إنهيار أمريكا
ليس من الحكمة التقليل من خطور التوجه الأمريكي بتشريع قوانين تحمي المثليين وتوفر لهم بيئة آمنة ليمارسوا شذوذهم الذي يخالف الطبيعة البشرية، وصحيح إن دولا غربية سبقت واشنطن في مثل هذا التشريع وروجت له، وصار الزواج المثلي لايحتاج الى كثير عناء ليعلن، وماعلى الراغبين بالإرتباط من الرجال سوى التوجه الى مركز البلدية لعقد القران بحضور الأصدقاء والمحبين، فإن ذلك لايمثل خطورة هائلة بقدر الخطورة التي يسببها القرار الأمريكي، فأمريكا سيدة الغرب، ومتزعمة العالم الحر وهي القوة الإقتصادية الأكبر وصاحبة التاريخ الحافل بالحروب والإنتصارات والكوارث، وهي من يسير العالم كيف يشاء ولديها ترسانة نووية لاتملكها قوة أخرى منافسة كما إنها الأولى عسكريا، ولديها جيش يمكنه قهر أي بلد ينافس، أو يواجه المصالح الأمريكية في أي بقعة من الأرض، وهي صانعة السينما، ولديها قدرات ثقافية هائلة يمكن من خلالها الترويج لأي سلوك شاذا كان، أو مرتبطا بنزعة ثقافية، أو آيدولوجية.
لهذا فأمريكا تشكل الآن خطرا لايقل عن الخطر الذي تمثله إسرائيل على العالم من خلال نزعة تدمير الشعوب وبناها الثقافية والعقائدية والإقتصادية، وتحويلها الى ساحات للحرب والتصفيات والإبتذال ونشر الموبقات ليعيش العالم في فوضى عارمة تكون أمريكا وإسرائيل بمنأى عنها حيث تقتاتان على الدمار والموت والحاجة والفقر والضياع، وماعلى بقية دول الغرب إلا أن تسير في الركب الأمريكي، أو تضيع وبهذا فواشنطن ماضية بالعالم الى الهاوية السحيقة، وحين تشرع قانونا لزواج المثليين فإنها تعلن القبول به ما يدفع ملايين الشبان حول العالم ليكونوا مثليين وهو الأمر الذي سينتقل عاجلا، أو آجلا الى دول عربية ومسلمة، ولن يكون بمقدور الحكومات الوقوف بوجه الشاذين جنسيا، وليس مستبعدا أن يكون قادة سياسيين وزعامات هم من الشاذين جنسيا ففي أوربا يوجد مسؤولون كبار لديهم علاقات جنسية مع مثليين لايتورعون عنها ولايترددون في نشرها، ولايخجلون أن يعرف بها الناس ومعظم الفنانين الأمريكيين المشهورين لديهم علاقات مع رجال آخرين.
حين تصل بنا أمريكا الى هذه المرحلة من الشذوذ فإنها تعلن خراب العالم وإنهيار القيم الإنسانية، وهي بذلك أول إمبراطورية عظمى في التاريخ تعلن الإنهيار الكامل لمنظومة الأخلاق البشرية.
وليس مستغربا أن يأتي اليوم الذي تعجز فيه الدول العربية والإسلامية عن وقف مد المثليين، فتركيا التي يحكمها حزب إسلامي أضطرت الى إستخدام المياه المسيلة للدموع وخراطيم المياه والقمع المباشر حيث إنتشر المثليون ومن يؤيدهم في الشوارع مطالبين بحقوقهم، بينما يظهر ذلك في مصر ولبنان ودول أخرى وحتى في الخليج التي يمارس الشذوذ فيها بطريقة خفية غير معلنة.
أخيرا كان على الأمريكيين والغربيين عموما أن يدرسوا ظاهرة قوم لوط الشهيرة حيث كان الرجال يمارسون الشذوذ مع بعضهم ويأنفون عن النساء ماأدى الى رد فعل سماوي ماحق جعل مدينة سدوم العظيمة أثرا بعد عين، بل إن مياه البحر الميت وطبيعتها القاتلة لمظاهر الحياة نتاج العناصر التي شكلت مادة العذاب.