻻت رمضانية في مجملها توصف بالتافهة ...هل عالجت قضية ،أو كانت تدعوا لﻻصﻻح أم انها اكملت مسيرة الهدم والتشويه...؟..وهنا تذكرت كلمات الدكتور مصطفي محمود....حين ذكر أن والدته كانت تقوم بإدارة وجه التلفاز للحائط في شهر رمضان ...وكان يعتبر ذلك في نفسه تطرفا من والدته ...حيث أنها تمنع عنه مشاهدة الفوازير والبرامج المسلية ....اﻻ انه تغيرت وجهة نظرة عندما علم ان في بعض دول الغرب تقريبا امريكا يتم وضع قفل علي المكان الخاص بالخمر ...يوم ميﻻد المسيح عليه السﻻم ...بﻻد الغرب والحرية تحترم يوم ميﻻد المسيح وﻻ تقدم فيه خمر ...إذن ليس من التطرف في شئ احترام المناسبات والمقدسات الدينية ...ونحن عندنا شهر رمضان في بﻻد اﻻسﻻم شهر العبادة أصبح شهر اﻻفساد اﻻخﻻقي والجسدي ..مابين اﻻفراط في المسلسﻻت الخليعة جسديا بالعري واخﻻقيا بكلمات أشبه بكلمات بنات الليل وشتائم وبرامج بﻻ اخﻻق...لنصبح في قمة الخجل عندما نطالع الشاشة في وجود اﻻسرة أو الضيوف ...تطرفنا في كل شئ ...ولم نترك ﻻمة الوسط سوي التشدق بكلمات دينية وفتاوي في أمور الفتوي فيها واضحة بل هي نوع من انواع اﻻثارة الجنسية علي برامج التوك شو ....واقعنا اليم ومرير ...وجوهرنا في حاجة الي العودة الي الله ،ولكن دون التشدق بالكلمات بل باﻻتزان في اﻻفعال ...ﻻ نريد من يصلح باﻻقوال وأفعاله تحزن ...ولكن نريد من يصلح وأفعاله تشهد عليه ...كلنا في حاجة الي مراجعة النفس ونعلم أن اﻻمة اﻻسﻻمية في وقت في حاجة فيه ليؤدي الجميع فيه دوره في الحفاظ علي الدين ووسطيته ...اﻻسره عليها دور والمدرسة واﻻعﻻم ان كان يدرك دوره والذي تحول الي عامل من عوامل اﻻستثمار في اخﻻق المجتمع من اجل المال ...واﻻعﻻنات، ونسبة المشاهدة ،حتي اذا كان ذلك سيتسبب في النخر في عظام وعقول اﻻمة، لتصبح أمة خاوية هشة سهل سحقها وتدميرها ..وهذا ليس من قبيل الصدفه بل معد سلفا ...ليتم تفريغ اﻻمه من جوهر اسﻻمها لتعيش امة خاوية إما متطرفه او متذندقة... ان اخطر الهدم ليس الذي بالصواريخ والمدافع ..بل الهدم الفكري ..ولكن هيهات لهؤﻻء أن ينتصروا ...ﻻن اﻻسﻻم وتعاليمه انتشر من اﻻرض شرقا وغربا وشماﻻ وجنوبا واصبح مايقرب من المليار و300 الف مسلم تحت راية واحدة راية ﻻ اله اﻻ الله هذا الحضور تعرض للحصار والغزو والتحدي بكل اﻻشكال اﻻ انه ظل اﻻسﻻم وبقي وما دونه انهزم وانكشف ..لقد سقطت الماركسية واختفت الشيوعية وبقي اﻻسﻻم اﻻسﻻم هو من جعل البقاء للغة العربية واﻻمة، هو من حمي العرب من قتل انفسهم بعد ان كانوا قبائل يقتل بعضهم البعض ،اﻻسﻻم هو من حافظ علي اللغة العربية وجعل لها كيان بين لغات العالم ..اﻻسﻻم حياة ..وليس تخلف ...اﻻسﻻم تعايش وليس استعﻻء واصولية ...اﻻسﻻم تسامح ...وليس غل وحقد...ايها البلها ﻻتسلبوا اﻻسﻻم من اتباعه... يااتباع الليبرالية... يامن تريدونها لنا شرعا ومنهاجا تريدوننا ﻻ نسأل عن حﻻل وﻻ حرام اﻻ ماتريدون انتم ، تريدون عزل اﻻمة اﻻسﻻمية عن دينها واخراجها من الساحة وابطال دورها واﻻدوات هذه المرة تكمن في السينما والمسرح والملهي بادواتهم الهابطه وتجارتهم الرخيصة ،وليس بادوارهم وفنهم النبيل ...السينما والمسرح والفن ليس للهدم بل للبناء واﻻخذ بيد الجميع واصﻻح ما بالمجتمع من عطب ودعوة للحياة وليس لﻻفساد...اﻻسﻻم منهاج حياة .