فاعليات ثقافية وسياحية تؤكد اهمية مهرجان جرش ودوره التنويري والسياحي
المدينة نيوز :- اكدت فاعليات ثقافية وسياحية اهمية مهرجان جرش للثقافة والفنون الذي تنطلق فعاليات دورته الثلاثين برعاية ملكية سامية يوم غد الخميس، وضرورة دعم دوره التنويري والتثقيفي.
كما اكدت الفاعليات لوكالة الانباء الاردنية(بترا) ان عامل الامن والامان الذي يتمتع به الاردن يساهم في استمرارية عقد هذا المهرجان السنوي الذي يحظى بسمعة دولية تساهم في تسويق الاردن كحامل لرسالة انسانية حضارية وتسويق منتجه السياحي.
وقال وزير الثقافة الاسبق الدكتور صبري ربيحات للوقوف في وجه انتشار ثقافة الموت لا بد من بث الامل والفرح واظهار الانحياز للحياة، مؤكدا ان المطلوب في هذا الزمان ان يعبر الناس عن انحيازهم للحياة والتمسك بها ونشر ثقافة الحب والاحترام والفن واحترام الثقافات الاخرى وتقدير الجمال.
ولفت الدكتور ربيحات الى ان استمرارية انعقاد مهرجان جرش في هذه الظروف الاستثنائية يحمل دلالات كثيرة للانسانية والعالم والاقليم والاردن.
وقال "وكأننا نكرر بصوت مرتفع ما قاله الشاعر الراحل الابنودي وغناها الفنان محمد منير (علي صوتك بالغنا .. لسا الاغاني ممكنة)".
واكد ان التحدي هو في اشاعة ثقافة الفرح في اجواء الاضطرابات وفي بيئة قد يبدو عليها اليأس والتأسي، مشيرا الى انه رغم صعوبة هذا التحدي الا ان اضاءة شمعة واحدة خير من ان نستمر في لعن الظلام.
ولفت الى الحاجة لتعميق ثقافة الفن والجمال في الاردن واظهار التقدير لهما في وجه التيارات المعادية لكل ما هو جميل تحت عناوين وتأويلات دينية غير دقيقة.
واشار الى ان تدمير الاثار في الموصل وتدمر وبابل تجعل مهمتنا في الوقوف امام هذا التيار المتخلف اكثر صعوبة وابلغ مما نظن بكثير في ظل غياب وجود سياسات واضحة للنهوض الثقافي والفني والتنويري في بلادنا قد يجد هؤلاء المرتدون من يؤيدهم ويوافقهم على ما يقومون به.
ولفت الى انه بالرغم من ان المهرجان شارف على انهاء عقده الثالث من عمره وتمتع بسمعة عالمية واسعة الا انه لا يزال يقف على اعتاب جرش ولم يدخل ثقافتها وحياتها بالشكل الذي يطمح اليه اهالي جرش والادارات المتعاقبة للمهرجان، موضحا ان الكثيرين من الاهالي لا يرون جرش جزءا من التراث والموروث الثقافي لهم، فهي مدينة رومانية، اهلها وبناتها كانوا اعداء الامة الاسلامية .
وتابع "لم تنجح مناهجنا في وضع نظرية ثقافية تربط الحاضر بالماضي، فنحن في تدريسنا ندرس المنطقة كأرض فقط حتى الثورة العربية الكبرى وبعدها ننقل الدارس نقلة مفاجئة الى حقبة جديدة".
وبخصوص تزامن الاحتفال بجرش كمدينة للثقافة الاردنية والمهرجان لهذا العام لفت الى ان مشروع المدن الثقافية بدأ بشكل اجود بكثير، والسبب ان الناس فهموا المشروع على انه غنائم سيجري توزيعها، معتبرا انه لم يبذل الجهد الكافي لتوظيف المشروع بشكل يعود على المناطق بالمنفعة.
وتمنى ان يسهم هذا التداخل بين جرش مدينة الثقافة والمهرجان في هذا العام بتحفيز الحركة الثقافية فيها لا سيما انها تتوفر على نخب ثقافية وهيئات قادرة على احداث نقلة نوعية.
واعتبر استاذ الادب الاندلسي في الجامعة الاردنية وزير الثقافة الاسبق الدكتور صلاح جرار مهرجان جرش منجزا وطنيا راسخا لفت انظار الاردنيين والاشقاء العرب ومواطنين من دول غير عربية، مؤكدا ان هذا المهرجان السنوي بات قبلة لعشاق الفن والادب والنقد من سائر بقاع الارض .
وشدد الدكتور جرار على ضرورة المحافظة على هذا المهرجان بصفته صلة وصل بيننا وبين كثير من الدول لان الروابط الفنية والثقافية بين الاردن والدول الاخرى هي التي تصلح ان تكون اساسا لروابط اخرى اقتصادية وسياسية وسواها.
وقال إن استمرار هذا المهرجان في هذا الزمن العصيب والصعب الذي تمر فيه الامة العربية والمنطقة هو دليل على ان الاردن استطاع ان يحافظ على الامن والامان مع استمرار الحياة الطبيعية ، لافتا الى ان هذا دليل الصمود امام التحديات التي تعصف في المنطقة .
وقال نقيب الفنانين الاردنيين ساري الاسعد ان مهرجان جرش ينعقد هذا العام في ظروف استثنائية تعيشها منطقتنا العربية، في الوقت الذي ينعم فيه الاردن بالامن والامان والاستقرار، وهذا مؤشر على البيئة الامنة لاستقطاب الفعل الثقافي ما جعله قبلة للمثقفين والفنانين العرب رغم الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة.
واضاف الاسعد إن جرش امتداد تاريخ طويل من الحضارة، وعلامة مميزة، مشيرا الى ان مهرجان جرش في دورته الثلاثين يتضمن فعاليات عديدة غير غنائية لها علاقة بالفكر والادب والشعر ومنتجات المجتمع المحلي.
وقال "نقيم المهرجان في هذه الظروف لانه يجب ان لا تموت الامة، نحن لا نقوم بشيء خارج المألوف او العادت والتقاليد، نعبر عن الفرح"، مؤكدا ان الفنانين والمثقفين الاردنيين يقدمون كل الدعم والمؤازرة للمهرجان.
واعتبر رئيس رابطة الكتاب الاردنيين الدكتور موفق محادين مهرجان جرش جبهة ثقافية متقدمة من مواقع العمل المدني ضد كل اشكال التكفير والظلامية والارهاب الفكري.
كما اعتبر ان هذه الدورة بالذات محطة مهمة من محطات تحصين الرأي العام والوجدان الشعبي وتعميق ثقافة التواصل المدني والحوار والاعتراف بالاخر بصرف النظر عن معتقده الديني وعرقه واصوله معتمدين على التراث العربي الاسلامي المتسامح والمدني والحضاري والذي علم الغرب ثقافة احترام الاخر والتعايش عندما كان هذا الغرب محكوما بمحاكم التفتيش وامثالها.
وقال "انطلاقا من ذلك اهتمت رابطة الكتاب بمشروع طريق الحرير الثقافي الذي يكرس ثقافة التواصل والتفاعل بين مختلف الثقافات والحضارات بحضور مشاركين عرب من قارتي اسيا وافريقيا ، ونربط كل ذلك بالجانب المنسي من جوانب الامن في البلاد العربية الا وهو الامن الثقافي الاجتماعي"، مبينا ان الثقافة تشكل اليوم اهم ظهير وسند للامن المدني العام.
واعتبر رئيس رابطة الفنانين التشكيليين الاردنيين الدكتور غازي انعيم مهرجان جرش من المهرجانات الفنية الغنية عن التعريف، مشيرا الى انه عبر مسيرته خلال اكثر من ثلاثين عاما نقل الاردن الى العالم، مثلما اتى بالعالم الى الاردن من خلال اشهر المطربين والموسيقيين واستضاف نخب متميزة من الفرق الفنية والفلكلورية والشعراء والنقاد بالاضافة الى نخب من متذوقي الفن ورواده من الاردن والمنطقة العربية والعالم.
ولفت الدكتور انعيم الى "ان هذا المهرجان الذي يقام في مدينة جرش، مدينة التاريخ ، والمدينة المخلصة للتراث والوفية للقيم اصبح من حقها على ادارة المهرجان وعلينا ان تكون رابطة الفنانين التشكيليين الاردنية حاضرة كما وعدوا في العام الماضي لان المهرجان لجميع الاردنيين والفنانين والمثقفين".
وقال مدير عام دائرة الاثار العامة الدكتور منذر جمحاوي "ننظر الى مهرجان جرش باهمية بالغة كونه اداة من ادوات توعية الناس باهمية المواقع الاثرية وترويجها سياحيا واعادة استخدام هذه المواقع الاثرية لغايات المهرجانات واحياء ذاكرة المكان القديمة في ايامنا الحالية لترسخ العلاقة ما بين الموقع ومستخدميه والعاملين فيه الامر الذي يساعد على حماية موروثنا الاثري ضمن اطار قانوني وتعليمات تم التفاق عليها من خلال مذكرة تفاهم مع القائمين على ادارة المهرجان".
وبين الدكتور جمحاوي "ومن وجهة نظر اخرى هذا المهرجان هو انعكاس حي للامن والامان الذي يعيشه الاردن ورسالة واضحة للعالم اجمع باهتمام الاردن على المستويين الحكومي والثقافي والفني لبث الاحساس بالامان وروح العزيمة والفرح والطموح والتطلع بايجابية للحياة في خضم المآسي التي تحيط بنا في المنطقة، وهي رسالة منسجمة مع توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني الدائمة بان يكون الاردن موئل الامن والامان والمضيف لكل الاشقاء العرب من حولنا والمساعدة في تخفيف آلامهم.
ونوه الى ان المهرجان اصبح من المحطات العالمية المرصودة ثقافيا وفنيا عند معظم الفنانين والمثقفين بهدف المشاركة في فعالياته، لافتا الى انه اصبح سفيرا لرسالة الاردن الحضارية التي وضحها جلالة الملك في رسالة عمان.
واكد حرص دائرة الاثار العامة على تقديم مختلف انواع المساعدة اللوجستية والفنية ليظهر المهرجان بابهى صوره خاصة وان دورة هذا العام تتزامن مع الاحتفال بجرش مدينة الثقافة الاردنية.
وقال مدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبدالرزاق عربيات ان الهيئة قامت بحملات اعلامية مكثفة وتوزيع بروشورات تتعلق بالمهرجان والمقاصد السياحية والمعالم الاثرية والتراثية والحضارية الاردنية البارزة والمهمة في داخل الاردن واراضي عام 1948 ولبنان ودول الخليج العربي وعدد من الدول العربية الاخرى كون الاردن هو مقصدا للسياحة العربية.
واشار الدكتور عربيات الى التعاون الوثيق بين الهيئة وادارة الشرطة السياحية فيما يتعلق بالاجراءات ووسائل المساعدة والارشاد التي تقدم لضيوف وزوار مهرجان جرش، مبينا ان الهيئة تقدم مجموعة من البروشورات التعريفية والارشادية بالمهرجان ولعب اطفال مجانية لكل سيارة خليجية تعبر الى داخل الحدود الاردنية.
واكد ان المجتمع المحلي سيجنى العديد من الفوائد كعائدات من المهرجان لاسيما تنامي فيما يتعلق بزيادة ارتياد المطاعم وتنامي حركة شراء المنتوجات المحلية والتراثية في جرش خصوصا والمملكة عموما.
ونوه الى ان الاردن اصبح ارض الامن والامان رغم المحيط الملتهب من حوله بفضل وعي شعبه، موضحا ان ضيوف وزوار الاردن يستمتعون بالاقامة فيه نتيجة لذلك اضافة الى تميزه بطقس جيد ومناخ معتدل.
وقال ان الاردن من الدول القليلة في المنطقة التي تستطيع الاسرة ان تخرج فيها لارتياد المرافق السياحية والمهرجانات وتستمتع في تناول طعامها في اماكن مفتوحة لتوفر عامل الامن والامان الذي يعد نقطة الجذب الرئيسة للسائح والزائر والضيف.
وقال رئيس جمعية وكالات السياحة والسفر شاهر ابو حمدان ان المهرجانات تعد جزءا مهما في المكون السياحي في العالم، مشيرا الى ان بعض الدول لديها مهرجانات سنوية ومنها مهرجان ري ودي جانيرو في البرازيل والذي يوفر مداخيل مالية كبيرة على القطاعات السياحية المختلفة فيها من مطاعم وفنادق وغيره.
واضاف من الضروري ان تستقطب المهرجانات مختلف انواع السياحات وليس الاقتصار فقط على الفعاليات الغنائية والتنويع في مدخلات المهرجان وفعالياته الرئيسة، داعيا الى تفعيل المهرجانات الاردنية اكثر في هذا الاطار لاستقطاب وفود سياحية اكثر.
ودعا الى توفير مردود من ريع مهرجان جرش الى المجتمع المحلي ليشكلوا رافعة للمهرجان اذ ان المهرجانات تنهض على مجتمعاتها المحلية.
وطالب بان يكون هناك مهرجانات على مدار العام تراعي المواسم والفصول وبخاصة ان الاردن يحظى بطبيعية خلابة متنوعة التضاريس والطقس داعيا الى تفعيل العديد من الادوار في القطاع السياحي وعلى صعيد المهرجانات وضرورة تسويق الاردن بطريقة صحيحة لا سيما في ظل الظروف المحيطة التي تعيشها المنطقة حيث اصبح مؤهلا اكثر من غيره لاستقطاب السياح.
وقال رئيس بلدية جرش الكبرى الدكتور علي قوقزة انه لاول مرة في الثلاثين عاما التي مضت تكون هناك شراكات حقيقية لهيئات المجتمع المحلي في جرش بالمهرجان بحيث تشارك البلدية في ادارة المهرجان وبالتنسيق مع الهيئات المحلية الفاعلة تقوم بتقديم مختلف الخدمات اللوجستية والفنية له.
ولفت الى ان المهرجان يحمل رسالة سياسية وفنية بان هذا البلد عصي على الاختراق والتهديد وانه ارض الامن والامان .
واشار الى ان الاردن يعيش حالة تعايش وانسجام ما بين مختلف الثقافات والفئات وهذا يتجلى في مهرجان جرش الذي يعد اوضح تعبير عن تلك الحالة من خلال التنوع والتعدد الثقافي العربي والعالمي الذي يشارك في فعالياته.
واكد ان فعاليات المهرجان جاذبة سياحيا وثقافيا وستكون محل استقطاب الجميع لان المهرجان يضم فسيسفسائية ثقافية فنية متنوعة من فعاليات محلية وعربية وعالمية في مختلف فنون الابداع الفني والثقافي والحرفي.
وبين ان فعاليات جرش مدينة الثقافة الاردنية لعام 2015 ستقام تحت هذا العنوان.
بدوره اعتبر مدير ثقافة جرش الدكتور عقلة القادري ان جرش تعيش الحالة الثقافية منذ الثمانينيات من القرن الماضي مع انطلاق مهرجان جرش للثقافة والفنون، وان ما يتم اكتسابه باعلانها مدينة للثقافة الاردنية للعام الحالي ساهم في زيادة تراكم الخبرة المكتسبة من مهرجان في دوراته السابقة لدى الجهات المعنية والقائمين على الفعل الثقافي والفني في جرش، مؤكدا دعم مختلف الفعاليات الثقافية في جرش مدينة الثقافة والتي تشتمل على الفنون التشكيلية والشعر ومختلف اشكال الثقافة.
ولفت الدكتور القادري الى ان مديرية ثقافة جرش بوصفها قائمة على احتفالية جرش مدينة الثقافة، وادارة المهرجان، تشتركان في ذات الهدف والرسالة، القائمة على نشر الوعي الثقافي والاطلاع على ثقافة الاخرين والتبادل الثقافي .
واكد ان عامل الامن والامان الذي ينعم فيه الاردن ساهم باستمرارية تنظيم المهرجان والاحتفال بجرش مدينة للثقافة.
واشار الى الاحتفالية بمدينة جرش للثقافة تستند على محورين الاول منهما هو المستوى المحلي والذي ينبع من تحضيرات الهيئات الثقافية المحلية وما اعدته من برامج للمشاركة في المهرجان ومنها الفن التشكيلي والحرف اليدوية وامسيات شعرية وقصصية والمشاركة في ادارة هذه الفعاليات.
والمستوى الثاني بحسب مدير ثقافة جرش، هو الخارجي والذي يأتي ضمن برامج مشاريع المدينة الثقافية والمتمثلة باستضافة عدد من الفرق العربية التي ستقدم عروضها في المهرجان وبينها فرق مصرية وجزائرية .
واكد ان مهرجان جرش يحقق عوائد مالية ومعنوية للمدينة بشكل خاص والمحافظة عموما بغض النظر عن حجم تلك الفائدة، معتبرا ان شهرة جرش التي تتأتى من عظمة اثارها المترامية على امتداد المدينة ومهرجانها السنوي العالمي يمثلان ابرز ما تجنيه وما يترتب عن ذلك من عائدات على مختلف القطاعات نتيجة للحركة السياحية فيها وهو ما يجب تقديره.
ودعا الى العمل على انجاح الاحتفالية بجرش مدينة للثقافة الاردنية للعام الحالي ومهرجان جرش في دورته الحالية معتبرا ان ذلك يعد نجاحا للمدينة على مختلف الصعد.