اطفال تزداد فرحتهم بالعيد لشرائهم ملابسهم من كدهم
المدينة نيوز:- يعمل انس (13 عاما) منذ ثلاثة اشهر في محل بيع قطع السيارات المستعملة ليوفر مبلغا من المال لشراء ملابس العيد من كده وتعبه الذي زاد في رمضان بسبب الحر والعطش، وكانت اجرته الشهرية 150 دينارا مقابل عمل يزيد على ثماني ساعات احيانا .
ويقول لوكالة الانباء الاردنية ان شعورا بالفرح غمره عندما ذهب امس ومعه مبلع "محرز" على حد تعبيره مكنه من شراء ملابس عيد متميزة وموبايل حلم بشرائه وان يكون معه في اول ايام العيد شانه شان اصدقائه، مؤكدا ان والده مثقل بالديون نتيجة الاقساط المترتبة عليه من بناء منزلهم.
اما علاء ومحمد فهما يعملان مع والدهما في ورشة للتمديدات الكهربائية في احدى العمارات حيث وعدهما ان يعطيهما نسبة من الربح رغبه منه بان يعلمهما المسؤولية وقيمة العمل ليتمكنا من شراء احتياجاتهما في العيد اذ اعربا عن سعادتهما الكبيرة بعملهما واعتمادهما على انفسهما بشراء ملابس العيد.
موسى (14 عاما) واخوه حمد(13 عاما) يعملان يوميا ، لمدة قد تزيد على خمس ساعات تارة في تنظيف السيارات وطورا في تنظيف الحدائق من اجل أن يدخرا مبلغا من المال لشراء ملابس العيد ومستلزمات المدرسة.
ويقولان ''نحن وامثالنا من الأطفال نعمل لشراء ملابس العيد وهو مطلب برايهما مشروع، لان اباءنا لا يستطيعون توفيرها، لذا علينا مساعدتهم في ذلك''.
موسى يضيف: ان لملابس العيد هذا العام قيمة كبرى عندي لأنني سأشتريها من كدي وتعبي"، ويضيف بألم وحرقة "ان والده لا يستطيع شراء ملابس الا لاخيه الصغير بين اسرة تتألف من سبعة اطفال، لذا اصر على المشاركة بتحمل المسؤولية مع والده ".
ولا يختلف الوضع عند محمد الذي يقول:" رغم حرارة الجو فإني مصمم على ان اعمل حتى اشتري بنطالا وحذاء جديدين وليس من المستعمل(البالة) كما يحدث كل عام.
ويقول مدير اوقاف اربد الدكتور فايز العثامنة يجب الا نحول الطفولة إلى رجولة مبكرة، فهذا يؤثر على الطفل سلبا، ويحرمه من مرحلة مهمة من مراحل حياته، وهي مرحلة (الطفولة)، ولا يجوز حرمان الأطفال من التعليم.
ويبين انه من الممكن يؤدي الطفل، بعض الاعمال كمن كان والده مزارعا، فهو يأخذه معه إلى الحقل، في العطلات، أو في أوقات الفراغ، أو كان لوالده (ورشة) فيذهب معه لكي يتقن المهنة التي يمتهنها أبوه، عندئذ هذا لا يكون من باب العمل الممنوع.
فإذا كان العمل مناسبًا للطفل، وكان الطفل من الجلد والقوة بحيث يتمكن من القيام بهذا العمل، فليس هناك ما يمنع شرعًا من استعمال هذا الطفل أو ذاك في أداء هذه الأعمال، بل ربما كان بعض الأطفال لديهم من المقدرة في أداء بعض الأعمال ما لا يتمكن غيرهم من الكبار من إنجازه.
ويحذرمن تشغيل هؤلاء الأطفال في أعمال شاقة لا تتناسب مع قواهم البدنية، أوالعمل لساعات طويلة؛ لأن هذا الطفل له صبوة، وهو ميال بطبعه للهو واللعب، ففي هذا العمل الشاق الطويل حرمان له من هذا اللهو أواللعب الذي يحرص عليه الأطفال غالبًا.
ويرى المتخصص في علم الاجتماع امجد الهناندة ان العمل في سن مبكرة يعد بداية تبلور الهوية الفردية، وبداية الاحتكاك المباشر مع سوق العمل ولو بشكل يسير، والإحساس بالقدرة على الإنتاج رغم العناية الفائقة التي يحرص الأبوان على تحقيقها لأبنائهم غالبا.
ويحذر من زج الابناء فجأة في سوق العمل، مشيرا الى غياب الخبرة السابقة التي يفتقدها الشاب او الفتاة في البيت والتي يفترض ان يكتسبها من هناك عن طريق تقسيم العمل وتحمل المسؤوليات بتدرج كي يكون قادرا على ولوج السوق والاندماج في المجتمع المحيط ببيئة العمل.
(بترا)