فرح استثنائي، والبقية لا تأتي

في هامشٍ سابق تساءلتُ عمّا إذا كان الحديث عن زراعة البطاطا في الأردن أكثر فائدةً من الحديث في الشأن العام الوطني. وقد وصلتُ – وبالتجربة- إلى إجابةٍ أراها كافيةً للسؤال. حينها أخذتُ - حبة بطاطا- تقادمت عليها الأيام فأنبتت براعم كثيرة وتغير لونها فلم تعد بوضعها الذي آلت إليه تصلح للاستعمال "المطبخي "، قطعتها إلى عدد كبيرٍ من الأقسام وزرعتها في أرضٍ حديثة عهدٍ بالزراعة والإنتاج، وكدأب رب السموات والأرض دائماً، فقد كان كريماً عليها لطيفاً بها، فأورقت حبات البطاطا مع فورة الربيع، ومؤخراً تبدل بها الحال، فاصفرت لتبدأ دورة حياة جديدة. ونزولاً عند رغبة أطفالي الصغار في التعرف على محصول البطاطا فقد نبشت أرض نبتات البطاطا اليابسة لنعثر معاً على عددٍ كبيرٍ من حبات البطاطا الطازجة والمتفاوتة في الحجم والشكل. ولصغر حجم بعضها أدركت انه ربما كان قطافها مبكراً، ولكن للأطفال رغبةٌ ولي رغبات، ومع ذلك فقد أنتجت حبة البطاطا الواحدة ما يقارب عشر حباتٍ نَظِرةٍ من البطاطا. والأهم من ذلك كله، أنها أنتجت فرحاً استثنائياً لأطفالي الصغار لم تستطع كل مقالات الصحف اليومية والأسبوعية والمواقع الإلكترونية وكل الحكومات السابقة منها والحالية - وربما اللاحقة- أن تنتجها. فحمداً لله الذي يضع سرّه في أضعف خلقه.

والبقية لا تأتي ..بقدرة قادرٍ لا أحد يعرفه أو يقدر عليه، يتحول التحقيق إلى مجرد تقرير، فهذا ما يمكن للقارئ أن يعرفه من قراءة الخبر الخاص بنتائج التحقيق في "الخلل في نتائج التوجيهي 2010 " حيث تمت صياغة الخبر بعناية فائقة وكأن الأمر يتعلق بدارسة موضوعٍ ما أو اقتراحٍ لحل مشكلةٍ ما. فالحديث كان عن تخصيص مجلس الوزراء الجزء الأكبر من جلسته الأسبوعية لمناقشة التقرير الذي خلصت إليه اللجنة المشكلة حول موضوع الخلل الذي شاب عملية إعلان نتائج امتحان الثانوية العامة الكترونيا للدورة الشتوية للعام 2010 والذي تسبب بحالة من الإرباك لدى الطلاب وذويهم. حيث قام المجلس بمناقشة التقرير من جميع جوانبه، وحرصا من مجلس الوزراء على ايلاء هذا الموضوع الأهمية التي يستحقها فقد قرر استكمال مناقشة التقرير في جلسة خاصة سيعقدها لهذه الغاية. والبقية لا تأتي أبداً! والأيامُ أطولُ من أهلها.