العلامة الحديّة ... مكابرة أم ماذا؟
في مقال سابق تبين لكل ذي بصيرة أن العلامة الحديّة حق للطالب، وهي تعمل على صيانة العدالة وتكافؤ الفرص وتردم الفجوة بين المدارس المخدومة وغير المخدومة، بالاضافة الى أن العلامة الحديّة تعالج أخطاء الاسئلة الوزارية وعدم التزامها بمعايير الاختبار الناجح في ظل عدم وجود لجان تقييم خاصة بالاسئلة ومحاسبة واضعيها عند تقصيرهم - الاخطاء واضحة للعيان في هذه الدورة وبشكل جلي في مادة الرياضيات المستوى الثالث للفرع العلمي ومادة اللغة الانجليزية المستوى الرابع لكافة الفروع وغيرها من المواد – كما جاءت العلامة الحديّة لردم الفجوة بين تقديرات المصححين، رغم وجود الاجابة النموذجية إلا أن بعض الاسئلة لها أكثر من إجابة، وبعضها يكون العبرة فيها بالمعنى، لكل ما سبق وغيره ظهرت أحقية الطلبة في العلامة الحديّة وهي لا تؤثر في معدلات الطلبة إنما تؤثر في نسب النجاح.
في هذه الاثناء يجري شيء عجيب لم نسمع به من قبل، حيث يتم استدعاء رؤساء لجان التصحيح ومساعديهم إلى مديرية الامتحانات لمراجعة الدفاتر التي نقصت علامة او علامتين عن النجاح، وهذا ما جرى لغالبية لجان التصحيح التي أنهت التصحيح حتى هذا التاريخ.
فهل هذا الاجراء صحيح يصب في مصلحة الطلبة؟ ام أنه التفاف على العلامة الحدية وبطريقة مشوّهة؟
قد يقول قائل للوهلة الاولى أن هذا في مصلحة الطلبة، إلا أن الواقع يخالف ذلك، حيث تأتي هذه اللجان وبعضها يراجع الدفاتر فيتم رفع بعض علامات لطلبة الى علامة النجاح ثم يُبحث عن أي مدخل لتعديل علامة الطالب، وبعضها الآخر يبقى على حاله بلا تعديل، هذا حال اللجنة الواحدة، أما لجان أخرى فقد قررت منذ اللحظة الاولى لاستدعائهم أن لا يتم تعديل أي علامة لأي طالب وكرسوا ثقتهم بزملائهم في التصحيح وأكدوا نفس العلامات.
في كل ما سبق من إجراء تفاوت واضح في معالجة نقص العلامة او العلامتين – العلامة الحدية أصلا لمعالجة التفاوت - وهو إجراء غير صحيح يوقع الظلم على عدد من الطلبة ولا يوجد فيه معيار سليم لمعالجة نقص علامات الطلبة، وهو من جهة أخرى تشكيك بعملية التصحيح برمتها، بالمصحح الاول والثاني والثالث وكافة إجراءات المطابقة والتفتيش والجمع وغيرها من الاجراءات التي تزيد على عشرة اجراءات للدفتر الواحد.
وبالمحصلة هذا الاجراء الاخير في مديرية الامتحانات إجراء غير سليم فيه التفاف على العلامة الحديّة وفيه ظلم كبير على عموم الطلبة، وربما يكون إجراء احترازيا لسؤال نيابيّ مستقبلا حول عدد الطلبة الذين تأثروا بالعلامة الحديّة، حيث يقلل هذا الاجراء من عدد الطلبة الذين تأثروا بالعلامة الحديّة وبالتالي يخفف من وطأة النتيجة... فهل من عودة لحق الطلبة المهضوم؟